من المحتمل أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداولات الفوركس على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع، وبأي اتجاه، وليس على الطرق التداولية التي تختارها لتحديد نقاط الدخول والخروج.
عند بداية الأسبوع التداولي، من الجيد أن تنظر إلى الصورة الكبيرة لما يحدث في السوق بشكل عام وما هو مدى تأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية والميول السوقية.
إنه وقت معتدل للتداول في الأسواق حالياً، حيث توجد بعض الاتجاهات الصالحة طويلة الأجل المتبقية لصالح الدولارين الأسترالي والكندي مقابل بعض الملاذات الآمنة التقليدية الأخرى مثل الين الياباني.
الصورة الكبيرة – 14 مارس 2021
شهد سوق الفوركس الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في القيمة النسبية للفرنك السويسري وأقوى انخفاض في القيمة النسبية لليورو، على الرغم من أن الأرقام كانت صغيرة بحيث أن ليس لها معنى يذكر. الاتجاهات في الدولار الأمريكي ليست واضحة بقوة في الوقت الحاضر، حيث أن الحركة الحقيقية في سوق الفوركس تحدث الآن بعملات أخرى.
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل التداولات من المرجح أن تكون شراء البيتكوين والدولار الكندي وبيع الين الياباني. لم تكن هذه صفقة مربحة حيث انخفض البيتكوين بنسبة 1.50٪ بينما انخفض زوج الدولار الكندي/الين الياباني أيضاً بنسبة 0.41٪، مما أعطى متوسط خسارة بنسبة 0.96٪.
التحليل الأساسي وميول السوق
الخلاصة الرئيسية من الأسبوع الماضي هي أن معنويات السوق مشوشة إلى حدٍ ما. تأجج الطلب من خلال السياسة النقدية الحذرة بالإضافة إلى التحفيز في الولايات المتحدة، لكن ظللّت عليه المخاوف من أن السياسة ستؤدي إلى ضغوط تضخمية لا يمكن تحملها.
ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي، حيث شهد زيادة متجددة في عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها خلال 14 شهراً عند 1.7٪. كانت وتيرة ارتفاع العائدات خلال الأسابيع الأخيرة أسرع من أي وقت مضى خلال الـ 25 عاماً الماضية، مما أدى إلى القلق بشأن عودة ظهور التضخم كمشكلة في الاقتصادات المتقدمة. كان الحدث الرئيسي الذي أثر على الأسواق الأمريكية وسوق الفوركس بشكل عام الأسبوع الماضي هو بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والتنبؤات التي وعدت بعدم رفع أسعار الفائدة حتى عام 2023. وقد نظر المحللون إلى هذا على أنه غير واقعي إلى حدٍ ما، الأمر الذي أثار فزع السوق قليلاً.
شهد الأسبوع الماضي أيضاً بيانات توظيف أسترالية قوية للغاية وأرقام إجمالي الناتج المحلي النيوزيلندية أضعف بكثير من المتوقع.
تستمر منطقة اليورو في مواجهة مشكلة عودة ظهور فيروس كورونا بسبب برنامج التطعيم البطيء للغاية. تحذو بولندا وفرنسا حذو إيطاليا وبعض الدول الأخرى في إعادة فرض قيود الإغلاق، والتي لا بد أن يكون لها تأثير مخيف على النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
سيأتي الأسبوع القادم بمدخلات السياسة الفصلية من بنك الاحتياطي السويسري وشهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أمام الكونجرس.
شهد الأسبوع الماضي ارتفاعاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد للأسبوع الثاني على التوالي بعد انخفاضه لأكثر من شهرين، مدفوعاً بشكل أساسي بعودة ظهور الفيروس في أوروبا. كما ارتفع العدد الإجمالي للوفيات العالمية الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ شهرين.
بدأت العديد من البلدان برامج التطعيم، باستثناء الدول الصغيرة للغاية. حدث أسرع تقدم نحو مناعة القطيع في إسرائيل التي لقحت بالكامل 50٪ من سكانها، تليها دولة الإمارات العربية المتحدة. بنسبة 22٪. شهدت كلتا الدولتين انخفاضاً حاداً في أعداد الحالات الجديدة الخاصة بهما خلال الأسابيع الأخيرة.
أقوى نمو في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد يحدث في أندورا والأرجنتين وأرمينيا والنمسا والبحرين وبنغلاديش وبلجيكا والبوسنة والبرازيل وبلغاريا وكندا وتشيلي وكولومبيا وقبرص والإكوادور وإستونيا وإثيوبيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا واليونان وغواتيمالا والهند والعراق وإيطاليا والأردن وكازاخستان وكينيا ولوكسمبورغ ومالي ومولدوفا ومنغوليا وهولندا ومقدونيا الشمالية والنرويج وعمان وباكستان وباراغواي والفلبين وبولندا ورومانيا وصربيا والصومال والسويد وأوكرانيا وأوروغواي وفنزويلا..
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يُظهر الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي قد شكل شمعة تصاعدية ضعيفة شبيهة بالدبوس الأسبوع الماضي، والذي أعقب شمعة تنازلية ضعيفة شبيهة بشمعة الدوجي من الأسبوع السابق. يبدو أن التماسك خلال الأسابيع القليلة الماضية قد انتهى، حيث أظهر الدولار بعض الزخم التصاعدي. ارتفع المؤشر أخيراً فوق سعره منذ ثلاثة أشهر، وهي إشارة تصاعدية، ولكنه لا يزال دون مستوى مقاومة قريب بالإضافة إلى كونه تحت سعره منذ ستة أشهر، مما يشير إلى أن الحركة التصاعدية قد تتوج على المدى القريب. بشكل عام، يبدو أن حركة سعر الدولار الأمريكي الأسبوع المقبل من المحتمل أن تكون تصاعدية إلى حدٍ ما، ولكن الاتجاه التصاعدي قد يكون محدوداً. لهذا السبب، قد يكون من الحكمة التركيز على شراء الدولار الأمريكي فقط خلال الأسبوع القادم.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
على الرغم من أن من الواضح أن زوج العملات الرئيسي هذا يقع ضمن اتجاه تصاعدي طويل الأجل، فقد تم تداوله ضمن نطاق ضيق ويبدو أنه قمة تحت مستوى المقاومة الرئيسي عند 109.23. هذا يضع بعض الشكوك في الاتجاه، ولكن الإغلاق اليومي فوق 109.23 سيوحي بأن الاتجاه جاهز للاستئناف بعد الاختراق التصاعدي إذا حدث ذلك. لذلك أرى أفضل طريقة هي انتظار إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 109.23 ثم الشراء هنا.
الدولار الأمريكي/الدولار الكندي
يبدو أن زوج العملات الرئيسي هذا، وعلى الرغم من كونه ضمن اتجاه تنازلي طويل المدى، يرفض بشدة المنطقة الداعمة عند المستوى 1.2400 خلال الأسبوع الماضي. يضع هذا الاتجاه موضع شك، لكن الإغلاق اليومي دون 1.2400، رغم أنه من غير المحتمل، سيشير إلى أن الاتجاه جاهز للاستئناف بعد الانهيار التصاعدي إذا حدث. لذلك أرى أفضل طريقة هي انتظار إغلاق يومي (في نيويورك) أدنى 1.2400 ثم الدخول في صفقة بيع هنا.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص التداولية المحتملة في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بعد الإغلاق اليومي فوق المستوى 109.23، وتداول أقل جاذبية من خلال بيع زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي بعد الإغلاق اليومي دون المستوى 1.2400.