من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
إنه ليس وقتاً جيداً بشكل خاص للتداول في الأسواق في الوقت الحالي، حيث لا يوجد سوى عدد قليل من الاتجاهات الصالحة طويلة الأجل التي يمكن استغلالها.
الصورة الكبيرة 13 يونيو 2021
شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للفرنك السويسري وأقوى انخفاض في القيمة النسبية للدولار النيوزيلندي. ومع ذلك، كانت القيم صغيرة جداً بحيث قد لا تكون مؤثرة عملياً. لقد كان أسبوعاً هادئاً نسبياً في سوق الفوركس.
كتبت في تحليلي السابق الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات كانت على الأرجح أن تكون بيع زوج الدولار الأمريكي/الراند الجنوب أفريقي، ولكن لسوء الحظ، ارتفع هذا الزوج بنسبة 1.02٪ خلال الأسبوع.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كانت النتائج الرئيسية من الأسبوع الماضي هي بيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أعلى من المتوقع، والتي هي الآن عند معدل سنوي يبلغ 5٪، وهو أعلى معدل شوهد منذ أكثر من ربع قرن. كان لهذه البيانات تأثير ضئيل على سوق الفوركس أو الدولار الأمريكي على وجه الخصوص، لكنها دفعت سوق الأسهم الأمريكية للأعلى لينهي الأسبوع عند أعلى سعر إغلاق على الإطلاق. نحن نشهد صورة مختلطة في الأسواق الأخرى، مع بقاء اتجاهات واضحة أقل. يبدو الآن أن الدولار الأمريكي يتمتع بأكبر قوة على المدى الطويل بين العملات الرئيسية، في حين أن الين الياباني هو الأكثر ضعفاً على المدى الطويل. قد تتسبب صورة التضخم المتغيرة في الولايات المتحدة الآن بدفع الدولار بشكل كبير، حيث من المرجح أن تتطور التوقعات برفع أسعار الفائدة بشكل أسرع.
شهد الأسبوع الماضي أيضاً إصدارات السياسة الشهرية من البنك المركزي الأوروبي وبنك كندا المركزي. لم تحتوي هذه الإعلانات على مفاجآت أو تعديلات على الأسعار وكان لها تأثير ضئيل على سوق الفوركس.
ستكون الأحداث الرئيسية الأسبوع المقبل هي بيان وتوقعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ومعدل الأموال الفيدرالية، بالإضافة إلى مدخلات السياسة الشهرية الرئيسية من بنك اليابان المركزي والبنك الوطني السويسري. ستكون هناك أيضاً إصدارات تتعلق بمبيعات التجزئة الأمريكية، والتضخم البريطاني والكندي، والناتج المحلي الإجمالي لنيوزيلندا. يكاد يكون من المؤكد أنه سيكون أسبوعاً عالي التأثير مقارنة بالأسابيع القليلة الماضية.
شهد الأسبوع الماضي انخفاض العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة والوفيات بفيروس كورونا الجديد للأسبوع السادس على التوالي، مما يشير إلى أن الموجة الأخيرة التي شهدت ارتفاعاً قياسياً جديداً يومياً قد بلغت ذروتها على مستوى العالم. من المحتمل أن حملات التطعيم المكثفة التي شوهدت في الغالب في الاقتصادات الأكثر تقدماً قد ساهمت بشكل كبير في هذا الوضع. تلقى ما يقرب من 12٪ من سكان العالم تطعيماً واحداً على الأقل.
باستثناء الدول الصغيرة للغاية، حدث أسرع تقدم نحو مناعة القطيع في كندا وإسرائيل وأيسلندا وبوتان والمملكة المتحدة وتشيلي التي لقحت كل منها أكثر من 60٪ من سكانها. يتقدم التحصين الآن في الاتحاد الأوروبي بسرعة أكبر مما هو عليه في الولايات المتحدة على الرغم من أن الولايات المتحدة تتقدم على الاتحاد الأوروبي. حيث تلقى 52٪ من سكانها حقنة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما تلقى44٪ من سكان الاتحاد الأوروبي التطعيم. هناك دول قليلة على وشك البدء بتطعيم الأطفال الأكبر سناً.
يحدث أقوى نمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في الوقت الحالي في أفغانستان والجزائر وبنغلاديش وكوبا وفيجي وغواتيمالا وهندوراس وإندونيسيا والكويت ومنغوليا وعمان وبنما وروسيا وجنوب إفريقيا وتونس والإمارات العربية المتحدة.
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي شكل شمعة تصاعدية عامودية صغيرة الأسبوع الماضي. هذه إشارة تصاعدية، كما هو الحال مع حقيقة أن حركة السعر قد تخطت الآن مستوى المقاومة المحدد عند 11716. ومع ذلك، لا يزال المؤشر أقل من أسعاره منذ ستة أشهر وثلاثة أشهر مما يدل على استمرار الاتجاه التنازلي طويل المدى في الدولار. بشكل عام، من المرجح أن تكون حركة الأسعار الأسبوع المقبل في الدولار الأمريكي تصاعدية أكثر منها تنازلية. يشير هذا إلى أن تداولات الشراء للدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى ستكون مناسبة على الأرجح خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
ارتفع مؤشر الأسهم القياسي الرئيسي في الولايات المتحدة مرة أخرى ليصل إلى ارتفاع جديد هو الأعلى على الإطلاق عند 4250، ويغلق عند مستوى إغلاق أسبوعي قياسي. يتمتع هذا المؤشر بانحياز قوي طويل الأمد لعقود من الزمن، وله سجل حافل بالتقدم بقوة أكبر عندما يكسر الأسعار المرتفعة الجديدة، كما هو الحال الآن. قد ترغب الحركة التصاعدية بانتظار إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 4250 قبل الدخول في أي صفقة شراء، ولكن إذا حدث هذا، فمن المرجح أكثر أن يرتفع السعر. لدينا زخم تصاعدي قوي لعدة أشهر هنا.
خام WTI
على الرغم من عدم وجود سجل حافل لخام WTI باحترام زخم الأسعار الخاص به، يوضح الرسم البياني أدناه أننا رأينا اتجاهاً تصاعدياً ثابتاً ومستمراً على المدى الطويل في النفط الخام منذ التعافي الأولي من انهيار أسعار فيروس كورونا الذي كان في أبريل 2020. شهد الاتجاه التصاعدي الآن قيام الحركة التصاعدية بدفع السعر فوق الرقم الكامل الكبير عند 70 دولار والذي كان يُنظر إليه على أنه حاجز فني محتمل. يؤدي استمرار النمو الاقتصادي القوي بعد كورونا في العديد من الاقتصادات الرئيسية إلى زيادة الطلب على خام WTI، لذلك قد يكون هذا شراءاً مفيداً مرة أخرى خلال الأسبوع القادم.
الخلاصة
أرى أفضل الفرص المحتملة في الأسواق المالية هذا الأسبوع على أنها صفقة شراء لمؤشر S&P500 بعد إغلاق يومي (في نيويورك) دون المستوى 4250، وشراء نفط خام WTI.