في أعقاب التقرير الصادر من معهد البترول الأمريكي يوم الثلاثاء الماضي عن انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بأكثر مما هو متوقع بالأسبوع المنتهي في الخامس من يوليو (تموز)، وتأكيد هذا التقرير بعد ظهور بيانات رسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بالأمس عن انخفاض كبير في مخزونات النفط الأمريكية في أسبوع والذي هبط بواقع 9.5 مليون برميل، رغم أن التوقعات كانت تشير إلى انخفاض تبلغ نسبته 1.9 مليون برميل فقط، وذلك تزامناً مع زيادة معدلات تشغيل مصافي التكرير والتي وصلت إلى ذروتها منذ بداية العام، ليضغط بذلك على سحب المخزونات بصورة كبيرة ما ساهم في هذا الانخفاض .
تلاه توارد الأخبار عن اقتراب عاصفة من خليج المكسيك ببداية الأسبوع القادم، مما أدى إلى قيام المنتجين الرئيسيين بتخفيض الإنتاج من الحقول البحرية بخليج المكسيك بشكل كبير تحسباً لنتائجها .
مع تدني صادرات روسيا النفطية لأقل مستوى لها في ثلاث سنوات، بعد مشكلة تلوث خط أنابيب النفط دروجبا الممتد إلى أوروبا في أبريل (نيسان) الماضي، وتوقف الإمدادات به وعودتها بشكل جزئي حتى تلك اللحظة .
أدى ذلك إلى صعود أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ مايو (آيار) الماضي، حيث سجل خام غرب تكساس عند التسوية 60.43 دولار للبرميل الواحد، مرتفعاً بنسبة 4.50%، وصعد النفط الخام للجلسة الثانية على التوالي ليسجل أعلى سعر له ببداية تداولاته الصباحية عند 61.02 دولار للبرميل الواحد .
وارتفع خام برنت إلى 67.01 دولار للبرميل الواحد، مسجلاً صعود بنسبة 4.44% ما يعادل 2.85 دولار .
صعد أيضاً الغاز الطبيعي (NGQ9) بنسبة 0.57%، ليصل إلى سعر 2.45 دولار، بينما ارتفعت عقود زيت التدفئة (HOQ9) ليصل إلى سعر 2.014 دولار بارتفاع بلغت نسبته 1.15% ما يعادل 0.02 نقطة .
وزادت عقود البنزين (RBQ9) مسجلة ارتفاع بلغت نسبته 1.21% ما يعادل 0.02 نقطة، وارتفعت عقود الإيثانول لتصل إلى سعر 1.48 دولار .
النفط الخام يعزز توقعاتنا الإيجابية
توقعنا من قبل أن يرتفع النفط الخام بتداولاته القادمة، وذلك قبيل ظهور البيانات الرسمية من إدارة المعلومات والطاقة الأمريكية، والتي أكدت انخفاض المحزونات بشكل حاد وغير متوقع وصلت إلى 9.5 مليون برميل، وبوادر اقتراب عاصفة بخليج المكسيك مطلع الأسبوع المقبل، مما أجبر كبار منتجي النفط على تخفيض إنتاج الحقول البحرية هناك بمقدار الثلث تقريباً .
عزز ذلك سعر النفط ما أدى به إلى تأكيد اختراق خط اتجاه فرعي هابط بالمدى القصير، مستفيداً في ذلك من الدعم الإيجابي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، بعد ان استفاد من رحلة هبوط قصيرة الأمد كون في نهايتها قاعاً صاعداً عند سعر 56.13 في اليوم الثالث من هذا الشهر يوليو(تموز)، والذي أمده بالزخم الإيجابي الذي ساعده على التعافي من جديد .
ونجح السعر بهذا الارتفاع في اختراق مستوى المقاومة 59.70، هذا المستوى الذي يمثل نسبة 50% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية لآخر موجة هابطة على المدى المتوسط (من 76.72 إلى 42.67)، مؤكداً اختراقه بالإغلاق اليومي أعلاه واستقراره حتى تلك اللحظة، مصحوباً بتوارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية، ليتخلص بذلك من كافة ضغوطه السلبية دفعة واحدة .
مما يدفعنا لتأكيد سيناريو استمرار ارتفاع سعر النفط الخام بتداولاته القادمة، طيلة استقراره أعلى مستوى 59.70،ليستهدف مستوى المقاومة التالي من تلك السلسلة التصحيحية لفيبوناتشي عند سعر 63.71 الذي يمثل نسبة 61.8% منها .