في اجتماع البنك المركزي الفيدرالي القادم يومي 30-31 من الشهر الجاري يوليو (تموز)، يأتي ذلك عقب التصريحات التي أطلقها رئيس البنك المركزي بنيويورك جون وليامز، والتي قال فيه أن رؤساء البنوك المركزية بحاجة إلى التحرك سريعاً مع تباطوء النمو الاقتصادي، وأضاف كذلك أنه من الأفضل اتخاذ التدابير الوقائية بدلاً من الانتظار حتى تتكشف الكوارث، لتؤكد تلك التصريحات النظرة التشاؤمية لمسئولوا السياسة النقدية بالولايات المتحدة عن النمو الاقتصادي المتوقع.
وطفت أزمة النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين مرة أخرى على السطح، عقب تصريحات ترامب الأخيرة حول تلك الازمة، وبعدما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في مقال لها بوقت سابق أن المباحثات التجارية مع بكين لم يطرأ عليها أي تغيير ولم تتقدم، وقالت الصحيفة أيضاً أن إدارة ترامب لم تكن متأكدة من تحقيق مطالب بكين بتخفيف القيود الأمريكية على شركة هواوي الصينية.
لتستفيد المعادن الثمينة وسط هذا القلق المتزايد للنمو الاقتصادي العالمي، وتصاعد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، وحالة الضبابية التي سادت المباحثات التجارية التي كانت مزمعة بين واشنطن وبكين، لتزيد نسبه حيازة المعدن الثمين من المستثمرين كملاذ آمن طمعاً في تأمين استثماراتهم.
ليصعد الذهب (XAUUSD) مسجلاً أعلى مستوى له منذ ستة أعوام عند 1,453.35 بنسبة ارتفاع بلغت 1.28%، ليرتفع بذلك خلال هذا الأسبوع 1.8% حتى الآن، ويبدو أنه في الطريق لتسجيل ارتفاع لثاني أسبوع على التوالي، في المقابل انخفض الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، ليخسر بتداولات الأمس ما نسبته -0.42%. وبحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش صعد الذهب ببداية تداولاته الصباحية مسجلاً نسبة ارتفاع بلغت 0.86% ليستقر عند سعر 1,440.45 دولار للأونصة الواحدة.
صعدت الفضة (XAGUSD) أيضاً بنسبة 1.42% بتداولات الأمس لتستقر ببداية تعاملاتها الصباحية عند سعر 16.457 دولار للأونصة، لتصل بذلك أعلى مستوى لها خلال تلك السنة 2019.
وحقق أمس البلاتين (XPTUSD) صعوداً بلغت نسبته 0.64% ليستقر ببداية تعاملاته الصباحية عند سعر 859.80 دولار للأونصة الواحدة، بنما انخفض البلاديوم (XPDUSD) بتداولات الأمس بنسبة بلغت -0.75% ليستقر ببداية تعاملاته الصباحية عند سعر 1,518.15 دولار لكل أونصة.
نظراً لارتفاعات الذهب الكبيرة التي حدثت أمس وأول أمس، واختراقه للمقاومة 1,439.43 ليسجل أعلى مستوياته خلال ست سنوات، كان لزاماً علينا توسيع نظرتنا المستقبلية قليلاً لنرى بصورة أوضح، الرسم البياني أعلاه رسم بياني للذهب بتوقيت (يومي) لنشاهده أولاً ثم نتحدث عن بعض ما فيه من إشارات.
أول ما نلاحظه استقرار المعدن الثمين طيلة الفترة السابقة على المدى القصير أعلى مستوى الدعم 1,380.0،هذا المستوى الذي يمثل نسبة 38.2% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية للموجة الهابطة على المدى الطويل (من 1,920.70 إلى 1,046.33)، مدعوماً طيلة تلك الفترة بضغط إيجابي من المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، مع توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية.
وبشكل أبعد قليلاً نرى تركيبة توافقية قيد التكوين وهو نموذج جارتلي (Gartley) السلبي، وقد قارب هذا النموذج على الانتهاء فهو يستهدف مستوى المقاومة 1,483.00 لينهي عنده الموجة الرابعة والأخيرة منه، وتتزامن تلك المقاومة مع نسبة 50% من نفس المتتالية التصحيحية لفيبوناتشي التي ذكرناها، وأيضاً تمثل نهاية نموذج البرق (AB=CD) المتكون على المدى الأقصر والواضح بالرسم البياني المرفق ملون باللون الأزرق.
وعلى هذا الأساس تشير توقعاتنا بالمزيد من الارتفاع للذهب بتداولاته القادمة، ليستهدف بوضوح تام مستوى المقاومة 1380.00، وعند الوصول لهذا المستوى ينبغي لنا توخي الحذر والابتعاد قليلاً حتى نرى ما سيحدث حينها.