* استمر الجنيه البريطاني في الانخفاض يوم الأربعاء بعد يوم من عمليات البيع المكثفة يوم الثلاثاء، حيث ظل المتداولون قلقين بشأن ما يعنيه وعد جونسون ببريكست صعب.
* كانت أسواق الأسهم الآسيوية أيضاً منخفضة على نطاق واسع بسبب المخاوف من بريكست.
واصل الجنيه البريطاني انخفاضاته الحادة يوم الأربعاء بعد ظهور تقارير تفيد بأن رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون ليس لديه أي نية لتمديد الموعد النهائي لبريكسيت في نهاية عام 2020. المخاوف من أن مثل هذا "البريكست الصعب" سيكون فوضوياً ومربكاً وربما حتى متسرعاً، انخفض الجنيه خلال الجلسات العديدة الماضية بعد صعوده الكبير الأسبوع الماضي والذي كان مدفوعاً بفوز جونسون الانتخابي. انخفض الجنيه الاسترليني 0.25% مقابل الدولار عند الساعة 13:27 مساءاَ بتوقيت هونج كونج، وتداول عند 1.3095 دولار. وقد ارتفع فوق مستوى 1.35 دولار في نهاية الأسبوع الماضي.
تعليقات البنك المركزي الأوروبي حول مخاطر بريكست الصعب لم تساعد في تهدئة المتداولين. على وجه التحديد، حذر البنك المركزي الأوروبي من أن الموعد النهائي الصارم لبريكست قد يحد من القدرة على عقد الصفقات اللازمة. كما تراجع الجنيه أمام اليورو، حيث ارتفعت العملة الموحدة بنسبة 0.13% لتتداول عند 0.8501.
كانت المخاوف بشأن بريكست الصعب مسؤولة أيضاً عن دفع المؤشرات الآسيوية إلى الأسفل، على الرغم من يوم آخر من كسر الأرقام القياسية في وول ستريت، حيث أغلقت جميع المؤشرات القياسية الثلاثة مرتفعة يوم الثلاثاء. واصل مؤشر نيكي 225 الياباني اتجاهه الهبوطي، حيث انخفض بنسبة 0.55%. وتراجع مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 0.13%، وكان مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية أقل بنسبة 0.07%. حتى المؤشرات الصينية التي كانت تتداول بارتفاع في الجلسات القليلة الماضية، قطعت سلسلة أرباحها، وانخفض مؤشر شانغهاي المركب بنسبة 0.30% ومؤشر سينزين المركب بنسبة 0.12%.
ماذا يعني بريكست الصعب؟
عند مواجهة بريكست الصعب، فإن جونسون يدفع بصناع السياسة في المملكة المتحدة بشكل أساسي إلى زاوية ضيقة: يمكنهم إما الحفاظ على موقف متشدد من مطالبهم السياسية مع الاتحاد الأوروبي والمجازفة بمفاوضات فاشلة، أو تقديم تنازلات جادة لتلبية مطالب الاتحاد الأوروبي وموعد بريكست.
يعتقد المتفائلون أن بريكست السريع قد يجبر الاتحاد الأوروبي على طاولة المفاوضات، ولكن على الأرجح هو حقيقة أن الاتحاد الأوروبي سيحتفظ بمعظم القوة التفاوضية، وأن المملكة المتحدة ستنتهي بوضع تفاوضي أضعف، والذي قد يكون له تداعيات سلبية على اقتصادها. ويأمل جونسون أن تتمكن المملكة المتحدة من التمتع بالمزايا المالية لعضوية الاتحاد الأوروبي دون الالتزامات الأخرى المفروضة على أعضاء الاتحاد الأوروبي. إنه يسعى إلى التجارة المفتوحة دون ضرائب أو رسوم جمركية، لكنه لا يرغب في الخضوع لمطالب الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالسياسة البيئية وسلامة الأغذية، من بين أمور أخرى.
والحقيقة هي أن هذه الأنواع من القضايا غالبا ما تستغرق سنوات لحلها، وليس الأشهر التي يقترحها جونسون. قراراته عندما يتعلق الأمر بالتفاوض لن تحدد فقط من السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، ولكن أيضاً الطريقة التي يتقدم بها اقتصادها - أو يفشل في التقدم.