انخفضت أسعار النفط الخام يوم أمس الأربعاء، بعدما أظهرت بيانات رسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاض مخزونات النفط الأمريكية في الأسبوع المنتهي يوم 12 الماضي، بواقع 3.1 مليون برميل لتفوق بذلك التوقعات والتي كانت تدور حول 3.4 إلى 3.6 مليون برميل، في المقابل ارتفعت مخزونات البنزين 3.6 مليون برميل مقارنة بالتوقعات التي كانت تدور حول 0.95 إلى 1.2 مليون برميل، ما يعكس خفض الطلب بموسم العطلات.
ولكن مع دخول عامل توقف الإنتاج في خليج المكسيك بسبب العاصفة المدارية باري نهاية الأسبوع الماضي ومطلع هذا الأسبوع، في وقت ذروة موسم العطلات بالولايات المتحدة ما يعني استهلاك أكثر للطاقة، بالإضافة إلى عمليات البناء الكبيرة لمخزونات المنتجات المكررة التي تتم الآن على قدم وساق، أدى إلى انخفاض أسعار النفط.
الأسعار التي كانت تعاني من الأساس من الضغوط السلبية خاصة بعد عودة الإنتاج بشكل تدريجي في خليج المكسيك، بالتزامن مع انخفاض النمو الاقتصادي الصيني في الربع الثاني من العام الجاري بأسرع وتيرة له في 27 عاماً، وتجدد المخاوف بتصاعد الصراع بمنطقة الشرق الأوسط عقب اختفاء ناقلة نفط صغيرة تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، عند مرورها بمضيق هرمز والاتهامات الموجهة لإيران بذلك.
كما انخفضت صادرات اليابان للشهر السابع على التوالي في يونيو (حزيران) الماضي، وتراجعت ثقة المصنعين هناك إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، وانخفاض الشحنات المصدرة إلى الصين بنسبة 10%.
كل تلك العوامل أدت إلى سقوط النفط الخام بعدما سجل أعلى سعر له في مطلع هذا الأسبوع عند 60.99 دولار للبرميل الواحد.
فقد انخفضت أسعار خام غرب تكساس WTI Crude Oil بتداولات الأمس بنسبة -1.46% ليستقر عند سعر 56.78 دولار/برميل و في بداية تداولاته الصباحية ارتد الخام الأمريكي قليلاً نحو الأعلى فبحلول الساعة 10:30 بتوقيت جرينتش استقرت أسعاره عند 56.88 دولار للبرميل بنسبة زيادة بلغت 0.18%.
وهبط خام برنت القياسي (Brent Crude) أمس بنسبة -1.07% ليستقر عند سعر 63.66 دولار للبرميل، وارتفع أيضاً بصورة طفيفة في بداية تداولاته الصباحية ليستقر عند سعر 63.89 بنسبة زيادة قدرها 0.36%.
وهبطت العقود الآجلة للغاز الطبيعي (Natural Gas) بتداولات الأمس أيضاً بنسبة -0.09% لتستقر عند سعر 2.304 دولار، وارتفعت ببداية تداولات اليوم ليستقر عند سعر 2.317 دولار بنسبة زيادة 0.56%.
كما انخفضت عقود البنزين RBOB (XB1) بتداولاته في الأمس بنسبة -0.69% ليستقر عند سعر 1.8787 دولار، ليرتد قليلاً صعوداً ببداية تداولاته الصباحية ليستقر عند سعر 1.8848 دولار بنسبة 0.31%.
النفط الخام يتعرض للضغط السلبي
انخفضت أسعار النفط الخام بتداولاته السابقة على المستويات اللحظية، مما أدى إلى كسره لدعم تركيبة فنية سلبية متكونة على المدى القصير وهو نموذج الوتد الصاعد كما هو موضح بالرسم البياني أعلاه ويظهر فترة تداولات (4H)، وقد تزامن هذا الكسر مع تخطيه لدعم المتوسط المتحرك البسيط لفترة 50، ليضاعف بذلك من الضغوط السلبية على تداولاته القادمة.
في مقابل ذلك تستقر مؤشرات القوة النسبية بمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، ولكن يبدو أن ذلك لا يؤثر على حركة السعر نتيجة تضاعف الضغوط السلبية، فنراها تحاول تصريف تشبعها البيعي بانعكاسات طفيفة لتعود من جديد للانخفاض، كل ذلك في نفس الوقت الذي يهبط فيه السعر بصفة مستمرة، مما يعكس قوة سيطرة الدببة على السوق حتى الآن.
ومع المعطيات الجديدة تغيرت نظرتنا الإيجابية للتحول للنظرة السلبية بتداولاته القادمة على المستويات اللحظية، وخاصة في حالة كسره للدعم 56.20، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 53.65.