من المحتمل جداً أن يعتمد الاختلاف بين النجاح والفشل في تداول الفوركس في الغالب على أزواج العملات التي تختار التداول بها كل أسبوع وفي أي اتجاه، وليس على طرق التداول الدقيقة التي قد تستخدمها لتحديد نقاط الدخول والخروج من التداول.
عند بدء أسبوع التداول، من الأفضل إلقاء نظرة على الصورة الكبيرة لما يتطور في السوق ككل وكيف تتأثر هذه التطورات بالأساسيات الكلية ومعنويات السوق.
هناك بعض الاتجاهات القوية في الأسواق، لذا فهو وقت ممتع للتداول.
التحليل الأساسي ومعنويات السوق
كتبت الأسبوع الماضي أن أفضل صفقة لهذا الأسبوع كانت على الأرجح أن تكون صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني، بعد إغلاق يومي (في نيويورك) فوق المستوى 123.12. كانت هذه نظرة جيدة، حيث ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بنسبة 0.54٪ بعد إغلاقه يوم الثلاثاء عند المستوى 123.60 ين.
لا يزال الغزو الروسي لأوكرانيا يهيمن على الأخبار، والذي دخل أسبوعه السابع. انسحبت القوات الروسية من الجزء الشمالي من البلاد، وحولت التركيز إلى جنوب وشرق أوكرانيا. ومع ذلك، يبدو أن الحرب لم يعد لها تأثير كبير على الأسواق، بخلاف المساعدة في الحفاظ على ارتفاع أسعار بعض السلع الزراعية مثل الذرة.
تحولت الأسواق أكثر إلى وضع الابتعاد عن المخاطرة خلال الأسبوع الماضي، حيث أنهت جميع أسواق الأسهم الرئيسية الأسبوع تنازلياً تقريباً، بينما ارتفع الدولار الأمريكي، وضعف الين الياباني. كما وصلت بعض السلع الزراعية إلى ارتفاعات طويلة الأجل أو اقتربت من ذلك. يمكن تفسير ذلك على الأرجح بثلاثة عوامل:
- لا تزال الحرب في أوكرانيا تثير القلق ويمكن أن تتصاعد، على الرغم من أن هذا يبدو غير مرجح على نحو متزايد.
- يواصل التضخم تسجيل مستويات أعلى من المتوقع في الاقتصادات الأكثر تقدماً، باستثناء اليابان، مما يدفع معظم البنوك المركزية نحو سياسات أكثر تشدداً، باستثناء بنك اليابان المركزي.
- أظهر محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي صدر الأسبوع الماضي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي اقترب من رفع معدلات الفائدة الشهر الماضي بنسبة 0.50٪، وهو ضعف الارتفاع بنسبة 0.25٪ الذي تم تنفيذه، ويدفع نحو هدف قوي لتقليص ميزانيته العمومية بما يصل إلى 95 مليار دولار كل شهر. كان هذا يمثل ميلا متشدداً بشكل طفيف.
في أخبار أخرى الأسبوع الماضي:
- صحح انعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين و10 أعوام نفسه الأسبوع الماضي، بعد الانعكاس لأول مرة منذ عام 2006. ويُنظر إلى هذا الانقلاب في العائد تقليدياً على أنه مؤشر على الركود الوشيك، لذلك عادة ما يكون سلبياً لأسواق الأسهم. ومع ذلك، لا يرى معظم المحللين أن هذه نتيجة محتملة حالياً.
- أصدر بنك الاحتياطي الأسترالي بيان سعر الفائدة الشهري بعد الإبقاء على سعر الفائدة النقدي عند 0.10٪، حيث اتخذ البنك ميلاً أكثر تشدداً لإزالة لغة السياسة التيسيرية، مشيراً إلى احتمال رفع سعر الفائدة في يونيو 2022. استجاب الدولار الأسترالي بـارتفاع ليصل إلى أعلى سعر جديد خلال 9 أشهر.
- واصل بنك اليابان المركزي تشجيع ضعف الين، حيث صرح المحافظ كورودا أنه على الرغم من أن ضعف الين الأخير كان "سريعاً إلى حدٍ ما"، فإن المزيد من الضعف في الين سيكون إيجابياً للاقتصاد الياباني. وأشار البنك إلى الحد الأقصى البالغ 130 ين للدولار الأمريكي/الين الياباني.
- جاءت بيانات التوظيف الكندية تقريباً كما هو متوقع، حيث أظهرت انخفاضاً في معدل البطالة بنسبة 5.3٪.
شهد الأسبوع الماضي انخفاضاً في العدد العالمي لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد للأسبوع الثالث على التوالي. تلقى ما يقرب من 64.7٪ من سكان العالم الآن جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، ومن المعروف أن 6.3٪ أصيبوا بالفيروس.
تحدث أقوى معدلات النمو في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا الجديد بشكل عام في الوقت الحالي في باربادوس وبوتان والصين وتايوان.
الأسبوع المقبل: 11-15 أبريل 2022
من المرجح أن يكون الأسبوع المقبل في الأسواق متقلباً نظراً لوجود العديد من البيانات المجدولة ذات الأهمية العالية، بما في ذلك إعلانات من ثلاثة بنوك مركزية. البيانات المرتقبة بالترتيب من حيث الأهمية المحتملة:
- مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي (التضخم)
- سعر إعادة التمويل الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي وبيان السياسة النقدية
- مؤشر أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة (التضخم)
- بيان سعر ومعدل النقد لبنك الاحتياطي النيوزيلندي
- بيان سعر بنك كندا المركزي والمعدل الليلي وتقرير السياسة النقدية
- مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة
- بيانات البطالة الاسترالية
- مبيعات التجزئة الأمريكية
التحليل الفني
مؤشر الدولار الأمريكي
يوضح الرسم البياني الأسبوعي للأسعار أدناه أن مؤشر الدولار الأمريكي ارتفع بقوة الأسبوع الماضي، تماشياً مع الاتجاه التصاعدي طويل الأجل، مما أدى إلى ظهور شمعة تصاعدية أغلقت في الربع العلوي من نطاقها. كان هذا أعلى إغلاق أسبوعي شوهد منذ مايو 2020. لم يكن أدنى مستوى للشمعة الأسبوعية بعيداً عن مستوى الدعم عند 12293. سيتم تشجيع الحركة التصاعدية على الدولار على أن أقرب مستوى دعم، يظهر باللون الأزرق عند 12293 ضمن الرسم البياني للسعر أدناه، قد استمر بالصمود، واستمر السعر بالتقدم إلى مستويات قياسية جديدة. ومع ذلك، فإن السعر ليس بعيداً عن مستوى المقاومة الرئيسي عند 12470 والذي قد يعيق المزيد من التقدم، على الأقل على المدى القصير.
من المحتمل أن يكون من الحكمة الدخول في صفقات لصالح الدولار الأمريكي في سوق الفوركس خلال الأسبوع القادم.
مؤشر S&P500
انخفض مؤشر سوق الأسهم الأكثر أهمية في العالم، S&P500، الأسبوع الماضي، بعد رفض مستوى المقاومة عند 4596 الذي أشرت إليه خلال الأسابيع الأخيرة. على الرسم البياني اليومي، يتداول السعر مرة أخرى ما دون المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم. هذه إشارات تنازلية. ومع ذلك، فإن الزخم التنازلي ليس قوياً بما يكفي لجعل أي صفقة بيع هنا احتمالاً مثيراً للاهتمام.
أرى سوق الأسهم الأمريكية كتداول غير مؤكد في الوقت الحالي بسبب علامات تدهور الطلب الاستهلاكي وتشديد السياسة النقدية من الاحتياطي الفيدرالي.
الدولار الأمريكي/الين الياباني
ارتفع زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بقوة خلال الأسابيع القليلة الماضية، ووصل أخيراً إلى قمة الأسبوع قبل الأخير عند أعلى سعر إغلاق شوهد منذ أكثر من 6 سنوات فوق المستوى 125 ين. شهد الأسبوع الماضي ارتفاع السعر مرة أخرى بقوة، بعد إجراء تصحيح كبير، على الرغم من أن السعر لم يصل بعد إلى المستوى 125 ين للمرة الثانية. كان سعر إغلاق الأسبوع الماضي هو الأعلى منذ أكثر من 6 سنوات.
هناك سبب لمواصلة النظر إلى الجانب التصاعدي بعد هذه الحركة السعرية القوية واستئناف الزخم التصاعدي، وتشير التصريحات العامة من بنك اليابان المركزي إلى أنه يمكنهم تحمل ارتفاع السعر إلى 130 ين قبل التدخل.
نظراً لأن السعر قد استقر فوق مستوى المقاومة السابق الرئيسي عند 123.12 ين الأسبوع الماضي، فأنا على استعداد لاتخاذ تحيز شراء على زوج العملات هذا على الفور.
عوائد سندات الخزانة الأمريكية العشر سنوية
كان هناك تركيز كبير على عوائد سندات الخزانة الأمريكية مؤخراً، بعد انعكاس منحنى العائد لفترة وجيزة قبل أسبوعين، ومع بدء بنك الاحتياطي الفيدرالي وغيره من البنوك المركزية الرئيسية في اتخاذ خطوات مهمة لتشديد السياسة النقدية.
الدولار الأمريكي هو أقوى عملة رئيسية في الوقت الحالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى استمرار ارتفاع العائدات على أوراق الخزانة إلى ارتفاعات جديدة.
يزداد عائد السندات لأجل 10 سنوات بقوة أكبر من عائد السنتين، لذا فإن الزخم التصاعدي في عوائد الخزانة موجود هنا. هذا يشكل صفقة شراء جذابة إذا كان لديك إمكانية الوصول إلى الأداة المناسبة للقيام بذلك، مثل العقود الآجلة أو صناديق الاستثمار المتداولة.
السكر
بعد التماسك خلال الأشهر العديدة الماضية، يبدو أن الاتجاه التصاعدي طويل المدى قد استؤنف باختراق قوي فوق النطاق الأخير. يُظهر الرسم البياني اليومي للسعر أدناه شمعة اختراق قوية لم تغلق فقط عند أعلى سعر شوهد خلال 5 سنوات، ولكنها أغلقت أيضاً بالقرب من أعلى مستوى لنطاقها وفوق الرقم الكامل الكبير عند 10 دولارات. هذه إشارات تصاعدية، وبالنسبة لمتداولي الاتجاه والاختراق، في عصر ارتفاع أسعار السلع، يمكن أن يكون تداول مثير للاهتمام.
حبوب ذرة
ارتفع سعر الذرة بشكل كبير منذ بداية عام 2022 بعد التدعيم خلال النصف الثاني من عام 2021. لقد رأينا أن السعر يقوم بدفعة قوية جداً للأعلى والتي ما زالت مستمرة، وسعر هذه المادة الغذائية الأساسية يستمر بالارتفاع أكثر فأكثر، مدفوعاً جزئياً بالحرب المستمرة في أوكرانيا. نحن في عصر ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ويعد ذلك جزئياً إلى مستويات التضخم المرتفعة تاريخياً فضلاً عن صرير سلاسل التوريد.
الارتفاع الأولي في بداية عام 2022 الموضح في الرسم البياني للسعر أدناه هو نمط الرسم البياني الكلاسيكي للفوركس "الكأس والمقبض"، والذي يمكن أن يشير غالباً إلى ارتفاع قوي قادم في الأسعار، كما يبدو هنا.
هناك أسباب وجيهة لتداول عقود شراء الذرة، ولكن ليس من الواضح أن السعر الآن عند نقطة دخول مثالية. يفضل بعض المتداولين انتظار تصحيح تنازلي يتبعه استئناف الاتجاه التصاعدي قبل الدخول.
الخلاصة
أرى أن أفضل الفرص في الأسواق المالية هذا الأسبوع من المحتمل أن تكون صفقات شراء لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني، وعوائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات، والسكر، والذرة.