صعدت أسعار النفط الخام يوم الاثنين وبداية التداولات الصباحية لهذا اليوم، مدعومة بتصاعد حدة التوترات بمنطقة الشرق الأوسط، ليدفع ذلك بالتخوفات حول استمرار تدفق إمدادات الخام بمضيق هرمز نحو السطح.
قد احتجزت إيران ناقلة نفط بريطانية في نهاية الأسبوع الماضي بالقرب من مضيق هرمز، وجاء ذلك رداً على احتجاز الأخيرة لناقلة نفط إيرانية في وقت سابق من هذا الشهر عند مضيق جبل طارق، حيث ادعت أنها محملة بشحنة ذاهبة للنظام السوري بدمشق مما ينتهك العقوبات المفروضة على كلا البلدين.
وفي نفس السياق ردت الخارجية الإيرانية بأن احتجازها لناقلة النفط البريطانية ليس عملاً انتقامياً، ولكنه يأتي في إطار الحفاظ على القانون فتلك الناقلة اخترقت القانون على حسب قولها، ليعزز ذلك من فرص المزيد من التصعيد بتلك المنطقة، في الوقت الذي تمر فيه 20% من شحنات النفط الخام في العالم تمر عبر هذا المضيق (مضيق هرمز).
ولكن كلا البلدين تصرحان بأنهما يتجنبان تصعيد التوتر مع خلق محاولات لتهدئة الأوضاع، فالناقلة البريطانية المحتجزة كانت فارغة وقت احتجازها وكانت صغيرة الحجم نسبياً أي لا توضع في خانة ناقلات النفط العملاقة.
التخوفات التي مازالت قائمة نحو ضعف الطلب العالمي بسبب تباطوء النمو الاقتصادي، حدت من مكاسب النفط الخام بتداولاته الأخيرة، وتعهد وكالة الطاقة الدولية باتخاذ إجراءات سريعة للحفاظ على إمدادات النفط مستمرة وبشكل كاف، حيث قالت الوكالة أنها تراقب الوضع عن كثب في منطقة مضيق هرمز، وأضافت الوكالة أن ما يمكن أن يطمئن المستهلكون أن سوق النفط مزود حالياً بشكل كاف ومستقر، بعد أن زاد إنتاج النفط عن الطلب في النصف الأول من العام الجاري 2019 ، مما أدى إلى رفع المخزونات العالمية بمقدار 900,000 برميل يومياً.
صعد نفط خام برنت القياسي (Brent) بتداولات الأمس ما نسبته 0.16% وارتد انخفاضاً بصورة طفيفة ببداية تداولات اليوم الثلاثاء، فبحلول الساعة 9:00 بتوقيت جرينتش هبط السعر بنسبة -0.09% ليستقر عند سعر 63.20 دولار للبرميل.
انخفض نفط خام غرب تكساس (WTI) في نهاية تداولات الأمس بنسبة -0.25% ليرتد ارتفاعاً ببداية تداولاته الصباحية محققاً أرباحاً بلغت نسبتها 0.11% ليستقر عند سعر 56.28 دولار للبرميل. وارتفعت العقود الآجلة للغاز الطبيعي (Natural Gas) في نهاية تداولات الأمس بنسبة بلغت 1.41%، ويهبط ببداية تداولاته الصباحية بنسبة -0.13% ليستقر عند سعر 2.309 دولار.
التحليل الفني لأسعار النفط الخام - يبدو أنه يحاول تصريف تشبعه البيعي
لم تتغير نظرتنا الأخيرة بتقريرنا السابق على التوقعات الخاصة بالنفط الخام، فاستكمالاً لهذا السيناريو جاء ارتفاع النفط الخام بتداولات الأمس وببداية تداولاته الصباحية ليوم الثلاثاء، كمحاولة منه لتعويض بعض خسائره السابقة، وأيضاً لتصريف تشبعه البيعي الواضح بمؤشرات القوة النسبية، وذلك بعد وصولها لمناطق شديدة التشبع بعمليات البيع، وبصورة مبالغ فيها مقارنة بحركة السعر.
عند النظر إلى الرسم البياني أعلاه وهو لفترة (يومية) نرى سيطرة الاتجاه الهابط على المدى المتوسط وتداولاته بمحاذاة خط ميل هابط، وأيضاً يتأثر بتركيبة فنية سلبية متكونة على المدى القصير وهو نموذج الوتد الصاعد، مع تواصل الضغط السلبي للمتوسط المتحرك البسيط لفترة 50 يوماً السابقة، والذي يقترب بشدة من ملامسته مما يزيد من الضغط السلبي على تداولاته القادمة.
تستمر توقعاتنا السلبية كما هي خاصة مع عودة استقرار السعر أدنى مستوى 56.20، ليستهدف بعدها مستوى الدعم 53.65، ويستمر هذا السيناريو طالما ظل مستوى المقاومة 58.50 متماسكاً.