تراجع الدولار الأمريكي بشكل حاد بداية جلسة الجمعة، وهبط إلى المستوى 145 ين، قبل أن يعود بشكل مثير للإعجاب. يشير تشكيل الشمعة إلى استمرار المسار التصاعدي. إذا تم اختراق المستوى 148 ين، فقد يمهد ذلك الطريق للارتفاع نحو المستوى الهام نفسياً عند 150 ين. وفي ظل الديناميكيات السائدة، يظل السوق ملائماً لاستراتيجية "الشراء عند الانخفاض"، على الرغم من توقع حدوث تقلبات. إن الفرق في معدلات الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان، والذي يشبه الهوة، يفضل بقوة تحقيق المزيد من المكاسب في هذا الزوج. في النهاية، تحصل على أموال مقابل الاحتفاظ بها، وهو الأمر الذي تستمر الكثير من الصناديق الكبيرة في القيام به.
في حالة التراجع، فإن المتوسط المتحرك لـ50 يوماً يستقر حول المستوى 144 ين، ويقترب من المستوى 145 ين. يمثل المستوى 145 ين قاع نطاق التماسك السابق. مع أخذ كل العوامل بالاعتبار، يبدو أن السوق يتجه نحو المستوى 150 ين، والذي يتميز ليس فقط بأهميته النفسية، ولكن كذلك بوجود حواجز الخيارات المحتملة، ما يضيف المزيد من المصداقية لهذا الهدف.
ومن الجدير بالذكر أن التغيير في موقف بنك اليابان المركزي يعد أمراً محورياً لتغيير مسار الزوج. وفي حين أعربت تعليقات بنك اليابان الأخيرة عن عدم الرضا عن تحركات سوق العملات غير المرغوب فيها، فمن الأهمية أن ندرك أن التحول في السياسة النقدية هو الحافز اللازم لدفع التحول في معنويات السوق. ويواجه بنك اليابان معضلة، حيث عليه الاختيار بين الحفاظ على معدلات الفائدة المنخفضة والين الضعيف أو تبني معدلات الفائدة المتبادلة بحرية والين القوي. مع أخذ كل العوامل بالاعتبار، يبدو أن هذا السوق مهيأ للمزيد من احتمالات الارتفاع، وإن كان ذلك دون توقع ارتفاع عمودي فوري.
في النهاية، يُظهر الدولار الأمريكي مرونة في مواجهة اضطرابات السوق، ما يجسد قدرته على التعافي من الانخفاضات الأولية. ويميل المستثمرون إلى تبني نهج "الشراء عند الانخفاض"، مدفوعين بالفارق الكبير في معدلات الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان. إن الطريق إلى المستوى 150 ين، على الرغم من أنه ليس مضموناً أن يخلو من التقلبات والمنعطفات، إلا أنه يحمل وعداً كبيراً. إن تحقيق التغيير النهائي يقع على عاتق بنك اليابان، الذي يحمل المفتاح إلى إعادة تشكيل ديناميكيات السوق من خلال التحولات في السياسة النقدية. وإلى أن تتحقق هذه التغييرات، يظل المسار مهيأ للمزيد من النمو، ما يوفر مجالاً واسعاً للتقدم.
