سوف يطرح على الشعب اليوناني سؤال ما إذا كانوا يرغبون في دعم العروض المقدمة من صندوق النقد الدولي و وزراء مالية منطقة اليورو و الذي يتطلب المزيد من خفض الإنفاق، أو رفض هذه العروض يوم الأحد. القرار بالتوجه إلى الشعب بشأن هذا الأمر جاء مفاجئاً للدائنين الذين كانوا يعتقدون بأنهم مشتركين في نقاشات بنية طيبة مع حكومة سيادية لديها صلاحية لإتخاذ قرارات بإسم الشعب الذي تمثله.
طلب رئيس الوزراء اليوناني من الشعب اليوناني التصويت ضد الصفقة يوم الإثنين في إعتقاد مخطئ بأن مثل هذا التعهد سوف يقوي موقفه التفاوضي في بروكسل. و لكن هذا خطئ. من خلال حديثه مع التلفيزيون اليوناني، وضح رئيس الوزراء موقفه بأن "الدائنين سوف يوافقون على مطالب اليونان لأن تكاليف خروج اليونان من اليورو على منطقة اليورو سوف تكون "هائلة". نطلب منكم رفضها بكامل قوتكم، بأكبر هامش ممكن. في حال كان الشعب اليوناني يرغب في الإستمرار بالخطط التقشفية بشكل أبدي، الأمر الذي سوف يجعلنا غير قادرين على رفع رؤوسنا.. فإننا سوف نحترم ذلك، و لكننا لن نكون من سوف يقوم بذلك".
أعتبرت تصريحاته على أنها تهديد مستتر بالإستقالة في حال كان التصويت على عكس رغبته. في الواقع، في حال حدث ذلك، فإن موقفه سوف يكون ضعيف جداً بما أن موقفه التفاوضي كان بأن لديه تفويض من الشعب اليوناني برفض التقشف، و لن يكون هذا هو الحال في حال وافق الشعب اليوناني في الإستفتاء. سابقاً، أصر تسيبراس و حزب Syriza على أن اليونان ترغب في البقاء في اليورو. و لكن يبدو بأنهم مستعدين للبقاء فيه وفقاً لشروطهم. في حين أن بقية الإتحاد الأوروبي ترغب في بقاء اليونان في اليورو و في الإتحاد الأوروبي، فإن تفسير هذا الأمر للشعوب سوف يكون مهمة صعبة بالنسبة للقادة الأوروبيون، الذين مروا جميعاً بإجراءت تقشفية إلى حدٍ أكبر أو أقل، فلماذا عليهم تحميل أغلبية فاتورة إستمرار عضوية اليونان.
خارج اليونان، يعتبر التصويت بـ "لا" يوم الأحد على أنه تصويت من قبل الشعب اليوناني للخروج من اليورو (و على الأرجح من الإتحاد الأوروبي). في حال كان هناك تصويت قوي بـ "نعم"، فإن ذلك على الأرجح أن يطلق إنتخابات عامة جديدة في اليونان. في حال حدث هذا الأمر، ربما يقوم الدائنين بتمديد الدعم المؤقت حتى تتولى الإدارة الجديدة السلطة.
أسواق الأسهم حول العالم تراجعت بسبب الطريق المسدود في المحادثات اليونانية و التخلف الوشيك، مع تراجع اليورو كذلك، و لكن التراجعات كانت محسوبة، في إشارة إلى أن العامل قد أخذ بالحسبان فعلاً، أو ربما يشير إلى ثقة ملموسة في رجاحة عقل الأمة اليونانية.