تراجع الدولار الأمريكي بشكل كبير خلال جلسة الخميس، مدفوعاً بشكل أساسي بالانخفاض المستمر في معدلات الفائدة الأمريكية. ويتأثر هذا الوضع بقوة بالإشارات الصادرة عن سوق السندات، ما يشير إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يميل إلى اعتماد سياسة نقدية أكثر تيسيراً في العام المقبل. وبالتالي، من المرجح أن يواصل الدولار الأمريكي اتجاهه نحو الأسفل. مستويات الدعم الرئيسية التي يجب مراقبتها في هذا السيناريو هي خط الاتجاه التصاعدي والمستوى 142 ين.
من المهم الإشارة إلى أن حجم شمعة الجلسة هذه يبدو سلبياً بالتأكيد. ومع ذلك، من الضروري أن ندرك أن الاختراق ما دون خط الاتجاه التصاعدي قد يؤدي إلى تصحيح أكبر في السوق. يركز المستثمرون والمتداولين بشكل خاص على المتوسط المتحرك لـ200 يوم. سيكون الاختراق المقنع فوق هذا المستوى بمثابة إشارة تصاعدية قوية، ما يفتح الباب أمام إمكانية التحرك التصاعدي نحو المستوى 145 ين.
الأوزان الخفيفة في أسواق العملات؟
سوق العملات في هذه الحالة هو بالأساس ساحة معركة بين بنكين مركزيين اختارا سياسات نقدية متساهلة. فمن ناحية، لا يُظهر بنك اليابان أي ميل لتشديد موقفه النقدي. ومن ناحية أخرى، يسعى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بنشاط إلى اتباع نهج أكثر تساهلاً في التعامل مع السياسة النقدية. وبالتالي، فمن المتوقع أن تستمر كلا العملتين بالتراجع في القيمة بالمقارنة مع معظم العملات الأخرى في السوق العالمية. بمعنى آخر، هذه معركة بين اثنين من الأوزان الخفيفة المحتملة.
في النهاية، يتميز هذا الزوج من العملات بالتداول مع مستويات كبيرة من التقلبات، ما قد يشكل تحديات للمتداولين. وفي اعتقادي أن العملات الأخرى من المرجح أن تتفوق على الدولار الأمريكي عندما تقترن بالين الياباني. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كانت منطقة السوق الحالية ستوفر دعماً كبيراً. بشكل عام، هذا السوق مستعد لتحرك كبير، ولكن يبدو حالياً أن مستوى الدعم في الأسفل يواجه ضغطاً كبيراً. بشكل عام، يُنصح بتوخي الحذر وانتظار اتجاه أكثر وضوحاً في السوق قبل الانخراط بنشاط في التداول. قد تكون هذه نصيحة جيدة لمعظم الأسواق في الوقت الحالي، وليس هذا السوق فقط.
