انخفض المعدن الثمين للأيام الثلاثة الماضية بفعل موجة جني أرباح، بعد تسجيله لأعلى سعر له في ستة أعوام بتداولات يوم الخميس الماضي عندما سجل 1,453.06 دولار للأونصة، مع انشغال المستثمرين الآن بموسم إعلان أرباح الشركات الفصلية وتركيزهم على أداء أسواق الأسهم لتفتح شهيتهم نحو الأصول عالية المخاطر، مما دعم الضغط السلبي على المعادن الثمينة، وما عزز انخفاض الذهب أيضاً قوة الدولار الأمريكي، والذي يبدو أنه يكافح ليحجز له مكاناً جيداً وسط باقي العملات، قبيل اجتماع البنك المركزي الفيدرالي بنهاية هذا الشهر والذي تزداد حوله التوقعات بخفض الفائدة بربع نقطة مئوية.
بدأ المعدن الأصفر تداولات اليوم الأربعاء بصعود وسط تزايد المخاوف بمنطقة الشرق الأوسط، بعد احتجاز الجيش الثوري الإيراني على ناقلة نفط بريطانية بالقرب من مضيق هرمز، والتي جاءت تلك الخطوة رداً على احتجاز بريطانيا لناقلة نفط إيرانية في وقت سابق من هذا الشهر بمضيق جبل طارق، مما ينذر بتصاعد وتيرة الأحداث في الأيام القليلة القادمة، مما يدعم الأصول الآمنة كالمعادن الثمينة بشكل إيجابي.
ولكن جاءت مكاسب الذهب بشكل محدود مع تردد أنباء باستئناف المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بالأسبوع المقبل، ليضع المعدن الثمين بمنطقة ما بين السلبية بسبب قوة الدولار بعد بدء تلك المفاوضات والمضي فيها للأمام، وما بين إيجابية لزيادة الطلب على المعدن الثمين من قبل الصين التي قد تنتعش اقتصادياً إن توصلت إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.
من ناحية أخرى ينتظر المراقبون نتيجة اجتماع البنك المركزي الأوروبي الخميس القادم، مع توقعات بتخفيف سياسة البنك النقدية بمنطقة اليورو وتخفيض أسعار الفائدة.
بحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش:
- ارتفع الذهب (XAUUSD) بنسبة 0.20% ليستقر عند سعر 1,424.55 دولار للأونصة الواحدة، وذلك بعد انخفاضه بتداولات الأمس بنسبة -0.48%.
- صعدت الفضة (XAGUSD) بنسبة 0.38% لتستقر على سعر 16.538 دولار لكل اونصة، بعد ارتفاعها أمس بنسبة 0.40%، ويبدو أن الفضة فرصها في الصعود أكثر من الذهب فلم تتأثر كثيراً بانخفاضات الذهب الأخيرة وظلت متمسكة بمكاسبها لتستقر بمنطقة لم تصلها منذ أكثر من عام.
- صعد أيضاً البلاتين (XPTUSD) بنسبة 0.70% ليستقر على سعر 867.60 دولار لكل أونصة، بعد ارتفاعه بتداولات الأمس مسجلاً أرباح بلغت نسبتها 1.06%.
- وتبع باقي المعادن الثمينة البلاديوم (XPDUSD) ليرتفع بنسبة 0.43% ليستقر عند سعر 1,525.20 دولار لكل أونصة، وقد صعد المعدن أيضاً بتداولات الأمس بنسبة 0.07%.
التحليل التقني لأسعار الذهب - يحاول استعادة تعافيه
تحدثنا في السابق بقوة منطقة الدعم التي يستقر عندها المعدن الثمين بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، ففي تلك المنطقة يستند فيها السعر إلى خط اتجاه رئيسي صاعد على المدى القصير، ويتزامن ذلك مع استناده أيضاً لدعم متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 ما يعزز من قوتها.
ويبدو أن الذهب استفاد بالفعل من تلك المنطقة ليكتسب منها بعضاً من الزخم الإيجابي الذي ساعده على الارتفاع بصورة طفيفة ببداية تداولاته الصباحية كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة (يومية)، وسط توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، ليضيف إلينا دعماً جديداً نستطيع الاعتماد عليه بتوقعاتنا القادمة وهو مستوى 1,415.00.
بالطبع تبقى توقعاتنا الإيجابية المحيطة بالمعدن الثمين قائمة، طيلة استقراره على المستويات اللحظية أعلى مستوى الدعم 1,415.00 ليرتفع بمحاذاة خط الاتجاه الرئيسي الصاعد ليستهدف مستوى المقاومة المحوري 1,440.00 بعد المرور على محطة 1,430.00 أولاً.
أما في حالة أن كسر السعر مستوى الدعم 1,415.00 سيؤدي ذلك بالتبعية لكسر خط الميل الصاعد ما يضاعف من الضغط السلبي على تداولاته بعدها، ليستهدف مباشرة الوصول للدعم المحوري 1,400.00.