تتجه أسعار النفط نحو تسجيل السنة الثانية على التوالي من الخسائر الحادة، على الرغم من ارتفاع الأسعار بشكل طفيف خلال ساعات التداول الأخيرة من عام 2015، حيث خلق فائض المعروض من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) فائض غير مسبوق في الامدادات العالمية التي قد يستغرق عاماً آخر لاستهلاكها.
تم تداول العقود الآجلة للنفط الخام الامريكي (غرب تكساس الوسيط) بارتفاع 11 سنت الى مستوى 36.71$ للبرميل عند الساعة 11:36 يوم الخميس، وارتفع سعر خام برنت بمقدار 20 سنت الى مستوى 36.66$ للبرميل. وقالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية أن الأسعار تراجعت بنسبة 3% يوم الاربعاء بعد أن ارتفعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بمقدار 2.6 مليون برميل الاسبوع الماضي، في أعقاب ارتفاع الأسهم في أوروبا وآسيا.
يتوقع التجار أن يتم توريد بعض النفط الأمريكي إلى الأسواق العالمية، في أعقاب رفع الولايات المتحدة المفاجئ للحظر على تصدير النفط الخام منذ عقود في ديسمبر.
ضرر للصناعة
تراجع سعر خام برنت لفترة وجيزة إلى ما دون مستوى 36$ للبرميل هذا العام، ليمحي بشكل فعلي المكاسب التي حققها على مدى عقد من الزمن والتي كان السبب وراءها مستويات الطلب على الطاقة غير المسبوقة في الصين.
سبب التراجع الكثير من الضرر عبر سلسلة إمدادات الطاقة، بما في ذلك لشركات الشحن، حفارات التنقيب عن النفط الخاصة والدول التي تعتمد على النفط من فنزويلا وروسيا وحتى الشرق الأوسط. ويقدر محللون بأن إنتاج النفط الخام العالمي يتجاوز مستوى الطلب بما بين نصف مليون ومليوني برميل يومياً. هذا يعني أنه حتى التقديرات الأكثر عدوانية التي تتحدث عن خفض بمقدار 500 ألف برميل يومياً في الولايات المتحدة خلال عام 2016 من غير المرجح أن تعيد التوازن الكامل للسوق.
بدأ النفط بالتراجع منتصف عام 2014 حين فاقت مستويات الانتاج في أوبك روسيا والولايات المتحدة مستويات الطلب. وتسارعت وتيرة التراجع نهاية عام 2014 بعد قرار السعودية الحفاظ على مستوى الإنتاج المرتفع بهدف الدفاع عن حصتها في السوق العالمية بدلاً من خفض الانتاج لدعم الاسعار.
فشلت أوبك في الاتفاق على أي أهداف بشأن الانتاج خلال اجتماعها يوم 4 ديسمبر في فيينا، وأعادت تأكيد قرارها بحماية حصتها في السوق، في الوقت الذي تستعد فيه المنظمة لعودة الصادرات الإيرانية إلى السوق بعد رفع العقوبات الغربية عن البلاد. لا تظهر أياً من روسيا أو أوبك أي علامات على الحد من الإنتاج مما أدى بالتجار إلى فتح رقم قياسي من صفقات البيع النشطة بهدف الاستفادة من المزيد من التراجع في سعر الخام.