التعريف
إن الأعمال التجارية التي تتم بين الدول قد لا تظهر كلها على الميزان التجاري وقد لا يدخل بعضها أيضا ً في الناتج المحلي الإجمالي إلى جانب كون هذه الأعمال و والاستهلاك كليهما مهم جدا ً للدولة من حيث السيولة المتوافرة في الأسواق إلى جانب السيولة النقدية المتبادلة . بمعنى آخر فإن الحساب الجاري عبارة عن تعامل الدولة مع العالم الخارجي بصورة دقيقة .
التأثير العام
جزء من الحساب الجاري هو صافي تدفقات النقدية التي تظهر على قيمة السلع المتبادلة في الميزان التجاري إلى جانب كونها مقياس للدخل بشتى أنواعه إلى جانب المساعدات الحكومية و غيرها . إن قيمة إيجابية للحساب الجاري تدل على إن النقد الذي يدخل إلى الدولة أكبر من الخارج منها وهذا ما يعطي سيولة كبيرة في الدولة والعكس صحيح .
إن الحساب الجاري يظهر أيضا ً الطلب والعرض على العملة عن طريق الصافي وليس بالضرورة أن يتم ذلك عن طريق نسب القيمة الإيجابية إلى الطلب الكبير بل إن الفرق والتغيّر الكمي أو النسبي في العجز أو الفائض يعطي صورة أقرب للحقيقة ومنه تتأثر عملة اليورو في هذا البيان الاقتصادي بشكل كبير في العادة خصوصا ً إن كانت هنالك تغيرات واسعة في الحساب الجاري حيث إن ألمانيا تعتبر أكبر اقتصاد في المجموعة الأوروبية.
بيانات الحساب الجاري قد تكون أحد مؤشرات التضخم وهي تعتبر من البيانات التي تصدر في وقت مبكر جدا ً تشير إلى مستويات متوقعة من التضخم. كذلك الأمر فإن الحساب الجاري ينعكس من أداء الاقتصاد و يظهر تأثيره بشكل مباشر وغير مباشر على الناتج المحلي الإجمالي عن طريق فرق التجارة الدولية حيث إنه يشمل أيضا ً الصادرات والواردات . من هنا نرى بان الارتفاع في العجز يعني توقع انخفاض تضخم بتهميش المؤثرات الأخرى و هذا أيضا ً يعني احتمال ( ليس مؤكد ) بأن ينخفض الناتج المحلي وهذا يدل على احتمال الاتجاه نحو خفض الفائدة خصوصا ً في حالات التباطؤ الاقتصادي أو الانكماش.
في حالة ارتفاع الفائض فإن ذلك قد يكون مؤشر مبكر لارتفاع التضخم مستقبلا ً هذا ويدل في نفس الوقت إلى احتمال ( وليس تأكيد ) بأن يتحسن الناتج المحلي الإجمالي . ومن هنا إذا استمر الارتفاع في الفائض في وقت ترتفع فيه مستويات التضخم فإن ذلك قد يستدعي رفع في الفائدة المرجعية .