أظهر معهد البترول الأمريكي بيانات المخزون الأمريكية بالأمس الثلاثاء، والتي انخفضت أكثر من المتوقع في الأسبوع المنصرم، حيث هبط مخزون الخام بنحو 8.1 مليون برميل، بينما توقعات المحللين كانت تشير إلى انخفاض 3.1 مليون برميل، مما بدد المخاوف بشأن فائض المعروض، وتراجعت بالتزامن مخزونات البنزين 257 ألف برميل، في مقابل زيادة بأكثر من المتوقع لمخزون نواتج التقطير والتي تشمل الديزل وزيت التدفئة بواقع 3.7 مليون برميل، في وقت كانت التوقعات تشير إلى زيادة 739 ألف برميل فقط .
مع توقعات بظهور عاصفة وشيكة في خليج المكسيك، أخلى العديد من كبار منتجوا النفط بالولايات المتحدة منصات استخراج النفط تحسباً للمخاطر .
كما هبطت صادرات روسيا النفطية لأدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، بفعل تصاعد وتيرة النزاع القائم بين شركة روسنفت وهو المنتج الأكبر للخام في روسيا وبين شركة ترانسفت والتي تحتكر خطوط أنابيب النفط الروسية، على خلفية مشكلة النفط الملوث في خط أنابيب دروجبا الممتد إلى أوروبا والتي ظهرت في أبريل نيسان الماضي، حيث توقفت الإمدادات بشكل مؤقت لأسابيع، ثم تم استئنافها بشكل جزئي حتى الآن .
ويأتي ذلك تماشياً مع محاولات دول منظمة الأوبك وعلى رأسهم روسيا والمملكة العربية السعودية خفض إنتاجهم للحد من المعروض ولدعم أسعار النفط عالمياً، وذلك بعد اتفاق تلك الدول باجتماع المنظمة الأخير على تمديد خفض الإنتاج باستثناء إيران من هذا الاتفاق .
ساعد ذلك على ارتفاع أسعار النفط الخام LIGHT CRUDE OIL بجلسة الأمس وبداية تداولاته الصباحية لهذا اليوم، حيث أغلق على سعر 58.44 دولار للبرميل مقابل 57.67 دولار بجلسته ما قبل الأخيرة، مسجلاً أعلى سعر له بتداولات اليوم عند 59.39 دولار للبرميل الواحد .
صعد أيضاً خام غرب تكساس WEST TEXAS OIL ليغلق جلسته الأخيرة عند سعر 58.26 دولار مقابل 57.43 دولار بجلسته ما قبل الأخيرة، ليسجل أعلى سعر له بتداولات اليوم عند 59.22 دولار للبرميل الواحد.
كما ارتفع خام برنت Brent crude oil مغلقاً عند سعر 64.40 دولار مقابل 63.82 دولار بجلسة السابقة، مسجلاً أعلى سعر له اليوم عند 65.54 دولار للبرميل الواحد .
- النفط الخام يتحرر من بعض ضغوطه السلبية :
ارتفعت أسعار النفط الخام بتداولاته الأخيرة على المستويات اللحظية، وذلك بعد تسجيله لأدنى سعر له ببداية الشهر الماضي عند 50.79 ، ليبدأ منها رحلة صعود قادته للمقاومة 59.70، هذا المستوى الذي يمثل نسبة 50% من مستويات فيبوناتشي التصحيحية لآخر موجة هابطة على المدى المتوسط (من 76.72 إلى 42.67)، وقد تزامن ذلك مع ملامسته لمقاومة متوسطه المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة ، مما ضاعف من الضغوط السلبية التي أدت إلى الارتداد انخفاضاً في محاولة منه لاكتساب زخمه الإيجابي، وليظل مستقراً أعلى مستوى الدعم 55.68 الذي يمثل نسبة 38.2%، ليرتفع من جديد وينجح بتخطي مقاومة متوسطه المتحرك البسيط في جلسته الأخيرة، ليتخلص بذلك من ضغطه السلبي، وليتخطى بدوره خط اتجاه فرعي هابط على المدى القصير، مهاجماً مستوى المقاومة 59.70 من جديد، ولكن هذه المرة تصاحبه بعض الضغوط الإيجابية التي قد تساعده على اختراقه، وذلك مع توارد الإشارات الإيجابية بمؤشرات القوة النسبية .
تشير توقعاتنا إلى ارتفاع النفط الخام بتداولاته القادمة، خاصة بعد صدور بيانات المخزون الأمريكية وما قد يصاحبها من زخم إيجابي يدعم الأسعار، ولكن لتأكيد هذه التوقعات عليه أولاً اختراق مستوى المقاومة 59.70 والإغلاق أعلاه، ليندفع بعدها صعوداً مستهدفاً مستوى المقاومة التالي مباشرة عند 63.71 الذي يمثل نسبة 61.8% من نفس مستويات فيبوناتشي التصحيحية السابق ذكرها .