إذهب إلى الغرب أيها الشاب

نادراً ما يغيب موضوع المهاجرين و اللاجئين عن الأخبار هذه الأيام مع تزايد أعداد الوفيات من بين المهاجرين الذين يجازفون في محاولة الدخول إلى الإتحاد الأوروبي من شمال أفريقيا، غالباً عن طريق قوارب غير صالحة و مكتظة. بعض هؤلاء الأشخاص هم لاجئون حقيقيون هاربون من مناطق النزاع و الإضطهاد و يرغبون بالتمتع بالحماية التي تقدمها القوانين الإنسانية الدولية، و لكن الأغلبية يأملون فقط بالعثور على حياة أفضل في الإتحاد الأوروبي: و هم ما يعرف بالمهاجرين الإقتصاديين.

الكثير من الأماكن، و بالأخص أمريكا طبعاً، تدين لإزدهارها الحالي لموجات المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها بحثاً عن الثروات، مثل الإيرلنديين و الإيطاليين و السكوتلنديين الذين ساعدوا، كما يقال، في صناعة أمريكا الحديثة. كانت أستراليا تسعى لجذب المهاجرين لعدة سنوات و قد أصبحت مؤخراً فقط أكثر إنتقائية بشأن من تقبل بهم.

من العناصر الرئيسية لإتفاقية روما، و التي وضعت أسس الإتحاد الأوروبي الحديث، كان أن مواطني دول ما كان يعرف وقتها إختصاراً بـ EEC، يجب أن يكون لديهم الحق المطلق للحياة و العمل في أي مكان ضمن حدود المنطقة. هذه الحرية بقيت كقلب الإتحاد الأوروبي الحديث، و لكن أدت بشكل متزايد إرتفاعاً في الإحتكاك في الدول الناجحة إقتصادياً بشكل أكبر، و بالأخص الدول الشمالية من الإتحاد الأوروبي. مصطلح "المهاجرين" الذي أججته وسائل الإعلام (و هو مصطلح يطبق بدون تمييز على مواطني الإتحاد الأوروبي و غيرهم) فإن الناس باتت تخشى بأن وظائفهم في خطر بسبب العمالة المهاجرة الأرخص. الحقيقة هي أن العديد من الوظائف المتدنية التي يقوم بها المهاجرون الغير ماهرون هي ليست محل إهتمام السكان الأصليين، و لكن هذا الأمر لا يخفف من الهجوم. جزئياً، هذا القلق يفسر طلب UKIP في بريطانيا و Front Nationale في فرنسا، و كلاهما يرغبان بالإنفصال من الإتحاد الأوروبي و الحد من الهجرة.

كان على السياسيين التحدث بشأن هذه المخاوف مع المحافظين الحاكمين في بريطانيا متعهدين بخفض الهجرة، و الحد منها لتصبح عند عشرات آلاف. بالطبع، يمكن أن يطبق هذا الأمر على المهاجرين من خارج الإتحاد الأوروبي، كما يعلمون جيداً. يوم أن كشف عن أن عدد المهاجرين إلى المملكة المتحدة وصل إلى مستوى قياسي عند 330000 خلال العام حتى شهر مارس، كان هناك تنبيه من مؤسسة بمستوى "مؤسسة الإدارة" أو (Institute of Directors) بأن الهجرة تعتبر مفيدة للإقتصاد البريطاني (بالطبع، هناك فرق بين مهاجرين و مهاجرين).

وصل إلى المملكة المتحدة 183000 مهاجر من ضمن دول الإتحاد الأوروبي، من بينهم الأغلبية (61%) كانت قادمة لشغل وظائف و 196000 من خارج الإتحاد الأوروبي ( 25771 تقدموا بطلبات لجوء في المملكة المتحدة العام الماضي- و سوف يعتبرون مهاجرين في حال تم قبول طلباتهم).

للتعامل مع موضوع حاجات الإقتصاد البريطاني لكي يكون قادراً على جذب المهاجرين المناسبين، فإن المدير العام لمؤسسة الإدارة "سايمون وولكر" قال: "البحث من أجل الوصول إلى إجراءات للوصول إلى هدف غريب و لا يمكن تحقيقه بالنسبة للهجرة ليس بالطريقة الصحيحة لإعطاء الأعمال التجارية البريطانية البيئة المستقرة التي تحتاج لها. بالإضافة إلى الكلام القوي من الوزارء بشأن الهجرة، فإن سمعة المملكة المتحدة بكونها إقتصاد منافس مفتوح معرضة للخطر". من غير المحتمل بأنه كان يشير إلى إستغلال الناس الذين يعملون في مجال "غسل السيارات اليدوي" التي يبدو بأنها إنتشرت بشكل واسع و سريع في المملكة المتحدة. الملاحظات تشير إلى أن أغلبية هؤلاء المهاجرين ولدوا خارج المملكة المتحدة و بأنهم بستغلون سوق متخصص لم يكن موجوداً قبل أن ينشؤوه.

طاقم ديلي فوركس
يتألف طاقم ديلي فوركس من محللين وباحثين من دول عربية وأجنبية مختلفة، يراقبون حركة سوق التداول وأسعار العملات على مدار اليوم بهدف توفير أدق وأسرع التحاليل الفنية والأساسية ووجهات نظر متنوعة وفريدة من نوعها لجمهور المتصفحين والمتداولين.