أظهر سوق النفط الخام انتعاشاً في جلسات التداول الأخيرة، خاصة خلال الساعات الأولى من جلسة الأربعاء. تشير هذه الحركة إلى اختراق محتمل من منطقة تماسك كبيرة، ما يشير إلى تحول في ديناميكيات السوق يمكن أن يكون له آثار بعيدة المدى على المتداولين والمستثمرين.
خام WTI
من خلال التركيز على خام WTI، تراجع السوق بشكل طفيف بداية جلسة الأربعاء، لكنه عكس مساره وأظهر القوة. كان خام WTI يضغط باستمرار على المستوى 75 دولار، وهو رقم كامل مهم نفسياً ويجذب انتباه السوق بشكل طبيعي. أصبحت قدرة السوق على البقاء فوق هذا المستوى الآن عاملاً حاسماً يمكن أن يؤدي إلى مرحلة أكثر صعوداً. بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى المتوسط المتحرك لـ 200 يوم على أنه الهدف المحتمل التالي، وهو ما يتماشى مع المسار الحالي للسوق. يُنظر إلى التراجعات قصيرة المدى بشكل متزايد على أنها فرص شراء، حيث يقدم المستوى 71 دولار دعماً كبيراً.
خام برنت
في سوق خام برنت، يمكن ملاحظة نمط مماثل. بعد التراجع الأولي، يسعى السوق للوصول إلى المستوى 80.50 دولار، وهو الذي كان يمثل نقطة مقاومة مهمة في السابق. إن الاختراق فوق هذا المستوى، على غرار سوق خام WTI، قد يجعل خام برنت يستهدف المتوسط المتحرك لـ 200 يوم.
إن التوجه السائد بين المتداولين والمحللين هو "الشراء عند الانخفاضات"، مع التركيز بشكل خاص على المستوى 75 دولار كنقطة محورية لدخول السوق. تنبع هذه الاستراتيجية من توقع حرص المشترين على الاستفادة من النفط الخام المنخفض السعر، مع الأخذ بالاعتبار اتجاهات السوق الحالية.
ومع ذلك، هناك عوامل متعددة تتطلب اتباع نهج دقيق ومدروس للتداول في هذه الأسواق. أحد الاعتبارات الرئيسية هو التأثير المحتمل للأحداث الجيوسياسية، مثل هجمات البحر الأحمر، على إمدادات النفط الخام وأسعاره. بالإضافة إلى ذلك، على السوق أن يتعامل مع السؤال الدائم المتعلق بالطلب الاقتصادي وكيف سيؤثر على أسعار النفط الخام. تظل تصرفات أوبك أيضاً عاملاً مهماً في تحديد اتجاه السوق.
من خلال النظر إلى هذه الاعتبارات، يتطلب التداول في سوق النفط الخام فهماً لكل من المؤشرات الفنية والأحداث العالمية. وستكون استجابة السوق لهذه العوامل حاسمة في تحديد المسار المستقبلي لأسعار النفط الخام. لا يزال هذا السوق يشهد الكثير من الضجيج، لكن المشترين يبدون أقوى عند هذه النقطة.
