قفزت أسعار الذهب (GOLD) ارتفاعاً مقابل انخفاض الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات الرئيسي، عقب تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي والتي أدلى بها في الشهادة النصف سنوية أمام اللجنة الاقتصادية المشتركة بمجلس النواب الامريكي، والتي أنعشت الآمال من جديد بخفض وشيك وكبير على الفائدة الأمريكية، بعد إشارته لضعف النمو الاقتصادي العالمي بشكل واضح وانعكاس ذلك على الاقتصاد الأمريكي، وقوله أن البنك الفيدرالي مستعد للتصرف على النحو المناسب لدعم نمو الاقتصاد المستمر منذ عشر سنوات .
فقد عاد المعدن الثمين ليستقر من جديد أعلى مستواه 1400.00، مسجلاً أعلى سعر له خلال جلسة السوق الأمريكي عند 1427.19 دولاراً للأوقية، وهو أعلى مستوى له خلال هذا الأسبوع، لينخفض بعدها في فترة هدوء لاستعادة النشاط، ويأتي ذلك عقب تسجيله أدنى سعر له قبيل تصريحات باول عند 1390.01 دولاراً للأوقية.
وقد أظهر أيضاً محضر اجتماع الفيدرالي في يونيو (حزيران) الماضي، والذي كشف عنه بالأمس أن العديد من مسئولي الاتحاد الفيدرالي يميلون إلى خفض أسعار الفائدة، ان ظل الاقتصاد يعاني بتلك الوتيرة، ويرون أن المخاطر والتوقعات السلبية زادت في الفترة الماضية، خاصة مع معاناة الاقتصاد العالمي ككل من عدة أزمات وتوقعاتهم بأن ذلك سينعكس بشكل سلبي على الاقتصاد الأمريكي .
وقد دفعت تلك التوقعات حائزي الدولار الأمريكي للتخلي عنه والاتجاه نحو الاستثمار الأكثر أمناً وأشهرها وهو المعدن الثمين، في مقابل ارتفاع مؤشرات الأسهم لوجود حالة تفاؤل سائدة بتدخل المسئولين في البنك الفيدرالي للبقاء على وتيرة النمو الاقتصادي القائمة منذ عشر سنوات .
بدورها ارتفعت الفضة لتسجل أعلى سعر لها عند 15.34 دولاراً للأوقية الواحدة، وصعد البلاتين ليسجل أعلى سعر له عند 833.70 دولاراً للأوقية، أما معدن البلاديوم فقد قفز مسجلاً أعلى سعر عند 1,596.95 دولاراً للأوقية الواحدة .
الذهب يتحرر من ضغوطه السلبية :
تحدثنا سابقاً عن تأثير بعض الضغوط السلبية على تداولات الذهب في الفترة السابقة، وكان من أبرز تلك الضغوط سيطرة الموجة التصحيحية الهابطة وتداولاته بمحاذاة خط اتجاه هابط، وأيضاً كان هناك الضغط السلبي المتواصل القادم من متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50، لينخفض المعدن الثمين ببداية تداولاته بالأمس مسجلاً ادنى سعر له عند 1390.01، ومنها بدأ بميل صعودي وخاصة بعد تصريحات رئيسي البنك المركزي الفيدرالي جيروم باول والتي أشارت إلى وجود احتمالية كبيرة لخفض أسعار الفائدة على الدولار الأمريكي بنهاية الشهر الجاري، لينتعش الذهب بعدها ويبدأ بالارتفاع متخلصاً من ضغوطه السلبية واحداً تلو الآخر .
بدأها باختراقه لخط الاتجاه التصحيحي الهابط، مروراً بتخطيه لمقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50، واستمر بارتفاعه حتى أنه نجح بتخطي المقاومة 1400.00 لأول مرة هذا الأسبوع، بل انه يستقر أعلاه حتى تلك اللحظة، مما يدفعنا لتغيير نظرتنا السلبية السابقة بنظرة جديدة إيجابية بتداولاته القادمة، خاصة مع احترام السعر لخط اتجاه رئيسي صاعد المدى القصير مثل ما هو مشار إليه بالرسم البياني المرفق، مصحوباً بتوارد إشارات إيجابية بمؤشرات القوة النسبية، بعد فترة وصول لذروة تشبع بيعي .
تلك النظرة التي ستتأكد حتماً طيلة استمرار المعدن الثمين أعلى مستوى 1400.00، والتي تستهدف أولى مستويات المقاومة بالطبع وهي المقاومة المحورية والتاريخية للذهب عند 1439.43 استعداداً لمهاجمتها، خاصة أن حالة التفاؤل الموجودة ستظل سائدة حتى يوم الإعلان عند الفائدة الأمريكية بنهاية الشهر الجاري، لهذا هنا فرصة قوية لتحقيق ارتفاعات تاريخية جديدة تنتظر المعدن الثمين .
فهل سينجح في استغلال تلك الفرصة، هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة .