شهد الدولار الأمريكي الكثير من التقلبات مقابل البيزو المكسيكي خلال شهر نوفمبر، وتراجع في النهاية نحو المستوى 17.06 بيزو، ولكنه عاد وارتد في نهاية الشهر. السؤال بالطبع هو ما إذا كان الدولار قادراً على تعويض بعض خسائره، أم أن هذا مجرد ارتداد بسيط بعد حالة ذروة البيع؟
تجدر الإشارة إلى أننا حالياً على مقربة من المتوسط المتحرك لـ 50 أسبوعاً والمتوسط المتحرك لـ 200 أسبوع، وهو ما يمثل حاجزاً هائلاً إلى حدٍ ما، لكننا قمنا باختراقه سابقاً، ومن المحتمل أن يشكل بحد ذاته مقاومة طفيفة فقط في المستقبل. إذا تمكنا من الاختراق فوق هذا المؤشر، فأعتقد أن ذلك يفتح المجال أمام إمكانية الانتقال إلى المستوى 18 بيزو، وهو بالطبع رقم كبير وكامل وذو أهمية نفسية، لكنني أعتقد أيضاً أن المزيد من الزخم قد يدخل السوق، ما يؤدي إلى دفع الدولار إلى المستوى 18.50 في الأعلى، وهي المنطقة التي كانت تشكل مقاومة كبيرة في السابق، كما يشكل هذا المستوى هدفاً مثيراً لارتفاع الدولار الأمريكي، ويجب وضع ذلك بالاعتبار إذا ارتفعنا.
المسار التفاضلي لمعدلات الفائدة يفضل المكسيك، ولكن هناك الكثير من المخاوف المتعلقة بالاقتصاد العالمي، وحقيقة أننا قد نتجه نحو الركود. في مثل هذه الأوقات، يبدأ الناس بإنفاق الأموال على السندات، وهو أمر رأيناه في الولايات المتحدة، وبالتالي يصبح الدولار الأمريكي أكثر جاذبية قليلاً مقارنة بعملات الأسواق الناشئة. بالإضافة إلى ذلك، يعتمد الاقتصاد المكسيكي بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، من خلال عقود التصنيع والتحويلات المالية وما إلى ذلك.
مع كل ذلك بالاعتبار، قد يكون علينا مراقبة المستوى 18.50 في الأعلى، لأنه إذا تم الاختراق فوقه، فقد يبدأ السوق بالانطلاق فعلاً. من ناحية أخرى، تراجعنا إلى ما دون المستوى 16.80 بيزو، يكون من المحتمل جداً أن يستمر هذا الزوج بالتراجع بشكل ملحوظ. في حين أنني أعتقد أن الدولار الأمريكي مباع بشكل مفرط قليلاً مقابل معظم العملات، فإن الحقيقة هي أننا قد نشهد شهر ديسمبر فوضوي للغاية، خاصة مع اقترابنا من موسم العطلات، والذي عادة ما يشهد تداولاً ضعيفاً للغاية في البداية. نحن عند نقطة انعطاف ونحتاج إلى مراقبة جميع هذه المستويات عن كثب.
