من المرجح جداً أن يعتمد الفرق بين النجاح والفشل في تداول الفوركس/العقود مقابل الفروقات في الغالب على الأصول التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على الطرق الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
لذلك عند بدء الأسبوع، من الجيد النظر إلى الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل، وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية، والعوامل الفنية، ومعنويات السوق. تابع القراءة للحصول على تحليلي الأسبوعي أدناه.
هناك بعض الاتجاهات القوية في الأسواق، وقد يساعد اتباعها بجعل الاحتمالات في صالحك، لذا فهو وقت ممتع للتداول.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات والذرة. كان هذا خياراً مربحاً بشكل عام، حيث ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة 1.69٪، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات بنسبة 1.50٪، بينما أغلقت الذرة منخفضة بنسبة 2.16٪، مما منح متوسط ربح 0.34٪.
لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا يهيمن على الأخبار، والذي دخل الآن شهره الثاني. انسحبت القوات الروسية من الجزء الشمالي من البلاد، وحولت التركيز إلى هجوم يهدف إلى الاستيلاء الكامل على المناطق الساحلية الشرقية والجنوبية لأوكرانيا. تسببت الحرب في البداية بتحركات قوية للغاية في بعض الأسواق، لا سيما في بعض السلع الزراعية مثل القمح والذرة، ولكن يبدو الآن أن لها تأثيراً ضئيلاً باستثناء التأثير السلبي العام على نمو منطقة اليورو. هذه ليست أخباراً جديدة، لكن المحللين بدأوا بالحكم على التأثير الكامل بشكل أكثر قسوة، حيث تحدث رئيس البنك المركزي الأوروبي خلال الأيام الأخيرة عن "ضربة ثلاثية" لاقتصاد منطقة اليورو. كان اليورو ضعيفاً بالتأكيد مؤخراً، ولكنه كان متردداً في الانخفاض إلى انخفاض جديد طويل الأجل مقابل الدولار الأمريكي. لا يزال من المحتمل جداً أن تستمر الحرب بإلقاء ثقلها على أسواق الأسهم والمخاوف التضخمية بشكل عام.
تراجعت أسواق الأسهم في كل مكان تقريباً على مدار الأسبوع، وكان مؤشر S&P500 الأكبر في السوق يبدو تنازلياً بشكل خاص، حيث أنهى الأسبوع مع زخم تنازلي متسارع مع كون أدنى مستوى خلال عام واحد في الأفق. وقد تعززت الميول التنازلية في الولايات المتحدة بسبب التعليقات العامة من العديد من أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والتي تبنت آراء أكثر تشدداً بشأن رفع أسعار الفائدة، على الرغم من أن ارتفاع "الصدمة والرعب" بنسبة 0.75٪ يبدو أنه لم يعد مطروحاً على الطاولة. وقد أبقى هذا على عوائد سندات الخزانة الأمريكية مرتفعة نسبياً، حيث أنهت عوائد السندات لأجل سنتين و 10 سنوات الأسبوع أعلى عند ارتفاعات جديدة هي الأعلى خلال 3 سنوات.
شهد الأسبوع الماضي حركات قوية في الجنيه البريطاني والين الياباني، مع انخفاض قيمة هذا الأخير منذ عدة أسابيع. أصر محافظ بنك اليابان المركزي على أن البنك يجب أن يحافظ على سياسته الخاصة بالتيسير النقدي القوي حتى مع استمرار انخفاض الين.
كان الجنيه البريطاني يبدو ثقيلاً في معظم الرسوم البيانية الفنية مؤخراً، حيث وجد زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي دعماً ضعيفاً مراراً وتكراراً عند الرقم الكامل الكبير والمهم نفسياً 1.3000 دولار، ولكن هذا المستوى انهار أخيراً مع نهاية الأسبوع الماضي، مما نتج عنه انخفاض قوي وعالي التقلب وصل إلى المستوى 1.2832 دولار. كان هذا الانهيار وشيكاً، ولكن من المحتمل أن يؤدي إلى تدهور المعنويات بسبب التضخم في بنك إنجلترا وبيانات مبيعات التجزئة السيئة في المملكة المتحدة، بدلاً من قوة الدولار. أنهى الدولار الأسبوع مرتفعاً في كل مكان تقريباً، وأغلق مؤشر الدولار الأمريكي عند أعلى سعر طويل المدى.
تستمر الأسواق بالتركيز على بيانات التضخم والوتيرة التي تقوم بها البنوك المركزية بتشديد السياسة النقدية لمحاربة التضخم المتزايد. شهد الأسبوع الماضي أن بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الكندي (التضخم) جاءت أعلى بكثير مما كان متوقعاً، بمعدل سنوي هو الأعلى خلال 31 عاماً عند 6.7٪، مقارنة بـالتوقعات التي كانت عند 6.1٪. مع ذلك، تمت موازنة ذلك من خلال بيانات مؤشر أسعار المستهلكين النيوزيلندي (التضخم) التي جاءت أقل من المتوقع، بمعدل سنوي قدره 6.9٪، والذي كان لا يزال أعلى مستوى له منذ 31 عاماً. هناك بعض الدلائل على أن وتيرة الزيادة التضخمية بدأت بالتباطؤ في بعض البلدان، مما يعطي بعض الأمل في أن المعدلات الرئيسية ستبدأ بالانخفاض قريباً. يتوقع بعض المحللين أن من المهم بشكل خاص أن يظل التضخم في الولايات المتحدة أقل من 10٪ لتجنب إثارة دوامة تضخمية مدمرة، مع احتمال أن يعمل 10٪ كمستوى نفسي رئيسي في هذا الحساب.
كانت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الصيني التي صدرت في بداية الأسبوع الماضي أعلى مما كان متوقعاً، حيث أظهرت مكاسب سنوية بنسبة 4.8٪، مقارنة بـ 4.2٪ التي كانت متوقعة. أعطى هذا دفعة صغيرة لأسواق الأسهم في بداية الأسبوع مباشرة، لكن هذا التأثير سرعان ما تلاشى.
هناك أمل متزايد في أنه مع انخفاض معدلات الإصابة بفيروس كورونا على مستوى العالم لأسبوع آخر متتالي، فقد يكون الوباء قد انتهى فعلياً. أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس بشكل عام تحدث الآن في فنلندا وساموا وتايوان.
الأسبوع المقبل: 25 - 29 أبريل 2022
من المحتمل أن يكون أسبوع القادم في الأسواق أقل تقلباً نظراً لوجود عدد قليل من إصدارات البيانات ذات الأهمية العالية المجدولة. هم، بالترتيب من حيث الأهمية المحتملة:
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية - تُظهر استطلاعات الرأي النهائية أن لوبان تتقدم بنسبة 10٪ تقريباً عن ماكرون، لذلك إذا نجحت لوبان بحداث صدمة، فتوقع تقلبات قوية في اليورو وفي أسواق الأسهم في منطقة اليورو، وخاصة السوق الفرنسية. تجدر الإشارة إلى أن لوبان لم تعد تؤيد الانسحاب الفرنسي من الاتحاد الأوروبي، لكن تولي حزب يميني متطرف السلطة في قلب الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة صدمة سياسية كبيرة.
- بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية المتقدمة - هذا هو أول تلميح لكيفية أداء النمو الاقتصادي الأمريكي وستتم مراقبته عن كثب.
- تقرير توقعات بنك اليابان المركزي- سيشمل التقرير بالتأكيد أفكاراً حول ضعف الين ويمكن أن يؤدي إلى زخم تصاعدي متجدد أو انتعاش.
- مؤشر أسعار المستهلكين في أستراليا (التضخم)
- محافظ بنك كندا يدلي بشهادته أمام البرلمان
- مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع بقوة الأسبوع الماضي، تماشياً مع الاتجاه التصاعدي طويل الأجل، مما أدى إلى ظهور شمعة تصاعدية أغلقت ضمن الربع العلوي من نطاقها بشكل جيد. كان هذا أعلى إغلاق أسبوعي شوهد منذ أبريل 2020. اخترق السعر بقوة فوق مستوى المقاومة الرئيسي السابق عند 12470، والذي من المحتمل أن يصبح الآن مستوى دعم جديد. سوف تحصل الحركة التصاعدية على الدولار على التشجيع من استمرار الزخم التصاعدي واستمرار السعر بالتقدم إلى قمم جديدة. ومع ذلك، فقد تم تحقيق الكثير من مكاسب للدولار خلال الأسبوع على حساب العملات الضعيفة مثل الجنيه البريطاني والين الياباني والفرنك السويسري.
من المحتمل أن يكون من الحكمة الدخول في صفقات لصالح الدولار الأمريكي في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
انخفض مؤشر سوق الأسهم الأكثر أهمية في العالم، S&P500، مرة أخرى الأسبوع الماضي، ليغلق في منطقة التصحيح بشكل جيد، بعد رفض مستوى المقاومة عند 4596 الذي أشرت إليه خلال الأسابيع الأخيرة. على الرسم البياني اليومي، يتداول السعر مرة أخرى دون المتوسطين المتحركين البسيطين لـ 200 يوم و 50 يوماً. هذه إشارات تنازلية. ومع ذلك، فإن الزخم التنازلي ليس قوياً بما يكفي لجعل أي صفقة بيع هنا احتمالاً مثيراً للاهتمام، على الرغم من أن السعر ليس بعيداً عن أدنى مستوياته خلال عام واحد والذي يمكن أن يؤدي إلى الكثير من البيع إذا تم اختراقه.
أرى أن سوق الأسهم الأمريكية تداول غير مؤكد في الوقت الحالي بسبب علامات تدهور الطلب الاستهلاكي وتشديد السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهي بالتأكيد خطيرة على الجانب الطويل.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بشكل جنوني خلال الأسابيع السبعة الماضية، حيث ارتفع كل أسبوع. شهد الأسبوع الماضي ارتفاع الأسعار بقوة مرة أخرى، وبلغ ذروته عند المستوى 129.41 ين، وهو أعلى سعر شوهد منذ ما يقرب من 20 عاماً.
على الرغم من تلك الصورة الأسبوعية، شهدت نهاية الأسبوع تلاشي الزخم التصاعدي في مرحلة التدعيم. يواصل بنك اليابان الحديث عن سياسته النقدية التوسعية على الرغم من الانخفاض الحاد الأخير في القيمة النسبية للين. على الرغم من أن هذا يشير منطقياً إلى المزيد من الاتجاه التصاعدي على المدى القريب، إلا أن بنك اليابان قد أعرب أيضاً عن وجهة نظره مؤخراً بأن المستوى 130.00 هو أعلى مستوى يمكن أن يصله هذا الزوج.
نظراً لانخفاض الزخم بقوة، وبما أن السعر قد اقترب بالفعل من 130.00 ين، لا أريد أن أشارك في هذا الزوج لأول مرة منذ عدة أسابيع.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية لـعشر سنوات
كان هناك تركيز كبير على عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً، بعد انعكاس منحنى العائد لفترة وجيزة قبل بضعة أسابيع، ومع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الرئيسية في اتخاذ خطوات مهمة لتشديد السياسة النقدية.
الدولار الأمريكي هو أقوى عملة رئيسية في الوقت الحالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العائدات على أذون الخزانة تستمر بالوصول إلى مستويات عالية جديدة طويلة الأجل لم تشهدها منذ 3 سنوات.
على الرغم من زيادة عوائد سندات الـ10 سنوات مرة أخرى الأسبوع الماضي، إلا أن الشمعة الأسبوعية هي عبارة عن شمعة دوجي تقريباً، مما يشير إلى أن من غير المرجح أن يرتفع السعر بقوة على المدى القريب. كان أداء عوائد السنتين أفضل من عوائد 10 سنوات، والذي قد يكون سبباً جيداً للحذر إلى حدٍ ما بشأن الدخول في صفقة شراء جديدة في سندات الـ10 سنوات، ما لم يتم تحقيق ارتفاع جديد. قد يكون التداول بسندات العامين نهجاً أفضل.
الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي
انخفض الجنيه البريطاني بحدة في نهاية الأسبوع الماضي ووصل إلى أدنى مستوى له خلال 17 شهراً مقابل الدولار الأمريكي. أنهى الجنيه البريطاني الأسبوع بكونه أضعف عملة رئيسية بشكل واضح، مع زخم بيع أكبر من الين الياباني أو الفرنك السويسري (عملات ضعيفة أخرى).
كان هناك سببان مباشران للزخم التنازلي الحاد، والذي شهد انتهاء الأسبوع بيوم تنازلي يزيد عن ضعف النطاق اليومي المعتاد: انهيار فني طويل الأجل ما دون مستوى دعم سابق رئيسي للغاية عند المستوى 1.3000 دولار، وبيانات اقتصادية سيئة من المملكة المتحدة التي تشير إلى أن النمو وطلب المستهلكين يتباطآن. خفض صندوق النقد الدولي مؤخراً بشكل كبير توقعاته للنمو في المملكة المتحدة، التي كانت بالفعل تسبب القلق.
لا يظهر الرسم البياني للسعر أدناه طول الانخفاض فقط، حيث كان انخفاض الأسبوع هو الأكبر الذي شوهد منذ عدة أشهر، ولكنه يظهر أيضاً أن السعر أغلق الأسبوع عند أدنى مستوى له، وهي إشارة تنازلية أخرى.
سيكون السعر عرضة للارتداد فجأة مع تقلبات عالية للغاية، ولكن يبدو من المرجح بشدة أننا سنرى المزيد من الانخفاضات في سعر هذا الزوج خلال هذا الأسبوع.
الخلاصة
أرى أن من المرجح أن تكون أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع هي صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني أو بيع زوج الجنيه البريطاني/الدولار الأمريكي، ولكن فقط في تأرجح قصير الأجل أو تداولات يومية. قد تكون التداولات الأفضل على المدى الطويل هي عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات وسنتين.