هوت أسعار النفط بتداولات هذا الأسبوع بدعم من زيادة التخوفات بانخفاض النمو الاقتصادي العالمي وتأثير ذلك على الصناعة ومن ثم على استهلاك النفط، على خلفية القلق المتزايد من فائض المعروض.
فقد هبطت أسعار النفط حوالي 13% منذ الأول من مايو، 8% منها فقط في الأسبوع الماضي على الرغم من تصاعد التوترات بمنطقة الشرق الأوسط بين الولايات المتحدة وإيران، لينخفض أمس بنسبة 2% في نهاية اليوم.
وادعت إيران في وقت سابق أنها استولت على ناقلة نفط أجنبية في خليج عمان المتنازع عليه، وبعدها تبين أن الناقلة كانت تحمل شحنة صغيرة، وأنها احتجزت يوم الأحد الماضي بتهمة تهريب الوقود، بعدها صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية دمرت طائرة إيرانية مسيرة في عمل دفاعي ولكن أنكرت إيران ذلك حتى تلك اللحظة، وقد أضاف ترامب أن الطائرة قد اقتربت من القوة البحرية الأمريكية في مضيق هرمز يوم الخميس وتم ضربها بعد تهديدها لأمن السفن الأمريكية وبعد أن تجاهلت عدد من التحذيرات، في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين البلدين.
ونقل عن المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شيكارشي أن جميع الطائرات التابعة للجيش الإيراني في خليج فارس ومضيق هرمز عادت لقواعدها سالمة، بعد مهمة استطلاع وتأمين.
وجاء هذا الحادث بعد مرور أربعة أسابيع على إسقاط إيران لطائرة أمريكية مسيرة ادعت إيران أنه اخترقت الحدود الإيرانية فيما أنكر الأمريكيين ذلك وقالوا أنها كانت تحلق في المجال الجوي الدولي في نفس المنطقة، لتصفه الإدارة الأمريكية وقتها بالهجوم غير المبرر.
جدير بالذكر أن 20% من إنتاج النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز
ويبدو أن الأسعار لم تتأثر بهذه الأحداث بعد أن طغت تخوفات هبوط النمو الاقتصادي العالمي، على اثر تصاعد النزاع التجاري بين قطبي الاقتصاد العالمي الولايات المتحدة والصين، خاصة بعد التصريحات التي أطلقها ترامب في وقت سابق أن الطريق لا يزال طويل بين واشنطن وبكين للوصول لاتفاق تجاري، بالتزامن مع عودة العمل بشكل تدريجي في خليج المكسيك بعدما توقف 73% من إنتاج النفط به عقب مرور العاصفة المدارية باري عليه في مطلع هذا الأسبوع.
لينخفض خام برنت القياسي (Brent Crude) أمس بنسبة -2.72% ليستقر عند سعر 61.93 دولار للبرميل في نهاية التداولات، ليرتد ارتفاعاً في بداية تداولاته الصباحية ليستقر عند سعر 62.95 بحلول الساعة 11:30 بتوقيت جرينتش بنسبة زيادة قدرها 1.65%.
هبطت العقود الآجلة للغاز الطبيعي بتداولات الأمس أيضاً بنسبة -0.09% لتستقر عند سعر 2.304 دولار، وارتفعت ببداية تداولات اليوم ليستقر عند سعر 2.317 دولار بنسبة زيادة 0.56%.
كما انخفضت عقود البنزين RBOB (XB1) بتداولاته في الأمس بنسبة -0.69% ليستقر عند سعر 1.8787 دولار، ليرتد قليلاً صعوداً ببداية تداولاته الصباحية ليستقر عند سعر 1.8848 دولار بنسبة 0.31%.
وهبطت أيضاً أسعار خام غرب تكساس (WTI Crude Oil) بتداولات الأمس بنسبة -2.61% ليستقر عند سعر 55.30 دولار/برميل في نهاية التداولات، ليرتد ارتفاعاً بتداولاته الصباحية لتستقر أسعاره عند 55.94 دولار للبرميل بنسبة زيادة بلغت 1.19%.
وهبطت العقود الآجلة للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات الأمس أيضاً بنسبة -0.74% لتستقر عند سعر 2.309 دولار، لتعمق خسائره ببداية تداولات اليوم ليستقر عند سعر 2.281 دولار بنسبة انخفاض بلغت -0.26%.
النفط يعمق من خسائره
واصلت أسعار النفط انخفاضها بتداولات الأمس كما توقعنا لها، ليسجل أدنى سعر له عند 54.85، وقد ارتد قليلاً صعوداً في بداية تداولات هذا اليوم، كمحاولة منه لتعويض بعض خسائره السابقة، وليحاول أيضاً تصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، ليستقر عند سعر 56.08 عند حلول الساعة 11:30 بتوقيت جرينتش.
ويتحرك النفط على المتوسط بمحاذاة خط اتجاه رئيسي هابط كما هو موضح بالرسم البياني المرفق لفترة (يومي)، فقد بدأ رحلة الهبوط تلك عند اختباره لخط الميل هذا بعدما سجل أعلى سعر له عند 60.99 في مطلع هذا الأسبوع، ليكسر في طريقه دعم تركيبة فنية سلبية متكونة على المدى القصير وهو نموذج الوتد الصاعد، وليتعرض بعدها للضغط السلبي لمتوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة.
وتستمر توقعاتنا السلبية المحيطة بالنفط الخام بتداولاته القادمة، خاصة في حالة تأكيده كسر مستوى الدعم 56.20، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 53.65.