أظهرت جلسة الأربعاء شعوراً بالاستقرار في سوق خام WTI، حيث عمل المستوى 80 دولار في الأسفل بمثابة حصن نفسي. من الجدير بالذكر أن التقاطع الوشيك للمتوسط المتحرك لـ50 يوماً فوق المتوسط المتحرك لـ200 يوم يهيئ المسرح لإشارة "التقاطع الذهبي" - وهو حدث يهتم به المتداولون الفنيون بشدة.
يبدو الارتداد الأخير من المستوى 85 دولار منطقياً، مع الأخذ بالاعتبار الأهمية التاريخية المرتبطة به والتأثير النفسي لهذه الأرقام الكاملة. يمكن أن يؤدي الاختراق الناجح فوق هذا المستوى إلى تمهيد الطريق للتحرك نحو المستوى 90 دولار. على نطاق واسع، يلعب المتوسط المتحرك لـ 200 يوم دوراً في السوق كمستوى دعم.
شهد سوق برنت أيضاً تراجعاً بداية الجلسة، ولكن ظهرت بوادر انتعاش. يشير هذا إلى أن السوق مهيأ للحفاظ على سلوكه المتقلب المميز أثناء التحرك في مسار تصاعدي عام. مع الوقت، يبدو أن من المحتمل أن يحاول السوق تجاوز المستوى 87.50 دولار، ما يفتح الطريق للمزيد من التقدم نحو المستوى 90 دولار. في الأسفل، يشكل المتوسط المتحرك لـ 200 يوم بالقرب من المستوى 82.60 دولار عتبة دعم قوية، ما يوفر قاعدة أساسية. مع هذا، سأراقب الوضع عن كثب لمعرفة ما إذا كنا سنصل إلى هذا المستوى. أي تحرك دون ذلك المستوى، يمكن أن يؤدي إلى انهيار السوق بسرعة كبيرة.
من الجدير بالذكر أن سوق برنت، مثل نظيره في خام WTI، يقترب شيئاً فشيئاً من تشكيل "تقاطع ذهبي". هذا التقارب معقول بالنظر إلى توقع ثبات الأسعار، ويعزى ذلك في المقام الأول إلى تخفيضات إنتاج أوبك وجهود المملكة العربية السعودية المتفانية للحفاظ على ارتفاع الأسعار. ويؤكد خفض السعودية الطوعي لمليون برميل يوميا التزامها. وسط هذا المشهد، تستعد ديناميكيات العرض، بدلاً من الطلب، للعب دور محوري في التأثير على سوق النفط الخام. مع أخذ جميع هذه العوامل بالاعتبار، يستعد السوق لبيئة تتميز بالتقلبات الكبيرة.
بشكل أساسي، تظل النظرة المستقبلية للنفط الخام عبارة عن تفاعل دقيق للإشارات الفنية ومستويات الأسعار النفسية والتوازن المعقد بين العرض والطلب. يؤكد الاستقرار الذي شهدناه حول نقاط الأسعار الرئيسية وتوقع "التقاطعات الذهبية" على الديناميكيات المعقدة السائدة. في خضم استراتيجيات خفض إنتاج أوبك والسياق الاقتصادي العالمي الأوسع، على المتداولين توقع بيئة سوق تتميز بالكثير من الضجيج. نظراً لأن الإشارات الفنية تتماشى مع أساسيات السوق، على المتداولين المتمرسين ممارسة نهج حذر، واستخدام إدارة مخاطر دقيقة للتحرك في هذا المشهد المعقد.
