في خطوة قد تُعيد تشكيل توازنات سوق الطاقة، أعلنت منظمة أوبك+ عن زيادات جديدة في إنتاج النفط الخام خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2025، بمتوسط قدره 548 ألف برميل يوميًا، بحسب استطلاعات حديثة أجرتها وكالات اقتصادية مستقلة.
أفضل وسطاء الفوركس عبر الإنترنت
وجاءت هذه الزيادة تأتي في وقتٍ حساس تشهد فيه الأسواق تقلبات مستمرة، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية، وعلى رأسها التهديدات الأمريكية بفرض تعريفات جديدة على الواردات النفطية، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلبًا على مستويات الطلب ويضغط على أسعار الخام في الأسواق العالمية.
ووفقًا لتقديرات محللين في رويترز، فإن استمرار هذا التوجه من قبل أوبك+ بالتزامن مع الركود التجاري النسبي في بعض الاقتصادات الكبرى، قد يدفع أسعار النفط للتراجع إلى ما دون حاجز 70 دولارًا للبرميل، وربما حتى إلى منتصف الستينات بحلول عام 2026، ما لم تحدث تدخلات تنظيمية أو طفرات في الطلب.
ويرى خبراء الطاقة أن التوسع في الإنتاج من قبل "أوبك+" لا يعكس فقط رغبة الدول الأعضاء في زيادة العائدات قصيرة الأجل، بل يعكس أيضًا رغبة في الحفاظ على الحصة السوقية، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة من منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.
كما أشار التقرير إلى أن الأسواق تتابع عن كثب تصريحات الإدارة الأمريكية بشأن السياسات الجمركية الجديدة، حيث إن أي قرارات فعلية في هذا الصدد قد تعمّق من الانكماش في الطلب العالمي، وتزيد الضغوط على الدول المصدرة للنفط.
الرؤية الاقتصادية
يؤكد محللون أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل أسعار النفط، خاصة إذا استمرت وتيرة ارتفاع الإنتاج وتباطؤ الطلب معًا.
كما يُحتمل أن تلجأ أوبك+ إلى مراجعة هذه الاستراتيجية في حال لاحظت تراجعًا مقلقًا في أسعار النفط العالمية، ما قد يدفعها لإحياء سياسات خفض الإنتاج من جديد.
خلاصة المشهد
إن التحديات التي يواجهها سوق النفط العالمي الآن ليست مرتبطة فقط بالعوامل العرضية مثل الكوارث أو النزاعات، بل تشمل تحولات هيكلية في السياسات الاقتصادية والتجارية. لذلك، يبقى الحذر والترقب عنوان المرحلة المقبلة، وسط دعوات لمزيد من التعاون بين الدول المنتجة والمستهلكة لضمان استقرار سوق الطاقة.