تعثر الدولار الأمريكي بداية جلسة الإثنين، ولكنه عكس مساره بسرعة، مظهراً قوة متجددة. يشير هذا الارتفاع إلى استمرار التركيز على المستوى 150 ين، وهو المستوى الذي سيجذب بلا شك اهتماماً كبيراً إذا تم اختراقه. ومع ذلك، يلوح في الأفق قرار بنك اليابان القادم بشأن معدلات الفائدة، وهو حدث محوري من له تأثير كبير على مسار العملة. من الجدير بالذكر أنه خلال الساعات الأولى من التداول في نيويورك، ذكرت صحيفة نيكي أن بنك اليابان سيتداول بشأن إعادة تعديل التحكم في منحنى العوائد يوم الثلاثاء.
تجد السلطات اليابانية نفسها أمام عملية توازن دقيقة. فمن ناحية، يشعرون بالاستياء إزاء انخفاض قيمة الين، ولكن من ناحية أخرى، يقاومون بتثبيت معدلات الفائدة الأعلى من خلال تبني تدابير التيسير الكمي. ويتناقض هذا الموقف مع البنوك المركزية الكبرى الأخرى، ما يجعل الين الياباني عرضة للخطر في الصورة الأكبر. في تناقض صارخ، يستمد الدولار الأمريكي قوته من معدلات الفائدة القوية، ما يجعل الارتفاع المستمر مقابل الين الياباني نتيجة منطقية. وبافتراض أن التوازن قائم، فإن الاختراق يبدو وشيكاً. ومع ذلك، إذا استمر سوق السندات الأمريكية بإظهار قوة ملحوظة في معدلات الفائدة، فقد يطغى ذلك في النهاية على العملة اليابانية.
في الأسفل، يعمل المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً كدعم أساسي عند المستوى 147.80 ين تقريباً، ما يوفر الاستقرار للسوق. وفي حالة اختراق هذا المستوى، فقد يشهد السوق تراجعاً كبيراً. بالمقابل، إذا ظهرت علامات القوة المتجددة، فإن الاختراق فوق المستوى الهائل 152 ين سيكون أمراً صعباً. ومع ذلك، فإن تجاوز هذا الحد قد يمهد الطريق للارتفاع نحو المستوى 155 ين.
هناك توقعات بشأن جهود بنك اليابان للتأثير على هذا الزوج. ويظل العامل الحاسم هو ما إذا كان السوق سوف يستجيب لكلمات البنك وما إذا كانت السلطات اليابانية مستعدة حقاً للسماح لمعدلات الفائدة بالارتفاع داخل البلاد. ومع تطور المشهد، سيراقب المشاركون في السوق هذه التطورات بيقظة، مع مراعاة التأثير المحتمل على سعر الصرف الديناميكي هذا.
في النهاية، فإن مرونة الدولار الأمريكي خلال جلسة الإثنين قد استهدفت المستوى 150 ين. يلوح القرار المرتقب لمعدلات الفائدة من بنك اليابان في الأفق، ويعد برسم المسار لهذا الزوج. وبينما يتصارع الين الياباني مع المصالح المتنافسة، يبدو أن قوة معدلات الفائدة الهائلة للدولار الأمريكي مهيأة لدعم ارتفاعه. وبينما يتنقل السوق بين هذه العوامل، سيكون المتداولون في حالة تأهب قصوى لأي علامات اختراق أو انعكاس في الأيام المقبلة.