بدأ الدولار الأسترالي رحلة حذرة بداية تداولات الخميس، حيث يتأرجح على حافة المتوسط المتحرك لـ200 يوم. وزاد من تعقيد هذه الحركة المحفوفة بالمخاطر عطلة عيد الشكر التي يحتفل بها في الولايات المتحدة، ما أدى إلى ندرة النشاط التداولي. يشير الصراع من أجل الارتفاع إلى ما بعد مستوى هذا المتوسط المتحرك الحرج إلى استعداد السوق للتحرر من حدود نطاق التماسك الحالي، والذي يتقلب بين المستويين 0.65 و0.66.
وبينما نتطلع إلى يوم الجمعة، فمن الحكمة توقع المزيد من نفس الحركة. عادة ما تشهد فترة ما بعد عيد الشكر غيابًا ملحوظًا للمتداولين الأمريكيين، ما يؤدي إلى ندرة واضحة في سيولة السوق. وهذا يترك الدولار الأسترالي عالقًا في شبكة من التردد، ويبدو أنه يحاول تصحيح الارتفاعات الكبيرة التي شهدها خلال الأسبوعين الماضيين. أدى تركيز السوق الثابت على احتمال قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بإيقاف سياسته النقدية مؤقتًا إلى محاولة تسعير إمكانية تخفيض معدلات الفائدة في العام المقبل قبل الأوان. ويظل من غير المؤكد ما إذا كان هذا السيناريو سوف يتكشف أم لا، ولكن بلا شك أن الوضع المالي مليء بعدم اليقين.
من الضروري الأخذ بالاعتبار أن أداء الدولار الأسترالي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعديد من العوامل الخارجية. وفي مقدمة هذه العوامل النمو الاقتصادي العالمي وانحسار وتدفق الطلب على السلع الأساسية. بالإضافة إلى ذلك، تظل النظرة ثابتة على التطورات في الصين، والتي فشلت في الآونة الأخيرة بإلهام الميول التصاعدية. تؤثر هذه المعنويات السائدة على الدولار الأسترالي، ويلوح وجود المتوسط المتحرك لـ 200 يوم كحجر عثرة محتمل.
على المدى القريب، نتوقع أن يتذبذب الدولار الأسترالي ضمن حدود الدعم عند المستوى 0.65 المقاومة عند المستوى 0.66. سيؤدي الاختراق من هذا النطاق إلى تحركات أكثر جوهرية، ولكن يبدو حالياً أن السوق منشغل بمهمة العثور على اتجاهاته وسط تنافر عدم اليقين. ولا شك أن التأثير الدائم للرغبة بالمخاطرة سوف يؤثر بشكل محوري في تحديد مسار العملة، كما هو الحال غالباً في هذه الأوقات المضطربة.
في النهاية، يجد الدولار الأسترالي نفسه عند منعطف حرج، حيث يتصارع مع تحديات هائلة على جبهات متعددة. لا يزال الطريق أمامنا محاطًا بعدم اليقين، وعلينا كمتداولين التحلي بالصبر واليقظة، وأن نتحرك في الأوضاع المضطربة مع مراقبة الوضع المالي العالمي المتطور باستمرار.
