تراجع اليورو بشكل طفيف في جلسة الثلاثاء، حيث واجه تقلباً كبيراً حول المستوى 1.08. لقد كان هذا المستوى مهماً تاريخياً، وتشير تحركات السوق الحالية إلى تآكل تدريجي لهذا الدعم. من الجدير بالذكر أنه كان هناك تحرك للاختراق ما دون قاع شمعة الإثنين الكبيرة. بالإضافة إلى ذلك، يقع المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً في الأسفل مباشرةً، ومن المحتمل أن يقدم دعماً إضافياً.
النقطة المحورية التي يجب مراقبتها هي المستوى 1.0850. قد يؤدي تجاوز هذا المستوى إلى فتح إمكانية تحدي المستوى 1.09، والذي كان بمثابة مقاومة قصيرة المدى في السابق. إذا تمكن السوق من اختراق هذه المقاومة، فقد يستهدف المستوى 1.10، وهو الحد الذي كان يمثل حاجز كبير بشكل متكرر ومن المرجح أن يجذب اهتماماً كبيراً.
الكثير من الضجيج على الطريق
يتأثر الاتجاه المستقبلي لليورو بشكل كبير بالسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي. تعتبر المضاربات حول تعديلات السياسة المحتملة عاملاً رئيسياً في تحركات العملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع الاقتصادي للاتحاد الأوروبي، والذي يبدو ضعيفاً حالياً، يعد أمراً بالغ الأهمية أيضاً. قد يجد البنك المركزي الأوروبي نفسه تحت وطأة الضغوط في ظل هذه التحديات الاقتصادية. يتصارع السوق في نفس الوقت مع عوامل متعددة، ما يؤدي إلى زيادة التقلبات والحركات غير المتوقعة.
هناك حدث مهم آخر في الأفق وهو إعلان الرواتب غير الزراعية المتوقع في وقت لاحق من الأسبوع. هذا، إلى جانب أرقام مؤشر مديري المشتريات (PMI)، يمكن أن يؤدي إلى تقلبات إضافية خلال الجلسة. في ظل هذه الظروف، على المتداولين إلى توخي الحذر فيما يتعلق بحجم مركزهم والاستعداد لتقلبات كبيرة. يشير سيناريو السوق الحالي إلى أن المتداولين على المدى القصير سيستمرون بلعب دور مهيمن في تحركات اليورو، والتأثير باستمرار على اتجاهه من خلال استراتيجيات التداول الخاصة بهم.
في النهاية، يتحرك اليورو خلال وضع معقد ومتغير للغاية، ليس فقط من البيانات، ولكن من الكثير من الأمور التافهة أيضاً. تتشكل قيمته من خلال مجموعة من العوامل، بما في ذلك المؤشرات الاقتصادية الرئيسية والسياسات النقدية للبنوك المركزية الكبرى والصحة العامة للاقتصاد الأوروبي. على المتداولين البقاء يقظين وقابلين للتكيف، وأن يستخدموا استراتيجيات تداول حذرة لإدارة المخاطر المرتبطة بهذا السوق غير المؤكد والمضطرب في كثير من الأحيان. مع تطور الوضع، فإن البقاء على اطلاع واستجابة لتصريحات البنوك المركزية سوف يكون له تأثير كبير في هذا الزوج. كان المتداولين يطالبون بالأموال الرخيصة من بنك الاحتياطي الفيدرالي، فهل سيحصلون عليها؟
