حقق سوق خام WTI انتعاشاً طفيفاً بداية جلسة الأربعاء، حيث تفاعل مع المتوسط المتحرك لـ200 يوم - وهو مؤشر فني يحظى بتقدير كبير من قبل العديد من المتداولين. أثار هذا الاختبار والارتداد اللاحق لحظة محتملة حول بحث السوق عن منطقة تماسك مستقرة، على الرغم من أن المستقبل لا يزال غير مؤكد.
على الرغم من عدم اليقين هذا، فمن الواضح أن هناك العديد من العوامل المؤثرة والقادرة على الإبقاء على ارتفاع النفط الخام إلى حدٍ ما. ومع ذلك، هناك جانب سلبي يجب مراعاته. إذا تراجعات الأسعار إلى ما دون المستوى 80 دولار، فقد يجد خام WTI نفسه في مسار تنازلي، ومن المحتمل أن يبحث عن دعم بالقرب من المستوى 77.50 دولار.
من ناحية أخرى، فإن اختراق مستوى المقاومة عند المتوسط المتحرك لـ50 يوماً يمكن أن يمهد الطريق للارتفاع نحو المستوى 90 دولار المرغوب. وبغض النظر عن الاتجاه، من المتوقع أن تظل التقلبات موضوعاً ثابتاً، تغذيها الصراعات المستمرة في الشرق الأوسط وتأثير تخفيضات إنتاج أوبك الأخيرة. على الرغم من أن هذه التخفيضات قدمت بعض الدعم لأسعار النفط الخام، إلا أن السوق لا يزال تحت رحمة آخر الأخبار، ما يضيف طبقة من عدم القدرة على التنبؤ بالتحركات المستقبلية.
تعكس أسواق برنت هذا الشعور بالتقلب، بعد أن شهدت أيضاً ارتداداً عن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم، مدعوماً بالدعم عند المستوى 85 دولار، ما يمهد الطريق لتذبذب محتمل في الأسعار، مع كون الخطوة الهامة التالية في السوق موضوع نقاش بين المتداولين. قد يؤدي الاختراق للأعلى إلى وصول الأسعار إلى المتوسط المتحرك لـ50 يوماً، في حين أن الانهيار دون المستوى 84 دولار قد يؤدي إلى تراجع سريع نحو المستوى 82 دولار.
من الضروري أن ندرك أن خام برنت يتأثر بمجموعة مماثلة من العوامل مثل خام WTI، حيث يتشابك كلاهما مع القضايا العالمية التي تمتد إلى ما هو أبعد من قطاع النفط، ما يسلط الضوء على الطبيعة المعقدة لسوق النفط الحالي، وما يشير إلى أننا قد نلاحظ تشكيل نموذج القاع المزدوج المحتمل وسط بحر من الضجيج والمؤثرات الخارجية.
في النهاية، تقف أسواق خام WTI وبرنت على مفترق طرق، حيث تواجه توازناً دقيقاً بين المستويات الفنية والتوترات الجيوسياسية وقرارات الإنتاج. بينما يتنقل المتداولون عبر هذه البيئة المضطربة، ستكون اليقظة والعين الثاقبة على المشهد العالمي الأوسع أمراً أساسياً في فك رموز الخطوة الكبيرة التالية للسوق.
