تراجع الجنيه البريطاني بشكل طفيف خلال جلسة الأربعاء، ما زاد من سلوك السوق المضطرب الذي نلاحظه بالفعل. وسط هذا التقلب، من المهم بالنسبة للمتداولين أن يراقبوا جيداً مسار الرغبة بالمخاطرة. وهذا أمر مهم بشكل خاص حيث يظهر الدولار الأمريكي درجة عالية من الحساسية للتغيرات في معنويات المخاطرة.
لكي نحصل على فهم شامل للسوق، علينا الأخذ بالاعتبار ليس فقط الرغبة بالمخاطرة، ولكن أيضاً الفرق في معدلات الفائدة بين العملات. في حين أن الولايات المتحدة لا تزال تشهد ارتفاع معدلات الفائدة، تجدر الإشارة إلى أن المملكة المتحدة تفتخر بمعدلات فائدة قوية نسبياً أيضاً. ومع ذلك، هناك قلق سائد في السوق بشأن التأثير المحتمل للاتحاد الأوروبي على المملكة المتحدة. ونظراً لحالة الركود الحالية للاتحاد الأوروبي، فإن المشاركين في السوق يراقبون أي تطورات قد تربط المملكة المتحدة بالتحديات الاقتصادية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.
في هذه البيئة، من المتوقع أن يظل السوق مضطربا للغاية. تشير المشاعر السائدة إلى ميل المتداولين إلى اغتنام الفرص المقدمة للحصول على "الدولار الأمريكي الرخيص". وبالتالي فإنني أميل إلى البيع عند العلامات الأولية للإرهاق والتشاؤم التي لوحظت على الرسوم البيانية قصيرة المدى. لقد كانت هذه الإستراتيجية هي النهج الذي أتبعه منذ بعض الوقت، وهي تتماشى مع الاتجاه التنازلي المستمر الذي سيطر على هذا الزوج.
إذا شهدنا انهياراً ما دون الحد السفلي للعلم التنازلي، فمن المحتمل جداً أن يتراجع السوق نحو المستوى 1.20 أو ربما أقل من ذلك. من ناحية أخرى، إذا حدث انعكاس، وشهدنا اختراقاً فوق الحد العلوي للشهاب الذي تشكل خلال جلسة الإثنين، فإن ذلك قد يشير إلى تطور تصاعدي استثنائي. مثل هذه الحركة قد تفتح الباب أمام الارتفاع نحو المستوى 1.25، أو ربما حتى المستوى 1.2750.
على الرغم من ظروف التداول الصاخبة المتوقعة في بيئة السوق هذه، فإن موقفي الحالي لا يزال تنازلياً على هذا الزوج، وليس لدي ميل فوري لتبني نظرة تصاعدية. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن ديناميكيات السوق يمكن أن تتغير، وبينما تسود المعنويات الحالية، فمن الصعب التفكير في سيناريو يتغير فيه كل هذا بسهولة. في النهاية، أوضح بنك الاحتياطي الفيدرالي أنه يتطلع إلى إبقاء معدلات الفائدة ثابتة في المستقبل المنظور، وسيستمر هذا بالحفاظ على جاذبية الدولار الأمريكي في ظل تباين معدلات الفائدة.
