الاسبوع الماضى كان ملىء بالاحداث والتطورات التى أحدثت تحركات عنيفة على جميع العملات ففى بداية الاسبوع كان بدء سريان التعريفات الجمركية الامريكية والصينية الجديدة والتى ساهمت بقوة فى أقبال المستثمرين على الملآذات الآمنة وتحرك الذهب صوب أعلى مستوياته منذ أكثر من ست سنوات مسجلا قمة ال 1557 دولار للاوقية وتبعه الين اليابانى والذى سجل مستويات قياسية ايضا مقابل العملات الرئيسية الاخرى. الباوند تأثر كثيرا ولكن بشكل أيجابى هذة المرة وسط جلسات متتالية لمجلس العموم البريطانى توصلت لتشريع يقوده المعارضة فى مواجهة بوريس جونسون بأن بريطانيا لن تخرج من الاتحاد الاوروبى بدون أتفاق سواء فى الموعد المقرر 31 أكتوبر او بعده وهو ما دعم مكاسبه الى أعلى قمة ال 1.2300 . اليورو تحرك بتحقيق مكاسب ولكن بتحفظ وكانت بدعم من ضعف الدولار والتفاؤل للبريكسيت ولم يكن بسبب قوة اليورو نفسه لانه لا يزال يعانى من تباطؤ أقتصاد منطقة اليورو.
هذا الاسبوع سيضم الكثير من المؤشرات الاقتصادية الهامة والاحداث وعلى رأسها السياسة النقدية للبنك المركزى الاوروبى وأرقام التجزئة الامريكية.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
يوم الاثنين: البداية ستكون بالاعلان عن أرقام الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة. وقد تقلص نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.2 ٪ في الربع الثاني.أصدار شهر يوليو سيقدم بيانا لمعدل النمو فى الربع الثالث. وبعد الركود خلال شهر يونيو، فمن المتوقع أن يتقلص نمو الاقتصاد خلال شهر يوليو الى 0.1% . فى نفس الوقت سيتم الاعلان عن معدل الانتاج التصنيعى للبلاد ويتوقع أستمرار أنخفاض وتيرة الانتاج بسبب الحرب التجارية العالمية ومخاوف البريكسيت ويتوقع تسجيل قراءة ضعف -0.3% من -0.2% فى الاصدار السابق.
يوم الثلاثاء: أرقام التضخم فى الصين وسط توقعات بأنخفاض مؤشر أسعار المستهلك على أساس سنوى الى 2.6% من 2.8% فى الاصدار السابق. وبالنسبة لمؤشر أسعار المنتجين يتوقع أن يتراجع الى -0.9% من -0.3% فى الاصدار السابق.
فى نفس اليوم: سيتم الاعلان عن تقرير الوظائف البريطاني. وفى أخر اصدار شهدنا نموا لمتوسط الاجور بالمكأفات بنسبة 3.7 ٪ وبنسبة 3.9 ٪ باستثناء المكافآت. وتراجعت أرقام الوظائف الجديدة جزئياً فقط بسبب ارتفاع معدل البطالة من مستوى منخفض بلغ 3.8٪ إلى 3.9٪. ومن المحتمل أن يظهر تقرير شهر يوليو أرقام مطابقة لاخر تقرير مع الاشارة الى زيادة فى عدد مطالبات العاطلين عن العمل. الشركات تحاول الحفاظ على موظفيها من خلال زيادة الاجور او التمسك بالحاليين لحين موعد البريكسيت الرسمى فى 31 أكتوبر.
يوم الخميس: الاعلان عن معدل الفائدة من البنك المركزي الأوروبي. ومن المتوقع فى هذا الاجتماع الهام أن يقرر البنك المركزي الأوروبي حزمة كبيرة من خطط التحفيز النقدي. وقد أعطت أشارات واضحة لذلك في اجتماعها السابق في يوليو. وكان هناك عدة عوامل تؤكد قرب التحفيز من البنك وعلى رأسها ركود الاقتصاد الالمانى والذى يقود أقتصاد المنطقة ككل. هذا الى جانب تباطؤ الطلب العالمي، وضعف مستويات التضخم، المستثمرين والمحللين يتوقعون أعتماد البنك لمعدل الفائدة السلبية لاول مرة فى تاريخه. وقد يفاجأ ماريو دراجى الجميع بغمفض عميق للفائدة أو حتى استئناف نظام شراء السندات (QE). ومع ذلك، ومن المرجح أن لايدعم رئيس البنك المركزي الألماني ينس ويدمان هذا الاجراء. وقد يستفيد اليورو مقابل العملات الرئيسية الاخرى فى حال قرر البنك المركزي الأوروبي تخفيض طفيف في سعر الفائدة - خاصةً إذا كان مصحوبًا بنظام هرمي يستثني بعض البنوك من أسعار الفائدة المنخفضة. وعلى النقيض اذا قرر البنك قرارات أكثر عدوانية، فسيكون اليورو معرض لخسائر أقوى.
فى نفس اليوم. الاعلان عن أرقام التضخم في الولايات المتحدة الامريكية. ومع أستمرار ضعف وتيرة التضخم فى البلاد كان لزاما من بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى القيام بخفض سعر الفائدة الفيدرالي خلال أجتماع يوليو. ونحن الان على موعد مع الاعلان عن أرقام التضخم الجديدة لشهر أغسطس. وقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلك الرئيسي (CPI) بنسبة 0.3 ٪ في يوليو، ومؤشر أسعار المستهلكين الأساسي بنسبة 0.3 ٪ على أساس شهري و 2.2 ٪ على أساس سنوي. وقد يثير التسارع الشكوك حول نوايا بنك الاحتياطي الفيدرالي فى رفع أسعار الفائدة، في حين أن أستقرار معدلات التضخم فى البلاد إلى ما دون هدف البنك وهو 2٪ أو أقل قد يثير التوقعات بأن البنك قد يقبل على خفض الفائدة الامريكية مرتين على الاقل قبل نهاية عام 2019.
يوم الجمعة: أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية. وقد بدأ المستهلك الأمريكي في زيادة الانفاق خلال شهر يوليو، حيث قفزت المبيعات الرئيسية بنسبة 0.7٪ ومبيعات التجزئة الأساسية التى تستثنى السيارات الاكثر تقلبا بنسبة 1٪. وبشكل عام كانت أرقام ثقة المستهلك لشهر أغسطس بنتائج متباينة، مما يشير إلى ضعف حجم مبيعات التجزئة فى نفس الشهر. ومع أسعار المستهلك وأرقام التجزئة الامريكية ستوضح الصورة أمام المستثمرين حول المتوقع من قرارات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع التالي.
ثقة المستهلك الأمريكي. أنخفض مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان لشهر أغسطس إلى أقل من مستوى ال 90 نقطة - مسجلا أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2016. لقد أدى ضعف الاستهلاك إلى الضغط على الاقتصاد في الأشهر الأخيرة، وقد تؤدي المؤشرات المستقبلية المثيرة للقلق إلى تحرك سريع من بنك الاحتياطى الفيدرالى.