ارتفع النفط الخام بتداولات الجمعة الماضية حوالي 1%، مدعوة بالتوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً بمضيق هرمز، وجاء ذلك على رد إيران على المملكة المتحدة بعدما قامت الأخيرة باحتجاز ناقلة نفط إيرانية بوقت سابق من هذا الشهر، ليعلن الحرس الثوري الإيراني احتجازه لناقلة نفط بريطانية عند مضيق هرمز مما زاد من التوترات بتلك المنطقة المشحونة من الأساس بفعل تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية والإيرانيين.
فقد أعلن مسئول كبير بإدارة ترامب يوم الجمعة أن الولايات المتحدة ستدمر أي طائرة إيرانية تطير بالقرب من سفنها، وذلك عقب إدعاء الولايات المتحدة بتدمير طائرة مسيرة إيرانية كانت تمر بالقرب من إحدى سفن قوات البحرية الأمريكية بمضيق هرمز في وقت سابق، ونفي إيران ذلك بتصريح من مسئولين عن تأكيدهم سلامة جميع طائراتهم والتي خرجت بمهمات استطلاع في المنطقة بذلك اليوم، ويأتي هذا في إطار تصعيد حدة الخلاف بين البلدين بشأن الاتفاق النووي الإيراني.
ما عزز أسعار النفط أيضاً تزايد الآمال يوم الجمعة الماضية على خفض كبير للفائدة الأمريكية بنهاية الشهر الجاري لدعم النمو الاقتصادي الأمريكي.
- ارتفع نفط خام غرب تكساس (WTI) في نهاية تداولات الجمعة الماضية بنسبة 1.11%، ليعزز من تلك المكاسب ببداية تداولاته اليومية، فبحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام بنسبة 0.84% ليستقر عند سعر 56.71 دولار للبرميل الواحد.
- وصعد أيضاً نفط خام برنت القياسي (Brent) بنسبة 1.18%، ويواصل هذا الصعود ببداية تداولاته الصباحية حيث ارتفع أيضاً بنسبة 1.04% ليستقر عند سعر 63.86 دولار للبرميل الواحد.
- كما ارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي (Natural Gas) بنسبة بلغت 1.16%، ليزيد من مكاسبه ببداية تداولاته الصباحية ليربح ما نسبته 0.48% ويستقر عند سعر 2.288 دولار.
قبل ذلك بيوم هوت أسعار النفط على خلفية التخوفات المتزايدة بشأن النمو الاقتصادي العالمي وضعف الطلب على مصادر الطاقة، بعد أن صرحت وكالة الطاقة الدولية أنها لا تتوقع ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير، لتباطوء الطلب العالمي في مقابل وجود وفرة من المخزونات، بالإضافة لتزايد التخوفات بتصاعد وتيرة النزاع التجاري بين قطبي الاقتصاد العالمي الولايات المتحدة والصين.
النفط الخام يحاول تعويض بعض خسائره
صعدت أسعار النفط بنهاية تداولات الأسبوع الماضي وأيضاً ببداية تداولات هذا الأسبوع، في محاولة منه لتعويض بعض خسائره السابقة التي مني بها على المدى القصير، وليحاول أيضاً تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، وذلك بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، وبشكل مبالغ فيه مقارنة بحركة السعر، ليستقر من جديد أعلى مستوى الدعم 56.20، هذا المستوى كنا قد أشرنا إليه بتقاريرنا السابقة.
ليقترب السعر بهذا الارتفاع من ملامسة مقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، وذلك في ظل تأثره بتركيبة فنية سلبية متكونة على المدى القصير وهو نموذج الوتد الصاعد كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه لفترة زمنية (يومي).
وأيضاً في إطار أكبر فالنفط تحت سيطرة الاتجاه الهابط على المدى المتوسط بمحاذاة خط اتجاه، كل ذلك يضغط بشكل سلبي على تداولاته القادمة.
وتستمر توقعاتنا السلبية المحيطة بالنفط الخام خلال تداولاته القادمة على المدى القصير، خاصة في حالة تأكيده كسر مستوى الدعم 56.20 والاستقرار أدناه، وذلك يعني المزيد من الخسائر لأسعار النفط، وليستهدف بعدها مستوى الدعم 53.65.
وتظل تلك النظرة السلبية طيلة ثبات مستوى المقاومة المهم 58.50 في الفترة القادمة على المدى القصير.