حاول اليورو الارتفاع بداية جلسة الثلاثاء، ولكن هذا الأمر سرعان ما أعطى المجال للخسائر، ما يعكس الاتجاه الشامل لقوة الدولار الأمريكي. وتشير المعنويات السائدة إلى أن اليورو قد يواصل التراجع، وقد يصل إلى المستوى الحرج عند 1.06، وهي المنطقة التي من شأنها أن تسبب الكثير من الاهتمام في هذا الزوج.
يستمر السوق بالتركيز على شبح التضخم، مع وجود أحداث رئيسية في الأفق. سوف يتم الإعلان عن أرقام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) المنتظر بفارغ الصبر خلال يوم الأربعاء، يليه إعلان البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس. ومن المتوقع أن تسبب هذه الإعلانات الوشيكة بعاصفة من التقلبات، ما يخلق بيئة من عدم اليقين. وبالتالي، يجب الاستعداد لحركات الأسعار المتقلبة في الفترة التي تسبق هذه الأحداث المحورية. يظل العديد من المتداولين حذرين بشأن القيام باستثمارات كبيرة في ظل مناخ السوق الحالي.
في حالة حدوث انعكاس وارتفاع محتمل في اليورو، تجدر الإشارة إلى أن المتوسط المتحرك لـ 200 يوم يقع عند قاع قناة ملحوظة. لهذا المتوسط المتحرك أهمية بسبب تأثير "ذاكرة السوق" ومن المتوقع أن يقدم المقاومة. ولذلك، فإن الإستراتيجية الحكيمة هي التفكير بالبيع عند الارتفاعات. ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن من غير المتوقع حدوث انهيار كبير في السوق ما لم تؤدي صدمة غير متوقعة إلى تعطيل النظام. في الوقت الحالي، يبدو أن السوق في طور تأكيد الاتجاه التنازلي، ما يشير إلى أن النهج المفضل هو بناء المراكز تدريجياً بدلاً من الاندفاع في تحديد حجم كبير للصفقات.
يتطلب الحصول على تغيير ملموس في ديناميكيات السوق اختراقاً فوق المتوسط المتحرك لـ 200 يوم. ومع ذلك، فإن التحول الكبير قد يتحقق فقط عندما يتم اختراق المتوسط المتحرك لـ50 يوماً، ما قد يشير إلى محاولة التعافي من أجل تحرك أكثر جوهرية.
في النهاية، يتصارع اليورو مع الرياح المعاكسة المتمثلة في ارتفاع الدولار الأمريكي وشبح الإعلانات الحاسمة الذي يلوح في الأفق. بينما يتحرك المتداولون في الاضطرابات التي سبقت هذه الأحداث، فإن استراتيجية بيع الارتفاعات تعد مقبولة. ومع ذلك، فإن الحذر والإدارة الحكيمة للمخاطر أمران ضروريان في المناخ الحالي. ورغم أن معدلات الفائدة تظل نقطة محورية، فإن ارتفاع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة يشير إلى أن الدولار الأميركي سوف يستمر في ممارسة جاذبيته في المستقبل المنظور، ما يعزز مكانته باعتباره العملة المفضلة.
