تراجعت أسواق النفط الخام بشكل ملحوظ خلال بداية تداولات الخميس، حيث تستمر موجة الاضطرابات الجيوسياسية بالتأثير بشكل كبير على أسعار النفط. ويشهد المستثمرون ومراقبو السوق تداولات صاخبة في الآونة الأخيرة، محاولين فهم التأثيرات المحتملة على العرض والطلب العالمي على النفط أيضاً. في هذه المرحلة، يتداول السوق مثل العملة البديلة في بعض الأحيان.
تراجع سوق خام WTI بشكل كبير بداية جلسة الخميس. الوضع الحالي للسوق مضطرب إلى حدٍ ما، حيث يتفاعل بسرعة مع كل جزء من الأخبار الصادرة، خاصة فيما يتعلق بالوضع في غزة. ويبدو أن سعر النفط يرتبط ارتباطاً مباشراً تقريباً بالتطورات في تلك المنطقة. وبينما يبدو أن القوات الإسرائيلية تتخذ نهجا أكثر اعتدالا في غزوها البري، فإن أسعار النفط تستجيب بالتراجع. بالمقابل، فإن أي تصعيد في التوترات ينعكس على الفور في ارتفاع أسعار النفط.
يتطلب التداول في مثل هذه البيئة المتقلبة درجة عالية من الحذر. في الحقيقة، عندما يكون السوق متفاعلاً مع الأخبار في الوقت الفعلي، خاصة في وضع بهذه السيولة، فقد يكون من الحكمة الابتعاد عن التداول حتى تستقر الأمور. ومع ذلك، فمن الجدير بالذكر أنه يبدو أن هناك دعماً مستقراً عند المتوسط المتحرك لـ 200 يوم بالنسبة لمن يراقب الوضع عن كثب.
كذلك الأمر، يُظهر سوق خام برنت علامات التوتر، حيث يختبر الانخفاضات التي وصلها خلال جلسة التداول السابقة. يظهر المستوى 85 دولار كمنطقة دعم مهمة، بالتزامن مع المتوسط المتحرك لـ 200 يوم في سوق العقود الآجلة. كما هو الحال مع خام WTI، ترتبط أسعار خام برنت بشكل معقد بالمشهد الجيوسياسي، ما يزيد من تعقيد التداول. إن عدم القدرة على التنبؤ يجعل تداول النفط أمراً صعباً في الوقت الحالي.
من خلال النظر إلى المستقبل، قد تؤدي عملية برية إسرائيلية محتملة في غزة إلى ارتفاع أسعار النفط الخام. وعلى الجانب العلوي، يتطلع المتداولون إلى المستوى 90 دولار باعتباره مستوى هام نفسياً، مع إمكانية تمديد المكاسب نحو المستوى 95 دولار إذا تم اختراقه. في هذه الأوقات غير المؤكدة، يبدو أن البقاء خارج السوق أو الحفاظ على مركز تداول صغير بما يكفي للتخفيف من الخسائر المحتملة هو الإستراتيجية الحكيمة. من المرجح أن تستمر التقلبات مع بقاء الوضع الجيوسياسي في حالة تغير مستمر، ما يتطلب من المتداولين والمستثمرين البقاء يقظين وحذرين.
