هل كان لتراجع أسعار النفط تأثير كبير على الإقتصاد؟
على الرغم من وجهة النظر الإقتصادية للكثير من المحللين الماليين الذين يستمرون بالتمسك بالإعتقاد بأن إنهيار أسعار النفط سوف يكون له تأثيرات كبيرة و طويلة الأجل، فإن المحكمون ما يزالون يتناقشون عن مدى التأثير المتوقع.
تتوقع شركة "جولدمان ساشي" بأن التأثير المحفز على الإقتصاد سوف أكثر تعقيداً من المتوقع، و يعتقدون بنه سوف يعتمد على مدى إستمرارية هذه الأسعار المتدنية و عن السياسات الحكومية التي سوف يتم وضعها.
قال ممثل عن الشركة الأسبوع الماضي بعد متابعة بيانات من 24 دولة: "أسعار الوقود المحلية عدلت بالكامل تقريباً وفقاً لاسعار النفط الأدنى".
على الرغم من أفضل جهو منظمة أوبك لخفض التنقيب من خلال الأسعار الأدنى، فإن صناعة الطاقة الأمريكية لم تبطئ مستوياتها العالية من الإنتاج النفطي. منذ نوفمبر 2014، قامت الولايات المتحدة بضخ أكثر من 9 ملايين برميل يومياً و الأسبوع الماضي أنتجنت 9.32 مليون برميل، وهو أعلى مستوى منذ السبعيانات.
تأثير أسعار النفط المتدنية حتتى الآن كان بطيئاً و غير مباشر و المحللون منقسوم بشأن التأثير طويل الأجل. قال ممثل "جولدمان" : مكاسب الدخل للمنازل قد لا تترجم فعلياً على شكل إرتفاع كبير في الإنفاق". في حين "سوف تعكس مكاسب الشركات بشكل أبطئ". بما أن فائض النفط يحمل بشكل مباشر على الأرباح و الرواتب و الأرباح المحتجزة، فليس بالضروري أن يكون التأثير مباشر على المستهلكين من خلال أسعار تجزئة أرخص. وفقاً لجولدمان: "إستخدام النفط متنوع بشكل كبير، و يتضمن المواصلات و المواد الخام و الطاقة و جزء كبير من البضائع النهائية تصدر، مع أي إمتداد للمكاسب يذهب خارجاً".
تأثير بطيئ
بالفعل، المنازل في الولايات المتحدة لا تبدو بأنها تقوم بإنفاق ما تم توفيره من أموال الطاقة. المال المنفق الحقيقي في الولايات المتحدة إرتفع بنسبة 0.5% شهرياً خلال نوفمبر و ديسمبر، و لكن "هذه الأموال الإضافية لم يتم إنفاقها في المراكز التجارية أو المطاعم". كما قال "بول داليس" الإقتصادي لدى شركة Capital Economics.
بدلاً من إنفاق المكاسب، تقوم العائلات بالتوفير و على الرغم من أن المنازل قامت بشراء ما نسبته 6% أكثر خلال شهر يناير مقارنة بالعام السابق، فقد أنفقوا 120 مليار دولار أقل. في نفس الوقت، إرتفع معدل المدخرات في شهر يناير إلى أعلى مستوى له خلال عامين عند 5.5%.
على المستوى العالمي، وفقاً لشركة "Capital Economics" التعافي الإقتصادي قد لا يكون متساوياً، بكون المستهلكين في منطقة اليورو يستفيدون من التحسن، و لكن ليس في اليابان. من الناحية الأخرى، بما أن تكاليف وقود المحركات في الإقتصاديات المتطورة يستمر في التراجع أكثر من نسبة الـ 30% الحالية، فإن المستهلكين في أكبر أربع إقتصاديات من الممكن أن يشهدو إطلاق 250 مليار دولار سنوياً لكي تنفق في أماكن أخرى.