تحديد صعوبات التداول

إن كان هناك شيء واحد يفصل بين الرابحين والخاسرين، فهو القدرة على تحديد صعوبات التداول وإيجاد طرق لحلها. لا أستطيع أن أخبرك كم مرة عملت مع متداول شاب يرتكب الخطأ نفسه مرارا وتكرارا. لا تصدقني؟ اسأل هؤلاء المتداولين الذين استمروا في شراء البتكوين بسعر 19,000 دولار، و18,000 دولار، و15,000 دولار، و10,000 دولار، وهكذا. من الواضح أنهم لم يهتموا بما يقوله لهم السوق، وهذه مشكلة شائعة جدًا.

انتبه لعواطفك

لا شك أن أهم المصاعب التي تواجهها هي حالتك العاطفية أثناء التداول. سوف تخبرك العديد من كتب علم النفس أن التداول المربح يعتمد بالكامل على البقاء هادئًا. أنا لا يمكنني الإعتراض على الإطلاق. سأضعها على هذا النحو: إذا وجدت نفسك منزعجًا جدًا من التداول ، فهذا يعني أنك تفعل شيئًا خاطئًا. عليك أن تفهم ما الذي يسبب هذا الغضب أو الإحباط وأن تواجهه وجها لوجه. إذا كنت تتجاهل مشاعرك ، فإن السوق ستتمكن منك في النهاية. عندما يحدث ذلك ، عادةً ما يكون على شكل خسائر كبيرة أو ما هو أسوأ من ذلك ، نداء الهامش.

بعض الأمثلة

يتمثل أحد التحديات العاطفية التي يواجهها المتداولين في كثير من الأحيان في القدرة على الثقة بأنفسهم للإبتعاد عن منصة التداول بمجرد إعداد العملية التداولية. دعونا نضع الأمر على هذا النحو: إذا كان لديك استراتيجية ولديك مجموعة من المعايير للخروج من التداول بالإضافة إلى إدراك أنه لا يوجد أي طريقة يمكن من خلالها أن تكون جميع صفقاتك مربحة، فقد قمت بمعظم عملك. لا أستطيع أن أخبرك بمدى نجاح عملي في التداول عندما تعلمت أن أبتعد وأترك أوامر وقف الخسارة أو أوامر جني الربح تقوم بعملها. إذا لم تستطع فعل ذلك، فهذا دليل على أنك لا تثق بنفسك. إذا لم تكن لديك القدرة على الوثوق بحكمك، فعليك ببساطة العودة إلى التداول التجريبي. عليك أن تؤمن بأن لديك توقعات إيجابية، افترض ذلك، واسمح للتداولات بترتيب نفسها على المدى الطويل.

صعوبة تداول أخرى قد تواجهها هي عدم الارتياح تجاه حجم مركزك. إذا كان الأمر كذلك ، فستجد أنه من الصعب جدًا عليك مغادرة المحطة أيضًا. تشاهد السوق على أمل أن يسير في اتجاه معين، أو على الأقل الحد من خسائرك في أقرب وقت ممكن. نحن نتداول للعيش، ولا نعيش لنتداول. إذا وجدت أنه لا يمكنك مغادرة الأسواق لأنك متوترً بشأن الخسائر، قلل من حجم مركزك إلى النصف. إذا لم ينجح ذلك، فقلله إلى نصفين مرة أخرى. في نهاية المطاف سوف تصل إلى نقطة حيث يمكنك أن تفعل أفضل شيء يمكن للمتداولين القيام به: اترك التداول واسمح لها بأن تعمل من أجلك.

الغضب هو شيء واجهناه جميعًا أكثر من مرة في التداول، وهو بالتأكيد مؤهل لأن يكون إعاقة تداول. في معظم الأوقات، الغضب يرتبط بكون السوق "لا يفعل ما يفترض أن يفعله". ما تقصد قوله هو "اعتقدت أن السوق سيفعل أمراً معيناً، ولكن انتهى الأمر به إلى القيام بالأمر الآخر". فرق كبير بين العبارتين، حيث تلقي أحدها باللوم على السوق، بينما تعترف الأخرى أن تحليلك لم يكن ناقصًا. حسنا؛ لن تنجح في كل مرة تضغط فيها على زر "التداول". إذا كنت كذلك، فسوف تستنزف من السوق كل سيولته عندما تربح في كل مرة. لقد وجدت أن الغضب يعني عادة أنك قد فعلت شيئًا مخالفًا لخطة التداول الخاصة بك، أو ربما خيارك الأنسب. في أغلب الأحيان، يكون الغضب على الأرجح موجهاً لك نفسك، وأي نوع من الغضب الذي تعرضه للسوق هو مجرد توقع.

أخيراً ، واحدة من أكثر صعوبات التداول المنهكة التي غالباً ما يرفض المتداولين الاعتراف بها هي الميل إلى تقديم الأعذار للخسائر. أندهش دوماً بعدد الأعذار التي يمكن العثور عليها من قبل المتداول العادي. سيقولون أشياء مثل "حسناً ، الأولاد الكبار لا يريدون أن تتحرك العملة X بطريقة معينة، لذا فقد توقفوا عن العمل ببساطة". في هذه المرحلة، أود أن أشير إلى أن "الفتى الكبير" العادي لا يهتم بحساب التداول الخاص بك، حيث أن حسابك لا يعتبر حتى نقطة على الرادار. جئت إلى هذا السوق مع العلم أن هناك الكثير من المؤسسات التداولية الكبيرة هناك، وأنك لن تتغلب على جولدمان ساكس بنفسك. تتمثل مهمتك في معرفة أين تقود قوى السوق العملة، ثم تتداول بها وفقًا لذلك. إلقاء اللوم على شخص آخر يقع ضمن عقلية الضحية التي لا تؤدي إلا إلى مزيد من الخسارة.

إذاً، كيف يمكنك تحديد مصاعبك التداولية؟

لا أستطيع التأكيد على هذا الأمر بما فيه الكفاية: اكتب كل شيء تفكر به في دفتر تداول يومي. الأمر لا يتعلق بالإعداد فحسب، بل يدور أيضًا حول ما يدور في ذهنك. أبعد من ذلك، يجب عليك أيضًا ملاحظة ما يدور حولك خلال اليوم. على سبيل المثال، إذا كان لديك عملية تداولية مروعة بشكل خاص، وقمت فقط بكتابة الإعداد الفني، فقد تجد أنك عندما تقرأ هذا في دفتر يومياتك بعد بضعة أسابيع، كنت قد تركت التفاصيل الصغيرة المتعلقة بشجارك مع زوجتك معظم الصباح. كنت عاطفياً جداً، وهو بالطبع أمرٌ له أثره على كيفية التداول. تحتاج إلى تتبع كل ما يجري من حولك.

إذا كنت تأخذ الوقت الكافي لتدوين كل ما تقوم به وكل ما يدور حولك، يمكنك عندئذ البدء في تحديد الأنماط الخاصة بك عندما تربح أو تخسر. من المؤكد أن لا شيء سيكون مثالياً، لكن إذا لاحظت أن هناك فائدة كبيرة في تداول الجلسة الآسيوية المفتوحة، فبالتأكيد أن عليك أن تكون متداولاً فيها. إذا وجدت هذا هو المكان الذي توجد فيه الأفضلية لك، فلماذا تضيع وقتك في أي جزء آخر من اليوم؟

من خلال تحليل كل ما يدور حولك، وإعداد التداول، والوقت، والحجم، وكل شيء آخر، ستجد في نهاية المطاف ما يكفي من البيانات لإعطائك فكرة عن كيفية زيادة أرباحك التداولية على المدى الطويل. أعلم أن هناك الكثير من العمل، ولكن هذا العمل يؤتي ثماره على المدى الطويل.