ارتفع الدولار الأمريكي بشكل كبير مقابل الين الياباني خلال جلسة الأربعاء، ما يعكس التقلبات المستمرة في السوق. يمكن إرجاع الحافز لهذه الحركة إلى صدور أرقام مؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء، والتي جاءت أقل من التوقعات. دفع هذا التطور المتداولين إلى التكهن بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يفكر بإبطاء مسار سياسته النقدية الحالية. مع ذلك، جلب يوم الأربعاء تطوراً مفاجئاً، حيث تم الكشف عن أن أرقام مؤشر أسعار المنتجين (PPI) كانت أقوى مما كان متوقعاً في البداية.
وقد ترك هذا التحول المفاجئ للأحداث المستثمرين في حالة من عدم اليقين، ما دفعهم إلى التساؤل عما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي على وشك تغيير موقفه. وفي الوقت نفسه، يظل بنك اليابان ثابتاً في الحفاظ على موقف سياسته النقدية المتساهلة. وقد أثبت الدعم الحاسم عند المستوى 150 ين أهميته، ما يشير إلى وجود قوي للمشترين المتحمسين لاغتنام الفرص في السوق التي يُنظر إليها على أنها تقدم قيمة في هذه المرحلة. بالإضافة إلى ذلك، يقع المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً ما دون هذا المستوى مباشرةً، ما يوفر "قاع" دعم محتملة للسوق.
فوق المستوى الحالي مباشرة يوجد عتبة المستوى 152 ين، والتي كانت تمثل نقطة مقاومة هائلة في السابق. من المحتمل أن يؤدي الاختراق فوق هذا المستوى إلى تمهيد الطريق للارتفاع نحو المستوى 155 ين. وقد يؤدي هذا السيناريو إلى ارتفاع مستويات الأسعار على المدى الطويل، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى استمرار الفرق في معدلات الفائدة بين البنكين المركزيين، وهو الوضع الذي لا يظهر أي علامات على التراجع في المستقبل القريب. في الواقع، قد يكون هذا بداية لتآكل خطير في قيمة الين. إن بنك اليابان عالق بين المطرقة والسندان في هذه المرحلة.
نظراً لهذه الظروف، من المعقول أن نتوقع أن يؤدي كل تراجع في السوق إلى جذب المشترين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من جاذبية "الدولار الأمريكي الرخيص". وأنا شخصياً أبقي على موقف "الشراء فقط" في هذه السوق، ويرجع ذلك في الأساس إلى اضطرار بنك اليابان إلى الإبقاء على معدلات الفائدة منخفضة بسبب أعباء الديون الضخمة التي تواجهها اليابان. بناءً على هذه العوامل، تظل توقعاتي تصاعدية، وأعتبر التراجع الأخير بمثابة فرصة شراء أخرى في سوق قدمت مثل هذه التوقعات بشكل متكرر على مدار الأشهر القليلة الماضية. لا أتوقع أن يتغير هذا الوضع قريباً، وربما يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن نرى هذا السوق ينطلق نحو المستوى 155، وربما أعلى من ذلك.
