حاول اليورو الارتفاع خلال جلسة التداول الأخيرة، لكنه خسر بعض المكاسب على الفور تقريباً. وتسلط حركة السعر هذه الضوء على الافتقار المستمر للزخم لصالح اليورو. المستوى الرئيسي قيد التدقيق هو المستوى 1.05، وهو عتبة نفسية مهمة تجذب انتباه مراقبي السوق بشكل طبيعي. ومع ذلك، يبدو الطريق أمامنا مضطرباً على أقل تقدير، ويعد إعلان الرواتب غير الزراعية المرتقب يوم الجمعة بإضافة المزيد من التقلبات إلى هذا المزيج.
في حين أن الآمال بحدوث انعكاس كبير ضعيفة إلى حدٍ ما، إلا أنه ليس من المستبعد تماماً أن يتحرك اليورو نحو المستوى 1.06. ومع ذلك، فحتى مثل هذا الارتفاع سيظل ضئيلاً نسبياً في الصورة الكبيرة للأمور.
وإذا تعثر اليورو وانخفض إلى ما دون انخفاضات هذا الأسبوع، فإن السوق مهيأ لمواصلة التراجع نحو المستوى 1.0250 - وهي منطقة مستهدفة لها أهمية تاريخية. بالإضافة إلى ذلك من المحتمل أن يتراجع اليورو إلى مستويات أبعد، وربما يصل إلى التكافؤ مع الدولار الأميركي، وهو السيناريو الذي سوف يجذب بلا أدنى شك الاهتمام العالمي ويتصدر العناوين الرئيسية.
تتأثر معنويات السوق الحالية بشدة بمخاوف التضخم واستراتيجيات البنوك المركزية. في الوقت الحاضر، يبدو أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ملتزم بالحفاظ على سياسة نقدية متشددة في المستقبل المنظور، في حين قد يحتاج البنك المركزي الأوروبي في النهاية إلى تبني نهج أكثر مرونة. ويستمر هذا التناقض الصارخ بالتأثير على توقعات اليورو.
علاوة على ذلك، فإن ظهور تقاطع الموت مؤخراً - وهو إشارة فنية تنازلية - قد أثار المخاوف بين المتداولين. ويميل الكثيرون الآن إلى اتباع هذا المؤشر لأنه يشير إلى توقعات تنازلية طويلة المدى لليورو.
ومن الناحية العملية، ينصح بالحذر في مناخ السوق هذا. في حين أن اليورو قد يواجه ضغوطاً تنازلية على المدى الطويل، فمن المتوقع أن تتميز الفترة التي تسبق تقرير الوظائف بتقلبات غير منتظمة، ما يجعل من الصعب على المتداولين إنشاء مراكز مستقرة.
في النهاية، يجد اليورو نفسه عند مفترق طرق، حيث يتصارع مع حالة عدم اليقين الاقتصادي والمسارات المتباينة التي تتخذها البنوك المركزية. ويظل المستقبل القريب محفوفاً بالتقلبات، ويبدو مصير اليورو غير مؤكد على الإطلاق. وبينما يتنقل المتداولون في هذه المياه المضطربة، عليهم البقاء يقظين وقادرين على التكيف مع الموقف المتغير باستمرار للأسواق في الوقت الحالي. من الواضح أن زوج اليورو/الدولار الأمريكي هو الزوج الأكبر في الأسواق، لذلك يمكن أن يعطيك "توجيه" بشأن الاتجاه الذي يسلكه الدولار الأمريكي.
