موسمية فوركس و تحركات العملات

موسمية فوركس هو المصطلح المستخدم للميول بأن بعض العملات قد تظهر تحركات في إتجاهات معينة خلال أوقات معينة من العام. هل هناك أي أنماط موسمية أثرت في أسواق فوركس؟ على سبيل المثال، إن أظهر الدولار الأمريكي ميولاً إحصائية للزيادة في القيمة خلال شهر مارس على مدى عينة من السنوات، عندها يمكن القول بأن لديه ميول موسمية. العديد من الدراسات أجريت على موسمية فوركس، على الرغم ممن أنك قد تتسائل ما إذا كان الأمر يستحق ذلك. في هذا المقال، سوف ألقي نظرة على ما إن كان هناك أي سلوك موسمي للعملات ظهر من الدراسة للبيانات من 36 سنة ماضية، و تفسير ما قد يكون السبب المعقول لأي من هذه الميول. سوف أختم بتفسير الضعف في مثل هذه الدراسات و التسائل ما إن كان بالإمكان الإعتماد على هذه النتائج أمل لا، و في حال كانت كذلك، كيف يمكن إستغلالها بالطريقة الأمثل من قبل متداولي فوركس كتوقعات موسمية من أجل تحقيق الأرباح.

ميول فوركس الموسمية

إن نظرنا إلى عينة كبيرة من البيانات، قد نكون قادرين على تحديد بعض سلوك العملات الموسمي. النطاق الأكبر المتوفر من البيانات بالنسبة لي كان من خلال النظر إلى مؤشر الدولار الأمريكي و العملات الرئيسية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي خلال فترة تزيد عن 35 سنة. العديد من الميول الموسمية يمكن تحدييدها بشكل واضح.

يميل مؤشر الدولار الأمريكي إلى الأداء القوي في شهر يناير، و يهبط بشكل واضح خلال الربع الأخير من العام، في الواقع بداية من شهر سبتمبر.

يتصرف كلٌ من اليورو و الجنيه البريطاني و الفرنك السويسري بطريقة متطابقة تقريباً، و معاكسة لمؤشر الدولار الأمريكي: حيث يكون أدائهم ضعيف خلال شهر يناير و يرفتعون من شهر سبتمبر حتى نهاية السنة الميلادية.

يرتفع الين الياباني من أغسطس إلى أوكتوبر. و يميل لأن يكون أدائه أضعف ما يكون خلال شهر يناير و أفضل ما يكون خلال شهر سبتمبر.

الدولار الكندي أكثر عشوائية، حيث يكون أدائه أضعف ما يكون خلال أشهر يوليو و نوفمبر، و أقوى خلال شهر يونيو.

تفسير الميول الموسمية في فوركس

الأمر الذي يبرز بشكل واضح من هذا التقييم هو تأثير نهاية العام الذي قد يستخدم في التوقعات الموسمية: يهبط الدولار الأمريكي مع إقتراب نهاية العام، و بعد ذلك ينطلق في شهر يناير مع بداية العام الجديد، و تقوم العملات الأخرى بعكس هذا التحرك. هل هناك تفسير عقلاني لهذا السلوك الموسمي؟ نعم، حيث أن نهاية العام يوفر "ميول يابتة" بالإضافة إلى كونها الموعد النهائي للضرائب و التقارير. يقوم مدراء المال و الصناديق الإستثمارية بالعادة بالتقرير عن أدائهم خلال السنة الميلادية، مما يعني بأن الخاسرين سوف يحاولون بجد الفوز ، و الفائزون سوف يحاولون بشدة عدم خسارة المزيد من المال مع إقتراب نهاية العام. من الممكن لهذا الأمر أن يزيد الوقود للأنماط القوية، و هناك قول قديم بين المتداولين يقول بأن ديسمبر إما أن يكون سيئاً جداً أو رائعاً جداً لتحقيق الأرباح في الأسواق.

يجب عدم تجاهل موضوع الضرائب، حيث أن الضرائب المفروضة على الأرباح و الخسائر تجمع في الولايات المتحدة و العديد من الدول الأخرى نهاية العام. حيث أن العديد من أنظمة الخسائر يسمح بمحي الخسائر مقابل الأرباح من العام السابق، قد يكون هناك سبب أهم لمن لديهم وضعيات خاسرة أن يقوموا بتسييل هذه الوضعيات قبل نهاية ديسمبر، و بعد ذلك إعادة شرائها في يناير، على الرغم من تكاليف المعاملة. من بين العملات المستعرضة، فإن العملة الوحيدة المرتبطة بالسلع هي الدولار الكندي، و الذي يرتبط بشكل إيجابي جداً مع سعر النفط الخام. و لكن الإستخدام الصناعي للنفط الخام يتجاوز بكثير أي إستخدام شخصي، و لذلك لا يمكن أن نتوقع أن يكان الشتاء له أي تأثير موسمي، و في الواقع ليس له أي تأثير. لا أرى أي دليل بناء علي هذه الدراسة للسلوك الموسمي للعملات.

الضعف المنهج

قبل التحمس بشان الميزات المحتملة للتأثيرات الموسمية التي قمنا بتوضيحها في هذه الدراسة، علينا التسائل ما إذا كانت هذه المعلومات مقنعة بما يكفي لكي نستخدمها في توقعات موسمية واثقة. هناك منطقتين بشكل خاص يجب الإنتباه لها:

1. العملات المقاسة، بإستثناء مؤشر الدولار الأمريكي، قيست فقط مقابل الدولار الأمريكي، و ليس كسلة عملات مثقلة مقابل نطاق من العملات.

2. على الرغم من أننا نظرنا إلى أكثر من 35 سنة من البيانات، ما يزال غير معروف ما إن كانت هذه البيانات كافية لتعطي تمثيل حقيقي و ذو معنى. أغلبية الإحصائات المالية تقول بأن هناك حاجة إلى 200 عينة على الأقل ، و لا يوجد لدينا إلى 35.

الإستفادة من الموسميه

لا يجب أن تكون الموسمية هي أساس أي إستراتيجية تداولية و لن أقوم أبداً بأية توقعات موسمية. و لكن هناك أدلة على أن نهاية السنة الميلادية لديها الميول لإنتاج حركة توجهية، في حين أن أشهر الصيف تميل نحو غياب هذه الحركة. متداولي النمط يمكنهم الاستفادة من الموسمية من خلال وضع ثقل أكبر على تداولات النمط التي تقع مع إقتراب نهاية العام، و بالعكس، وضع حجم أقل في التدولات التي تتم خلال الصيف. يمكن القيام بهذا الأمر من دون التوقعات المشكوك يها بشأن سعر الصرف الموسمي.

طاقم ديلي فوركس
يتألف طاقم ديلي فوركس من محللين وباحثين من دول عربية وأجنبية مختلفة، يراقبون حركة سوق التداول وأسعار العملات على مدار اليوم بهدف توفير أدق وأسرع التحاليل الفنية والأساسية ووجهات نظر متنوعة وفريدة من نوعها لجمهور المتصفحين والمتداولين.