وضع الانتظار ترقبا لموعد الاول من سبتمبر موعد فرض تعريفات جمركية جديدة على منتجات الولايات المتحدة الامريكية والصين. ساهم فى مكاسب قوية للدولارالامريكى مقابل العملات الرئيسية الاخرى خلال تعاملات الاسبوع الماضى. وذلك تزامنا مع معاناة العملات الاخرى حيث تهاوى اليورو الى ما دون مستوى 1.10 أمام الدولار الامريكى وصولا الى أدنى مستوياته منذ 28 شهرا وسط أستمرار الضعف الاقتصاد فى منطقة اليورو بقيادة ألمانيا. وسعر الجنيه الاسترلينى هو الاخر تعرض لضغوط وسط صراع سياسى جديد لرئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون مع المعارضة بعد قراره بتعليق عمل البرلمان البريطانى لعدة أسابيع فى محاولة منه لمنع عرقلة خروج بلاده من الاتحاد كما حدث مع تيريزا ماى من قبل. الملآذات الآمنة فقدت الكثير من مكاسبها ولكن لاتزال فى محيط مستويات قياسية وسط أستمرار التوترات التجارية والجيوسياسية العالمية.
هذا الاسبوع سيضم الكثير من المؤشرات الاقتصادية الهامة والاحداث وعلى رأسها قرارات رفع التعريفات الجمركية الامريكية- الصينية. تطورات ملف البريكسيت وأرقام الوظائف الامريكية الهامة.
فى العرض التالى سنلقى الضوء على أهم البيانات والاحداث التى تهم متداولى الفوركس:
دراما حرب التعريفات الجمركية ما بين الولايات المتحدة الامريكية والصين ستؤثر بشكل قوى على أفتتاح تعاملات سوق العملات الفوركس لهذا الاسبوع. ولذلك يجب الحذر من القرارات المفاجئة من الطرفين. ويوم الاثنين سيتم التفاعل مع الاعلان عن مؤشر مديري المشتريات Caixin الصناعي الصيني. وقد أظهر المؤشر الخاص والذى يقيس أداء قطاع التصنيع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم انكماشًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة – ويجاهد كثيرا لعدم الاستقرار دون مستوى ال 50 الذى يفصل ما بين النمو والانكماش حسب معطيات المؤشر. ويتوقع أنخفاض المؤشر الى قراءة 49.8 من 49.9 فى الاصدار الاخير. وبشكل عام لايزال القطاع الهام يتأثر سلبا من أستمرار الحرب التجارية العالمية.
يوم الثلاثاء: سيكون هناك أجتماع طارىء لمجلس العموم البريطانى لمناقشة تطورات ملف البريكسيت- خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى- والرد على طلب بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان لمدة خمسة أسسابيع فى الفترة من الأسبوع الثاني من سبتمبر إلى 14 أكتوبر. وستحاول أحزاب المعارضة طرح تشريعات جديدة لمنع مغادرة الاتحاد الأوروبي دون اتفاق - والحكومة بدورها ستقوم بالرد. الاسواق المالية فى حالة تخوف من التوصيت لحجب الثقة عن حكومة جونسون فى وقت حساس للغاية لمستقبل البلاد. المعارضة فشلت حتى الان فى الاتفاق على من سيقود الحكومة الانتقالية. وقد يتم مناقشة المقترح الالمانى وفترة ال 30 يوم لايجاد حلول لازمة الحدود الايرلندية.
فى نفس اليوم سيتم التركيز على الاعلان عن معدل الفائدة من البنك المركزى الاسترالى. وقد قام البنك بخفض معدلات الفائدة خلال شهرى يونيو ويوليو على التوالى. ويتوقع أن يتمسك بالمعدل 1.00% بدون تغيير كما حدث فى أجتماع أغسطس. حيث يرى البنك بأن قوة سوق العمل فى البلاد يعد مؤشرا أيجابيا وأن السياسة النقدية للبنك لاتزال متكيفة مع الوضع الاقتصادى الحالى.
من الولايات المتحدة الامريكية. سيتم الاعلان عن مؤشر مديرى المشتريات ISM الصناعى وقد أظهر قطاع الصناعات ضعفا بسبب أستمرار النزاع التجارى مع الصين. وخلال شهر يوليو سجل المؤشر قراءة 51.2 ومن المتوقع لا تغيير فى تلك القراءة.
يوم الاربعاء: الناتج المحلي الإجمالي الأسترالي. ومن المتوقع أن يشهد النمو الاقتصادى للبلاد أرتفاعا بنسبة 0.5% على أساس ربع سنوى من 0.4% فى الاصدار السابق. وفى نفس الوقت لا يستبعد الاقتصاديون أنتكاسة للاقتصاد بسبب الصراع التجارى ما بين الولايات المتحدة والصين والاخيرة أكبر شريك تجارى لاستراليا.
فى نفس اليوم: معدل الفائدة الكندية. لايزال بنك كندا المركزى مختلف عن البنوك المركزية العالمية الاخرى حيث يتمسك بتشديد سياسته النقدية وأقرانه يتبعون تخفيف السياسة لمواجهة التباطؤ الاقتصادى العالمى. أرقام نمو الناتج المحلى الاجمالى للبلاد والتي بلغت 3.7٪ على أساس سنوى في الربع الثاني ستدعم وجهة نظر البنك فى التمسك بسياسته النقدية. والتوقعات الاقوى بأن يقوم البنك بقيادة حاكمه ستيفن بولوز الابقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 1.75٪ وقد يعبرون عن قلقهم بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي بدون الاشارة الى رغبة البنك فى تخفيف سياسته.
يوم الخميس: سيتم الاعلان عن أولى بيانات الوظائف الامريكية. من خلال أرقام مسح ADP للتغير فى أعداد الوظائف الغير زراعية ومن خلال نتائجه يتوقع الاقتصاديون ما سيرد فى تقرير الوظائف الرسمى يوم الجمعة. ولكن لابد فى الاخذ بالاعتبار بأن نتائج المسح فى بعض الاحيان تكون معاكسة لارقام الحكومة الرسمية. وقد سجل المؤشر ما مجموعه 156 ألف وظيفة في شهريوليو. ويتوقع له الان أن يسجل 150 الف وظيفة جديدة.
فى نفس اليوم سيتم الاعلان عن رقم مؤشر مديري المشتريات ISM للخدمات الأمريكي. على عكس قطاع الصناعة لايزال قطاع الخدمات الامريكى بعيدا عن التأثر سلبا من الحرب التجارية العالمية. ولايزال المؤشر فوق مستوى ال 50 الذى يفصل النمو من الانكماش حسب معطيات المؤشر. وخلال شهر يوليو سجل قرارة 53.7 ويتوقع فى الاصدار الحالى أرتفاع قراءته الى 54.00 نقطة.
يوم الجمعة: الحدث الاهم لهذا الاسبوع وهو الاعلان عن أرقام الوظائف الامريكية الرسمية. حيث ستعلن الحكومة عن أرقام التغير فى القطاع الغير زراعى وسط توقعات بأضافة ما مجموعه 168 الف وظيفة جديدة خلال شهر أغسطس فى الاصدار السابق تم تسجيل 164 الف وظيفة. وسيشمل الاعلان ايضا متوسط الاجور فى الساعة وسط توقعات بأرتفاعها بنسبة 0.3٪ كما كانت النتيجة فى الشهر السابق. وكما هو الحال فمن المتوقع بقاء معدل البطالة فى البلاد دون تغيير عند 3.7 ٪. أرقام الوظائف الامريكية كثيرا ما تثير توقعات المحللين حيال مستقبل السياسة النقدية لبنك الاحتياطى الفيدرالى فى حال جائت بتغير كبير عن الارقام الاخيرة.
قبل أغلاق تعاملات هذا الاسبوع ستكون الاسواق المالية على موعد هام مع تصريحات لحاكم بنك الاحتياطى الفيدرالى الامريكى جيروم باول فى ندوة سويسرية بعنوان "النظرة الاقتصادية والسياسة النقدية". وقد يكون لارقام الوظائف الامريكية أثر على مضمون تصريحاته وسط ترقب المستثمرين والاقتصاديين لاى أشارات واضحة لمستقبل سياسة البنك المركزى الامريكى فى الاشهر الاخيرة من عام 2019 .