مقدمة في سوق العملات الأجنبية (الفوركس)

الغاية من وراء هذه المقالة هي تبسيط العمل الداخلي في سوق العملات الأجنبية، وربما تسليط بعض الضوء على الوضع الحالي، على سوق الفوركس بشكل عام، بالإضافة إلى تبيان سبب وجود والحاجة إلى شركات الفوركس وكيف يقوم هؤلاء الشركات بتحقيق أرباحهم. والأهم من ذلك، تهدف هذه المقالة إلى توفير بعض الفهم لماذا نحن المضاربون والمتداولون في سوق الفوركس، نستطيع ويجب علينا أن نستمر في المضاربة، بالرغم من أن السوق متقلبة للغاية.

يعد سوق فوركس مكان مثير. الأمر الجيد بشأن الدخول في سوق فوركس هو أن بإمكانك التداول في أي وقت حسب تفضيلك.

سوق البورصة الأجنبية (فوركس) هو أكبر سوق في العالم من حيث التداول اليومي الذي يتجاوز 5 تريليون دولار، ويغطي على دوران أسواق الأسهم والسندات العالمية مجتمعة. حجم التداول القوي في سوق فوركس هو أحد الأسباب العديدة التي تدفع بالمستثمرين والأفراد إلى الدخول في السوق. اكتشف المستثمرين عدة مزايا في هذا السوق غير موجودة في أسواق أخرى.

ما هو سوق فوركس؟

فوركس (وهو ببساطة سوق العملات) يعرف كذلك بأسم سوق الصرافة الأجنبية أو تداول العملات. وهو سوق عالمي لا مركزي يتم تداول جميع العملاتالعالمية مع بعضها البعض. هو أكبر الأسواق سيولة في العالم.

السيولة (المزيد من البائعين والمشترين) والتسعير التنافسي (الانتشار صغير جداً بين سعر العرض والطلب) المتوفرة في هذا السوق رائعة. مع عدم الانتظام في أداء الأسواق الأخرى، فإن نمو تداولات فوركس والإستثمار والإدارة، تمضي في المنطقة الصعودية.

 

المنطق في سوق العملات الأجنبية

لنبدأ بالتفسير الأساسي، لماذا نشأت سوق العملات وكيف يتم استخدامها من قبل مشاركيها الأساسيين؟ ومن ثم سنستمر في تفسير هيكلية السوق، وكيفية عمله. وفي الختام، سوف نبحث في التبعات المترتبة على ذلك وكيفية تأثير ذلك على المضاربين.

سوق الصرف الأجنبي لا تستخدم عادة كوسيلة للاستثمار، على عكس الأسواق الأخرى، مثل تلك التي تتاجر بالأسهم والسندات. في حين تلعب المضاربة دوراً أصغر، ومع ذلك مهم، فإن الغالبية العظمى من تجارة النقد الأجنبي تقدم في المقام الأول كوسيلة لتسهيل المعاملات التجارية الدولية. ويمكن لمثال أن يساعد في تسليط قليل من الضوء على هذا الأمر. لنفترض أن هناك رجلاً في الرياض في السعودية قرر أن يشتري سيارة مستورده جديدة جميله وبراقه. وقد قرر أن يبتاع "ميتسوبيشي إيكليبس"، ولذلك فإنه يتوجه إلى وكيل "ميتسوبيشي" المحلي، حيث سيكون من الطبيعي أن يدفع لسيارته بالريال السعودي أو بالدولار الأميركي. هذا شيء لا بأس به، ولكن اليابانيين العاملين في مصنع "ميتسوبيشي" في اليابان، من الطبيعي أن يرغبوا في أن يقبضوا أجورهم بعملتهم المحلية، وهي الين الياباني. في مكان ما على طول هذه العملية، لا بد من تحويل الأموال من الريال السعودي (أو الدولار الأمريكي) من شراء السيارة إلى الين الياباني لدفع رواتب هؤلاء العمال.

إذا تأملت هذا الوضع، شركات ضخمة متعددة الجنسيات مثل "إتش بي"، وشركة "أكسون موبايل" للكيماويات، و "مايكروسوفت"، و"هوندا"، و"سوني"، و"جنرال إلكتريك"، وعشرات الآلاف من الكيانات الأخرى الأصغر العالمية الانتشار تحرك تقريباً كل دولار أمريكي، وين ياباني، ويورو، وجنيه استرليني، ريال سعودي وبرازيلي، روبل روسي بالإضافة الى العشرات من العملات الأجنبية التي قد لا تكون سمعت عنها، من خلال أسواق المال الأجنبية في اليوم الواحد. أكثر من 2.3 تريليون دولار من العملات يتم تداولها، كما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم الى 3 تريليون دولار في غضون سنتين من الآن. فإنه ليس من الصعب حينها فهم إلى أي مدى لا يشكل وجود المضاربين الأفراد أي معنىً في هذه المعمعة.

والحقيقة هي أن الشركات لا تهتم (كثيراً) بالفروق والتعقيدات في أسعار صرف العملات الأجنبية. فهم في قطاع الأعمال يهتمون بالأساس بتقديم المنتجات وبيعها وجني الأرباح من خلال ذلك.

البنك، بصفته مكان إيداع مركزي لنقدية الشركة، هو بشكل طبيعي المسير لتعاملات الشركات في سوق الصرف الأجنبي. منذ عقود مضت، كان الأمر مجرد مكالمة هاتفية من مصرفي في بلد ما لمصرفي آخر في بلد مختلف. البنوك التي لها وجود دولي استطاعت ببساطة أن تقوم بالتحويل من فرع لفرع.

تذكر، المصارف هدفها هو جني المال، تماما مثل أي عمل آخر. لذلك عندما اشترى المصرف عملات أجنبية بسعر ما، فإنه بطبيعة الحال، أضاف هامش ربحه لها قبل بيعها لعميل آخر. انه هامش يسمى السبريد. لجميع المقاصد والأغراض، كان ولا يزال، تكلفة معقولة إلى حد ما.

من المثال السابق، تحصل شركة ميتسوبيشي اليابانية دفعة بالين مقابل إيكلبس، وهي الآن قادرة على الدفع لعمالها الذين صنعوا السيارة. صاحب السيارة سعيد أيضاً، شركة ميتسوبيشي سعيدة وعمالها سعداء كذلك. البنوك التي يسرت المعاملات بالنقد الأجنبي أيضا سعيدة، لأنها حصلت على بعض الربح القليل السبريد لإتمام هذه الصفقة، ولقبولها المخاطر التي ينطوي عليها التعامل بالعملات الأجنبية.

ومن النتائج المترتبة على التعامل في مجال النقد الأجنبي هو أن المتاجرون في البنك سرعان ما طوروا القدرة على التكهن باتجاه أسعار العملات في المستقبل. مع فهم أفضل للكيفية التي تعمل بها السوق، يمكن للبنك أن يعطي العميل سعراً يضيف إليه السبريد الحالي، ولكنه في الواقع ينتظر حتى يحصل على معدل صرف أفضل. وبذلك، فإن المصارف قادرة على زيادة صافي الدخل بشكل كبير. هناك نتيجة واحدة مؤسفة مع ذلك، هو أن طريقة إعادة توزيع السيولة جعلت من المستحيل إتمام بعض صفقات النقد الأجنبي.

لهذا السبب وحده ، فإن سوق النقد الأجنبي يحتاج إلى ان يكون متاحاً للمشاركين غير المصرفيين. وبطبيعة الحال، فإن البنوك تريد أن تكون قادرة على تنفيذ المزيد من الطلبات في سوق الصرف الأجنبي التي تتيح لها الاستفادة من قليلي الخبرة من المشاركين (الذين قدموا توزيع أفضل للسيولة) وهو ما سمح لهم بتنفيذ أوامر الصرف المنتظرة لعملائهم الدوليين.

الفوركس

هيكل سوق النقد الأجنبي (الفوركس)

نحن نعلم الآن لماذا توجد سوق الصرف الأجنبي، لذلك دعونا ننظر في الكيفية الفعلية لإتمام صفقات النقد الأجنبي.

في قمة سوق الصرف الأجنبي تتموضع التعاملات التي تعارف على تسميتها المعاملات ما بين البنكية. "التعاملات ما بين البنكية " (إنتربانك) هي ليست، كما قد يعتقد البعض، عمليات صرف فقط. بل هو جمع أو تجميع للاتفاقات بين المراكز المالية الرئيسية للبنوك في العالم.

على سبيل المثال (نعم، واحد آخر) يمكن أن يجعل من السهل أن نفهم هذا الشيء الذي نسميه سوق "التعاملات ما بين البنكية". في معظم المكاتب الكبرى أو الأعمال، وربما حتى في منزلك الخاص، قد يكون هناك العديد من أجهزة الكمبيوتر المرتبطة عن طريق كابل بسيط للشبكة. الآن، كل جهاز كمبيوتر يعمل بشكل مستقل حتى تأتي لحظة يحتاج فيها إلى موارد، برنامج أو ملف من أحد أجهزة الكمبيوتر الأخرى. وعندما يحدث ذلك، سيبدأ الكمبيوتر (أ) بالاتصال بالكمبيوتر (ب) أو (ج) أو (د)، وما إلى ذلك، وسيطلب الحصول على تصريح للولوج للموارد المطلوبة. إذا كان مالك أو مشغل الكمبيوتر (ب) يأذن به، وإذا كان الكمبيوتر (ب) يعمل كما ينبغي، فإن الملف أو برنامج المطلوب سيكون متوفراً للكمبيوتر (أ). في غضون دقائق، سيكون طلب الحاسوب (أ) قد تم تلبيته. سوق الصرف الأجنبي يعمل بالطريقة نفسها؛ فقط استبدل بالكمبيوتر (أ) و (ب) البنك (أ) و (ب)، واستبدل الموارد بالعملة. لديك الآن تصور للعلاقات القائمة داخل نظام الانتربنك.

من خلال السياق نفسه، إذا كنت قد حاولت يوماً العثور على موارد من كمبيوتر ليس موصولاً بشبكة حاسوبية، فربما تعرف تماما ما تستغرقه هذه العملية من وقت طويل، ومدى عدم كفاءتها وكم يمكن أن تكون مجهده. يجب البحث في كل كمبيوتر مستقل حتى تجد الموارد التي تريد، ثم نسخها وتحميلها على الكمبيوتر الخاص بك. بشأن أسعار العملات والجرد الخاص بالنقد الأجنبي، فإن نفس القضية موجودة داخل نظام سوق الانتربنك. إذا كان بنك ما فى تايوان يتعامل تجارياً مع شركة ما في ساو باولو فإنهما يحتاجان إلى صرف العملات. وفي هذه الحالة، يمكن أن يكون من الصعوبة بمكان تحديد سعر الصرف المناسب بين الدولار التايواني الجديد والريال البرازيلي. بسبب مثل هذه الحالات، أسس كل من سماسرة الخدمات الالكترونية (EBS) و رويترز خدماتهم. للتبسيط سنقوم بالإشارة إلى هذه الخدمة بـ (EBS)

بشكل ما، فإن خدمات EBS تعمل بمثابة غطاء فوق وصلات اتصال الإنتربانك. من خلال خدمة EBS، يستطيع العضو المشترك أن يرى مدى توفر العملة، والسعر (الأسعار) الذي يستعد المشاركون الآخرون في نظام الإنتربانك لدفعه. ومن المهم أن نفهم أن EBS لا يشكل في حد ذاته سوقاً كما أنه ليس صانعاً للسوق. نظام EBS مجرد تطبيق يسمح لأعضاء البنك رؤية العروض والعطاءات المقدمة من الأعضاء الآخرين.

المستوى الثاني لسوق الصرف الأجنبي موجود بشكل أساسي داخل كل بنك. إذا كنت قد تتصل بفرع سيتي بنك في بلدك، يمكنهم اتخاذ الترتيبات اللازمة لتغيير الدولار الأمريكي الخاص بك إلى أي من العملات الأجنبية التي تختارها. في جميع الاحتمالات، سيقومون على الأرجح بمجرد تحريك العملة المرجوة من فرع بنكي إلى فرع آخر. هذا هو المعروف باسم الصرف الميكروي ضمن الطرف الواحد، لذلك فأنت الى حد كبير تحت رحمتهم من حيث تطابق سعرهم المعطى لك مع سعر صرف العملات الأجنبية. يمكنك إما قبول عرضهم "السخي" أو التسوق للحصول على عرض لسعر أفضل. كل من يعمل في سوق الصرف الأجنبي ينبغي عليه النظر في زيارة المصرف الخاص به، مرة واحدة على الأقل، للحصول على فكرة عن حصصه من عمليات الصرف. بالتأكيد، سيكون "مفيداً" للغاية، إن لم يكن مروعاً تماماً رؤية كم أن هذه الصفقات مربحة ... لمصرفك.

المستوى الثالث هو سوق التجزئة. مكاتب الصرافة العريقة مثلForex.com، Oanda وFXCM، وغيرها، أو أي وسيط يرغب في إقامة عملية التجزئة، يحتاج أولا إلى إيجاد موفر للسيولة. الغالبية العظمى من سماسرة الفوركس هؤلاء يوقعون اتفاقاً مع مصرف واحد. يوافق هذا البنك بموجبه على توفير السيولة فقط في ظل ظروف معينة: وهذا فقط إذا استطاعوا تأخيره في نفس الوقت في EBS ، متضمناً السبريد المرجو من قبلهم.

وهذه السبريد ستكون ذات قدرة تنافسية عالية، وذلك لأن هذا الحجم سيكون أكبر بكثير مما يتعامل به أي مصرف راع. خذ في اعتبارك، أن المصارف التجارية هدفها كسب المال، وموفري المستوى الثالث تقريبا لن يستطيعوا أبدا مجاراة ما هو موجود في نظام الانتربنك تماماً. تجمع المصارف السبريد ولا يمكن لأن اتفاق بينهم وبين أي متاجر تجزئة أن يغير من أولوياتها.

أعتبر فوركس التجزئة كنوع من الكازينو. معظم المشاركين لديهم معلومات ضئيلة (أو لا يعلمون شيئا) عن التداول على نحو فعال وناجح، وكما هو متوقع، فإنهم خاسرون ثابتون. لمضارب النقد الأجنبي ميزة أنه "يلعب في ملعبه" نظرا إلى أن نظامه السبريد متأصل، ولديه احتماليه عاديه لتوزيع العائدات. ما ينتج هو نظام واحد يلعب فيه خاسر واحد ضد فائز واحد ويجمع السبريد. إذا كان هناك ثمة عدم توازن ضمن حدود النظام الداخلي لديهم، قد يقوم الوسيط بتأخير الصفقة مع موفر السيولة من المستوى الثاني الخاص بهم.

رغم أن هذا قد لا يبدو جيدا، إلا أن هناك مزايا هامة للمضاربين الذين يعملون معهم. فبما أن التداول "داخلي" ، فإنه يوفر مزايا عديدة ، مثل ارتفاع حجم الهامش على الحساب الصغير ، وحجم العقد غير التقليدي ، بالإضافة إلى التعاملات غير المقتطعة (دون رسوم) والتي يمكن توفيرها وهو ما قد لا يكون متاحاً من خلال أي وسيلة أخرى.

ECN أو شبكة الاتصالات الإلكترونية تعمل بنفس شكل مصارف المستوى الثاني، لكنها موجودة ، رغم ذلك في المستوى الثالث. عموما فإن ECN ستنشئ اتفاق سيولة مع أكثر من مصرف من مصارف الدرجة الثانية. بدلاً من مطابقة أوامر الحجز الداخلية، فإنها تمر فقط من خلال أسعار البنوك، لأن هذه الأخيرة في انتظار التداول. يمكنك أن تنظر إليها باعتبارهاEBS ، من نوع ما ، مخصصة للاعبين الصغار . بينما قد يكون هناك العديد من المزايا لهذا النموذج، فإنه لا يزال ليس الإنتربانك.

إفهم هذا، المصارف اما ان تجني السبريد المنشود، أو أنها لن تحاول حتى إزعاج نفسها. اعتماداً على أوضاع السوق والبنوك، فإن هذا قد يأخذ شكل أسعار التظليل أو السبريد على نطاق أوسع. لما تبذله من جهود، تجمع ECN تعرفه لكل معاملة.

الى جانب عامل التعرفة، هناك مساوئ أخرى من الضروري أن ينظر إليها المضارب قبل استخدام ECN. على سبيل المثال، فإن معظمها تعرض هامشاً أقل وتسمح فقط بالتداول بالوحدات الكاملة (لوت). في ظل ظروف السوق الخاصة، قد يسحب المصرف السيولة، وهو ما قد لا يسمح للمضاربين بالخروج من أو الدخول إلى مواقع بأسعار مختاره.

ميكانيكية التجارة في سوق العملات

وبالنظر إلى أن هناك ما يزيد على 2 تريليون دولار في اليوم يجري تداولها في سوق الصرف الأجنبي، فإنه من السهل أن نعتقد أنه سيكون هناك دائما ما يكفي من السيولة في السوق لفعل ما ينبغي فعله. للأسف، الاعتقاد لا ينفي حقيقة أنه ينبغي أن يكون مقابل كل مشرفي السوق، يجب أن يكون هناك بائع، وإلا فإنه لا يمكن لأي صفقة أن تحدث. وإذا كان هناك أمر كبير جدا للتعامل مع الأسعار الحالية، فإن الأسعار ينبغي أن تنتقل إلى النقطة التي يوجد فيها ما يكفي من الاهتمام لتغطية هذه الصفقة. في كل مرة ترى فيها السعر يتحرك حتى ولو خطوة واحده، فإن هذا مؤشر على ان أمراً تم تداوله أو تنفيذه وهو ما "استهلك" الاهتمام الموجود بالسعر الحالي. الاسعار لا يمكن ان تتحرك في أي طريقة أخرى.

كما ناقشنا سابقا، كل بنك يدرج على قوائم الخدمة الإلكترونية للسماسرة (EBS) مقدار الثمن الذي هو على استعداد لإجراء صفقة معينة في عملة ما به. ومن المهم الإشارة إلى أن مشتركي الإنتربانك ليسوا مجبرين على الدخول في الصفقة إذا ما شعروا أنه ليس من مصلحتهم القيام بذلك. تذكر، الإنتربانك ليس فيه أي "صناع للسوق" بل المضاربين والمستثمرين فقط.

قد تلاحظ أن هناك اهتمامات عامة مفتوحة من مختلف الأحجام في مختلف الاسعار. كل من هذه الوحدات يمثل حداً لأحد الأوامر، وفي هذا المثال، كل وحدة تمثل مليون دولار من العملة.

عارفاً هذه المعلومات، لنقل أن أمر بيع سوقي وضع ل 38.4 مليون دولار، حينها فإن الـسبريد سيتوسع بشكل فوري من 2.5 الى 4.5 نقطة لمجرد أنه لا يوجد أية أوامر بين السعر 1.56300 وسعر 1.56345. الـسبريد لم يزد عن طريق أي وسيط، مصرف أو صانع سوق، بل نتيجة ثانويه طبيعية لأمر البيع الذي وضع. شريطة عدم وجود أوامر إضافية، فإن الـسبريد سيظل كبيراً هكذا. لحسن الحظ، في وقت ما، شخص ما سوف يرى في سعر نقطة ما بين هذين الرقمين فرصة مثالية لإدراج الأمر. مثل هذا الأمر إما أن يستهلك (يلغي) الاهتمام أو يزيده، الاتجاه الذي سيأخذه سيعتمد بشكل كبير على ما إذا كان هذا أمر سوق أو أمر تحديد، على التوالي.

قد تتساءل عما يمكن أن يحدث إذا ما وضع أمر بيع بمبلغ 2 مليون دولار بعد جزء من الثانية من وضع أمر نقر أمر الـ 38.4 مليون دولار؟ سيتم تلبية هذا الأمر ب سعر1.5630. ربما تسأل لماذا هذا الـ "تراجع"؟ لأن لا أحدا كان على استعداد لاتخاذ الجانب الآخر من الصفقة (1.56320). ليس أنه كان هناك من يحاول غش التاجر؛ مرة أخرى، كان مجرد نتيجة ثانوية لتدفق الأوامر.

السؤال الأكثر إثارة للاهتمام هو ماذا سيحدث لو ألغيت كل الأوامر المدرجه فجأه؟ في هذه الحالة، فإن الـسبريد سيزيد إلى الدرجة التي سيتوفر فيها عروض وعطاءات. قد تكون 5، 8، 10، أو حتى، مثلا، 100 نقطة. وسوف تتسع لتطابق الفرق أياً كان بين سعر الشراء وسعر العرض. لا أحد يأتي ليحدد الـسبريد ولكنهم فقط رفضوا الدخول في أي صفقة بين أسعاره.

لا يمكنك فرض وجود أمر بالقوة إذا كان ببساطة غير موجود. بغض النظر عن السوق قيد البحث والدراسة، أي وسيط يحاول إنشاء معامله، فإنه يكاد يكون من المستحيل على حد سواء تفادي الانزلاق والـسبريد ، فهي في عالم التجارة ببساطة حقيقة من حقائق الحياة.

آثار المضاربين

المتاجرة غالبا ما تم وصفها بشكل مبرر على أنها نوع من ألعاب المجموع الصفري. إذا كان التاجر "ألفا" يبيع سلعة أو استثماراً للتاجر "بيتا" ثم يرتفع سعرها، فإن التاجر "ألفا" يكون قد خسر لتوه بعض المال في هذه العملية. رغم ذلك إذا انخفض سعر الاستثمار، فإن التاجر "ألفا" قد تربح من خطأ التاجر "بيتا".

حتى في سوق كبيرة مثل سوق الصرف الأجنبي، يجب أن يكون لكل معاملة كل من مشتري وبائع، ودون استثناء فإن واحدا من المشاركين سيخسر المال. عموما، هذا لا علاقة له فيما يخص المشاركين في العالم العام لتجارة النقد الأجنبي. ولكن هناك حالات معينة يمكن أن تصبح مهمة إلى حد كبير، وواحدة من هذه الحالات هي حدث إعلامي.

في الآونة الأخيرة، كان هناك الكثير من الجدل حول كيف أنه خلال بعض الأحداث المثيرة، فإنه (أو هكذا ينبغي على الأقل) يكون من غير القانوني، اللاأخلاقي أو حتى في بعض الحالات شراً محضاُ لوسيط أو لمصرف أو أي موفر سيوله آخر أن يلغي أو يسحب أوامره (وهو ما يزيد الـسبريد ، أو لأمر انزلاق أن ينفذ (كما لو أنه كان هذا هو ما أراده من البداية) بشكل أكثر من طبيعي.

إلغاء الأوامر والزلات تحدث لأسباب معينة لا علاقة لها على الإطلاق مع أي شخص

يحاول خداع الجميع. دعونا ننظر إلى مثال سوف يساعدنا في تفسير سبب حدوث هذه الأشياء.

قبيل الإفراج عن تقرير اقتصادي فإن بعض التجار عادة يدخلون في صفقة (بأي من الاتجاهين) تحسبا لهذه الانباء. عندما يصبح وشيكا، فإن المصارف في سوق الانتربنك ستسحب أو تزيل أوامر المضاربة الخاصة بهم خوفاً من حدوث خسائر كبيرة. التجار التقنيون يقومون أيضاً بسحب الأوامر، بما أن هذه تعتبر ممارسة شائعة في تجنب الانباء كلياً. التجار الكبار وصناديق الاستثمار ستكون بالفعل موضوعة في اتجاه ما أو أنها ستنتظر الأخبار لاتخاذ قرار وهو الذي سيعتمد على النتيجة.

من أين، إذاً، ستأتي السيولة، الضرورية للحفاظ على الـسبريد ضيق؟

بالانتقال الى المستوى الثاني، البنك سيكون مستعداً لتوفير السيولة لوسطاء التجزئة أو ECN فقط إذا كان بإمكانهم استثمار الموقع في الإنتربانك مع الـسبريد المطلوب. إذا توسع الـسبريد الإنتربانك كنتيجة لانخفاض مستوى السيولة فإن البنك سيضطر لتوسيع الـسبريد للاعبين على انخفاض السعر أيضاً.

في المستوى الثالث، فإن الـ ECN تمر بالكاد على عروض البنوك، ولذلك فالـسبريد ستستمر في التوسع بالنسبة لعملائهم. تاجر التجزئة الذي يضمن الـسبريد بين 2 و5 نقاط فقط يكون قد خلق فجوة كبيرة كونه لا يستطيع استثمار مجموع الصفقات المكشوفة. في المقابل، متاجرو تجزئة الـسبريد المتغير يمكنهم توسيع الـسبريد الخاصه بهم لتتناسب مع البنوك وإلا فإنها ستستمر في هذا النوع من المشاكل الثابتة التي يعاني منها سماسرة الـسبريد الثابت.

والآن، دعونا نفكر في كل ذلك لمجرد لحظة. ماذا سيحدث إذا لم يصل عدد ما إلى ما هو متوقع له أن يصل؟ كم من التجار الداخلون في هذه المواقع باختيار خاطئ، والذين سيحتاجون للخروج من هذا الموقف في أسرع وقت ممكن؟ كم من التجار الكبار أو صناديق الاستثمار ستلغي في نفس اللحظة أوامرهم الكبرى؟ وكم من تجار التجزئة أصدروا أوامر "امتطاء" (straddle)؟ وكم منهم سيكون في انتظار أن يسمعوا عن خطأ ويقوموا بتنفيذ أوامرهم السوقية؟

ومع التجار التقنيين جالسين على الأطراف، من حسب عقلهم اليميني سيكون من الغفلة بمكان بحيث أنه سيأخذ الاتجاه المعاكس لكل هذه الأوامر؟

الجواب البسيط هو أن لا أحدا سيكون بهذه الحماقة. في غضون 5 ثوان من خروج النبأ، ستكون سوقاً في اتجاه واحد فقط، بطريقة أو بأخرى. وهذا الشريط الطويل الذي تراه في الرسوم البيانية هو المجموع التراكمي للسعرين -- واحد فقط قبل الاعلان عن الخبر وواحد بعده. ولكن هناك العديد من النقاط في الفجوة بينهما.

لذلك فإنه ينبغي ألا يفاجأ أحد بأن الانزلاق يحدث في هذا الوقت بالذات.

الخلاصة

كل مستوى من مستويات سوق الصرف الأجنبي متميزة من حيث المزايا والعيوب. اعتماداً على أولوياتك، عليك أن تختار بين القيود والحدود التي يمكنك قبولها وتلك التي لا تستطيع. ورغم أن هذا غني عن البيان، ولكن لا يمكنك دائما الحصول على كل ما تريد.

إذا كنت تركز فقط على الانزلاق والـسبريد، المنتجات الثانوية الطبيعية لتدفق الأوامر، فأنت تتبع مثلاً عقيمة وتفوت على نفسك فرصا هائلة للاستفادة من هفوات السوق الحقيقية. الأنباء وأحداث وسائل الإعلام ليست سوى واحدة من المرات عندما بتموضع عدد كبير من المشاركين في اتجاه غير صحيح، وحينها من السهل تحقيق الأرباح من غبائهم.

إذا كان تاجر الفوركس يريد فعلا أخذ أرباحه إلى المستوى التالي، ينبغي عليه قضاء الوقت في التركيز على أفضل الطرق لتحديد هذه المواضع، والمضاربة بموضوعيه لاستغلال تحرك الأسعار الذي سيولدونه لا محالة.

ليس هناك من سيجادل بأن مكاتب وسطاء صرافة العملات الأجنبية هم أفضل أصدقاء المضاربين، لكنها ما زالت تستطيع أن تفعل وتقدم خدمة لا تقدر بثمن، وتحتاج جهودها لتعويض مناسب. من خلال تقبل وسيط النقد الأجنبي كما هو، وماذا يمكنه أن يقدم، وتعلم كيفية العمل معه، وبالنظر لحدود العلاقة بينهما، فإن التاجر بإمكانه الحصول على ثروة من الفرص التي لا يمكنه أبدا تصورها بدونهم.

الاسئلة الشائعة

ما هو سوق الفوركس؟

فوركس (وهو ببساطة سوق العملات) يعرف كذلك باسم سوق الصرافة الأجنبية أو تداول العملات. وهو سوق عالمي لا مركزي يتم تداول جميع العملات العالمية مع بعضها البعض. هو أكبر الأسواق سيولة في العالم.

ماذا سيحدث لو الغيت الأوامر المدرجة؟

السبريد سيزيد إلى الدرجة التي سيتوفر فيها عروض وعطاءات

من أين ستأتي السيولة الضرورية للحفاظ على الـسبريد ضيق؟

البنك سيكون مستعداً لتوفير السيولة لوسطاء التجزئة أو ECN فقط إذا كان بإمكانهم استثمار الموقع في الإنتربانك مع الـسبريد المطلوب. إذا توسع الـسبريد الإنتربانك كنتيجة لانخفاض مستوى السيولة فإن البنك سيضطر لتوسيع الـسبريد للاعبين على انخفاض السعر أيضاً.

ماذا على تاجر الفوركس ان يفعل من اجل الحصول على أرباحه؟

ينبغي عليه قضاء الوقت في التركيز على أفضل الطرق لتحديد هذه المواضع، والمضاربة بموضوعيه لاستغلال تحرك الأسعار الذي سيولدونه لا محالة.

ما هو المستوى الثالث؟

المستوى الثالث هو سوق التجزئة.

طاقم ديلي فوركس
يتألف طاقم ديلي فوركس من محللين وباحثين من دول عربية وأجنبية مختلفة، يراقبون حركة سوق التداول وأسعار العملات على مدار اليوم بهدف توفير أدق وأسرع التحاليل الفنية والأساسية ووجهات نظر متنوعة وفريدة من نوعها لجمهور المتصفحين والمتداولين.