يعقد الاتحاد الأوروبي اجتماع القادة في سالزبورغ، النمسا يومي الخميس والجمعة. بريكسيت ليس الموضوع الوحيد على جدول الأعمال - أزمة المهاجرين / اللاجئين هي من الأولويات العليا- ولكنه موضوع مهم. أعطيت رئيس الوزراء البريطاني بضع دقائق لمخاطبة نظرائها الليلة الماضية بعد عشاء عمل ولن تكون حاضرة عندما تعمل دول الاتحاد الأوروبي الـ27 على موقفهم يوم الجمعة.
في المملكة المتحدة كان هناك قلق كبير بشأن التحذيرات الحكومية بشأن النتائج الفورية لـ "بريكسيت بدون اتفاقية" (التي لا يزالون يصرون على أنها أفضل من صفقة "سيئة"). من المؤكد أن هذا يعزز الحديث عن "تصويت الناس" على الصفقة (أو عدم وجودها) التي تمكن السيدة ماي من الحصول عليها من بروكسل، مع كون خيار البقاء كعضو كامل في الاتحاد الأوروبي على ورقة الاقتراع، إذا حدث ذلك. في الوقت الحالي، لا يدعم أي من الحزبين الرئيسيين الاقتراح، مع قيام رئيسة الوزراء "بإستبعاده" (تماماً كما استبعدت إجراء انتخابات عامة بعد أن أصبحت رئيسة للوزراء ...) وحزب العمل يقول إنه يجب أن يبقى على الطاولة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
قيل لنا أن 80% من المخاوف التي أثارها اتفاق الانسحاب بين الطرفين قد تم الاتفاق عليها. وقد صرح ميشيل بارنييه، كبير المفاوضين الأوروبيين، بأنه يمكن التوصل إلى اتفاق في الوقت المناسب، ولكن هناك حاجة ملحة لمزيد من العمل في المجالات الرئيسية، وعلى الأخص مسألة الحدود الإيرلندية. وقد أفيد بأن بارنييه قد خفّف منهجه بالقول إن العديد من السلع التي تعبر الحدود يمكن الموافقة عليها بعيداً عن الحدود بوسائل تقنية وتسجيلات مسبقة. ومع ذلك، فإن بعض البنود مثل الفحص الصحي للماشية يجب أن تتم على الحدود.
من المفهوم أن رئيسة الوزراء قد رفضت موقف الاتحاد الأوروبي بشأن تخفيف قضية الحدود، قائلة إنه سيؤدي إلى أنظمة جمركية مختلفة في أيرلندا الشمالية وبقية المملكة المتحدة. وقد صرحت بأنها لن تقبل "الحدود في البحر الأيرلندي" مما يوحي بأن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفكك المملكة المتحدة. وقالت للاجتماع: "إن الفكرة القائلة بأنني أوافق على الفصل القانوني للمملكة المتحدة في منطقتين جمركيتين لا يمكن الوثوق بها". في خطوة ساحقة من سياسة حافة الهاوية، استبعدت ماي أن تطلب تمديد فترة إشعار المادة A50 الليلة الماضية، وأصرت على أن المملكة المتحدة ستترك الكتلة في 29/3/19 حتى لو لم يتم الاتفاق على صفقة. وهذا يعني أنه ما لم يتم حل مشكلة الحدود الإيرلندية الصعبة عن طريق معجزة لإرضاء الجميع بحلول منتصف نوفمبر عند عقد قمة طارئة للاتحاد الأوروبي، فإن المملكة المتحدة ستنقطع عن الاتحاد الأوروبي بدون صفقة ولا فترة انتقالية.