ارتفعت أسواق النفط بداية جلسة الخميس، لكنها تخلت لاحقاً عن جزء كبير من المكاسب، ما يشير إلى تراجع وشيك محتمل.
أظهر سوق خام WTI محاولات للارتفاع خلال جلسة الخميس، ولكنه شهد تراجعاً بعد أن سعى للارتفاع في البداية. يعمل المستوى 95 دولار كرقم مهم نفسياً، ويحظى باهتمام كبير. يبدو أن النفط الخام قد تقدم بشكل مفرط، ما يجعل تراجع السوق حدثاً منطقياً، حيث قد يسعى المتداولين إلى تعزيز مكاسبهم. من المتوقع أن يقدم المستوى 90 دولار بعض الدعم، كونه رقماً كبيراً وكاملاً وذو أهمية نفسية، ومن المرجح أن يلفت النشاط السابق عند هذا المستوى الانتباه.
نظراً للمخاوف المستمرة بشأن العرض، يبدو أن ارتفاع قيمة النفط الخام أمر لا مفر منه مع الوقت، ما يعني ضمناً وجود تحيز تصاعدي متأصل في هذا السوق. تعتبر الإستراتيجية التي تركز على الشراء أثناء الانخفاضات، خاصة إذا تراجع خام WTI إلى المستوى 90 دولار، مناسبة.
كذلك الحال، تخلت أسواق برنت أيضاً عن مكاسبها المبكرة خلال الجلسة، ووجدت أن المستوى 95 دولار مرتفعاً حالياً. ومع ذلك، فإن النقص السائد في العرض يتطلب مراقبة وثيقة، ما يشير إلى اختراق محتمل نحو المستوى 100 دولار في الوقت المناسب. في هذه الأثناء، يُنظر إلى المستوى 92.50 دولار على أنه مستوى الدعم الرئيسي، مع اعتبار الانخفاضات الحالية بمثابة عروض قيمة محتملة بسبب استمرار نقص العرض من قبل كلٍ من روسيا والمملكة العربية السعودية كمؤثر مهم. وتعزز البيئة التضخمية، التي عادة ما تدفع أسعار النفط، وجود المشترين في السوق. ومع ذلك، فإن التوسع المفرط في السوق يعني أن التراجع من المرجح أن يجذب المزيد من المشترين مع الوقت.
في النهاية، تتحرك أسواق النفط الخام في وضع يتسم بالمكاسب الأولية والتراجعات المحتملة والمستويات النفسية الكبيرة. إن التفاعل بين قيود العرض وسيكولوجية السوق ومستويات الأسعار يشكل ديناميكيات السوق. إن اتباع نهج دقيق، مع التركيز على البحث عن القيمة أثناء الانخفاضات وفهم التحيز التصاعدي المتأصل في السوق، أمر بالغ الأهمية للتحرك في أسواق النفط الخام بشكل فعال. تذكر أن مليون برميل من النفط يومياً يتم اخراجها من الأسواق، وهذا يعني أن وضع العرض/الطلب غير متوازن تماماً في الوقت الحالي. سيكون هذا أحد أكبر الأمور التي يجب الانتباه إليها في هذا السوق. علاوة على ذلك، ستستمر الضغوط التضخمية برفع أسعار النفط على المدى الطويل أيضاً.
