تراجع الدولار الأمريكي بشكل قصير خلال جلسة الأربعاء، قبل أن يحقق انتعاشاً قوياً، ما يشير إلى عودة الزخم. يبدو أن بيئة السوق الحالية في مرحلة التماسك، وقد تضع الأساس للحركة المهمة التالية. إذا استمر هذا النمط، فهناك فرصة معقولة لاستمرار الاتجاه التصاعدي المستمر، ومن المحتمل أن يتجاوز المستوى المهم عند 150 ين.
إن المستوى 150 ين ليس مجرد معلم رقمي، فهو يحمل أهمية نفسية وسوقية كبيرة. وقد شهد هذا المستوى مؤخراً نشاط بيع كبير، ما أثار تكهنات حول مشاركة بنك اليابان في هذا المنعطف الحرج. ومع ذلك، فإن الأدلة الملموسة لإثبات هذه الادعاءات لا تزال بعيدة المنال، ما يجعل الوضع محاطاً بعدم اليقين.
مع ذلك، يبدو أن الدولار الأمريكي مهيأ لتحقيق زخم تصاعدي على المدى الطويل، مدفوعاً في المقام الأول بفارق معدلات الفائدة. وبالتالي، سيكون من الحكمة التفكير بشراء الدولار الأمريكي عند أي تراجعات محتملة. لا يزال توقيت الاختراق المحتمل غير مؤكد، حيث يعمل المستوى 147.80 ين كمستوى دعم موثوق في الأسفل، ويلوح المستوى 150 ين المهم في الأعلى.
تعد مراقبة أسواق السندات بشكل جيد أمراً بالغ الأهمية في هذا السيناريو، حيث يعمل ارتفاع معدلات الفائدة ضد الين الياباني. إن جهود بنك اليابان للحفاظ على معدلات الفائدة منخفضة في بيئة ذات معدلات فائدة مرتفعة تؤدي إلى ضغط تنازلي على العملة. ونظراً لهذه الديناميكية، فمن المرجح أن تستمر ظروف السوق الماثلة. والجدير بالذكر أن المتوسط المتحرك لـ 50 يوماً يقترب بسرعة من المستوى 147.80 ين، ما يوفر للمتداولين نقطة تقارب مناسبة.
من المهم التأكيد على أن المعنويات السائدة تميل نحو التوقعات التصاعدية لهذا الزوج من العملات. لا يبدو أن البيع في هذا الزوج يمثل استراتيجية حكيمة، على الأقل حتى تحدث تحولات كبيرة في المواقف السياسية من بنك اليابان أو بنك الاحتياطي الفيدرالي. وفي ظل الظروف الراهنة، تبدو مثل هذه التغييرات في السياسة غير محتملة، الأمر الذي يعزز التحيز التصاعدي بشكل عام. ومع ذلك، من المهم أن ندرك أن وتيرة الزخم قد أصبحت معتدلة، ما يؤكد الحاجة إلى تقييم حذر وقرارات تداولية استراتيجية.
في النهاية، يعكس أداء الدولار الأمريكي الأخير مقابل الين الياباني أن السوق في مرحلة تماسك. وبينما تستمر المستويات الرئيسية بلعب دور حاسم، فإن المعنويات العامة تفضل التوقعات التصاعدية. ستكون مراقبة ديناميكيات سوق السندات وإجراءات البنوك المركزية أمراً محورياً في قياس المسار المستقبلي لهذا الزوج.
