هل تتجه أسعار النفط للإرتفاع؟ بعد أشهر من الوصول إلى إنخفاضات قياسية، يبدو بأن النفط يعود. وفقاً لمجموعة جولدمان ساشس، يبدو بأنه قد تم الوصول إلى العجز المتوقع في النفط في وقت أقرب من المتوقع مما عكس أسعار النفط و أدى إلى إرتفاعها.
قال المحللين لدى جولدمن ساش بأنه بعد حوالي عامين من العرض الفائض، فإن سوق النفط وصل إلى حالة من النقص. الإعلان أدى إلى إرتفاع عقود نفط برنت إلى 48.50$ للبرميل ، بإرتفاع 67 سنت أو 1.4% من آخر سعر لها، و إرتفعت عقود الخام الأمريكي 68 سنت أو 1.5% عند 46.89$ للبرميل.
و قامت مجموعة جولدمان برفع توقعاتها لسعر الخام الأمريكي إلى 50$ للبرميل خلال النصف الثاني من 2016 من تقديرات شهر مارس التي كانت عند 45$.
النقص في النفط في نيجيريا و فينيزويلا
نتج التحول في النفط عن النقص في المعروض من كلٍ من نيجيريا و فينيزويلا و الولايات المتحدة و الصين، و التي كانت جميعها مغمورة بالنفط قبل بضعة أشهر . في نيجيريا، علق عملاق النفط Exxon Mobil الصادرات من أكبر مزود للخام في البلاد Qua Iboe و غيرهم من المنتجين بعد أن تعرضت لأعطال ناتجة عن أعمال تخريبية. و قد تم خفض الإنتاج إلى أدنى مستوياته منذ عقود عند حوالي 1.65 مليون برميل يومياً.
الأزمة الإقتصادية في فينيزويلا أدت إلى خفض الإنتاج بمقدار 188,000 برميل يومياً على الأقل منذ بداية العام، و في الصين، تراجع الإنتاج 5.6% إلى 4.04 مليون برميل يومياً في شهر أبريل، مقارنة بنفس الوقت من العام الماضي.
في الولايات المتحدة، حيث كان منتجي النفط يبحثون عن مكان لتخزين الفائض من الإنتاج لديهم قبل بضعة أشهر، أدت مجموعة من عمليات الإفلاس إلى خفض الإنتاج اليومي من النفط إلى 8.8 مليون برميل يومياً، بتراجع 8.4% من إرتفاعات عام 2015. و الحرائق التي ضربت حقول النفط في المقاطعات الغربية من كندا أجبرت على أغلاق مواقع موارد البلاد و التي ساعدت في رفع سعر الخام بشكل مؤقت قبل أن يهبط مع تعافي الإنتاج.
خام أوبك ما يزال مرتفعا
في حين أن النقص يعلن في بعض الدول الرئيسية في إنتاج النفط، فإن التوريد يستمر بالتصاعد من أعضاء منظمة أوبك بعد رفع العقوبات عن إيران. قامت أوبك بضخ 32.44 مليون برميل يومياً في شهر أبريل، بزيادة 188,000 برميل يومياً من مستويات شهر مارس، و هو الأعلى منذ العام 2008.
في الواقع، على الرغم من تعطل الإنتاج خلال الأسبوعين الماضيين، فقد كان هناك الكثير من المخزون في السوق، و وفقاً لجولدمان، فإن الزيادة بمقدار 2$ للبرميل ليست قفزة كبيرة. و مع تراكم المخزون الكبير في العديد من الدول، فإن الإنقطاع الحالي كان له تأثير طفيف على توفر براميل النفط.
وفقاً للبيانات من إدارة معلومات الطاقة، على الرغم من أن المخزون الأمريكي من الخام تقلص خلال الأسبوع المنتهي بتاريخ 6 مايو للمرة الأولى منذ أكثر من شهر، فإن ما يزال هناك الكثير من المخزون في البلاد.
تتوقع جولدمان بأن يعود السوق إلى الفائض عام 2017 و بأن المنتجين الصغار للنفط سوف يكونون هم من يرفع إنتاج النفط، بمساعدة كبار الموردين مثل المملكة العربية السعودية و الكويت و الإمارات العربية المتحدة و روسيا.