إدارة المخاطر أو ادارة الاموال فى تداول الفوركس، تعني ببساطة حجم مبلغ المال الذي تقوم بالمخاطرة به في كل عملية تداول، حيث تعتبر من الأمور الهامة للغاية في تداول العملات، وتعتبر سلاحاً ذو حدين.
فعندما يتم تقديمنا أول مرة إلى عالم تداولات فوركس، من أول الأمور التي نسمعها هو مدى الحجم الكبير الذي قد يصل إليه الربح من الفوركس. و على الرغم من أن هذا الأمر حقيقي، إلا أنه غير واقعي، فغالباً ما نرى الإعلانات التي تتحدث عن أرباح ضخمة تصل إلى 50% خلال أسبوع واحد، و من ثم نبدأ التداول لفترة معينة، و فجأة نأتي إلى الواقع أن هذه الأرباح ليست مستدامة.
قد تكتشف أن عملياتك الرابحة في تسارع، إلا أن القليل من الناس ينتبهون إلى تسارع خسائرهم كذلك عن طريق نفس القدرة التي جذبتهم إلى تداولات فوركس بالدرجة الأولى. و بعد أن نرى الواقع، علينا أن نلقي نظرة إلى درجة الحكمة التي يصل إليها المتداول من خلال الطريقة التي يمكنه بها إدارة المخاطر في الفوركس.
لماذا تعتبر إستراتيجية إدارة المخاطر أمراً هاماً؟
الأسباب الرئيسية التي تجعل إستراتيجيات إدارة المخاطر أمراً مهما:
- إن إستمريت بالمخاطرة بنفس المبلغ في كل عملية تداول، و لا تقوم بالتعديل لخسائرك، فمن الممكن أن ينتهي بك الأمر بخسارة كامل أموالك، أو خسارة الكثير لدرجة يصبح من الصعب جداً تعويض الخسائر.
- من المهم أن يكون لديك نظام ما ثابت، بحيث يحدد كم تخاطر في كل علمية تداول لكي تبقي على الأمور متناسبة، و الا فمن الممكن أن تجد نفسك تكسب القليل فى العمليات الرابحية، اما فى العمليات الخاسرة تخسر الكثير، بحيث تجد ان المحصلة النهائية تشير الي أن خسائرك تفوق ارباح بكتير
يمكن أن يكون من الصعب فهم ذلك، لذلك سوف نعطي مثالاً:
بدأت بمبلغ 100$. خسرت 20$. فقد خسرت 20% من أموالك
يوجد لديك الآن 80$. لكي تعود إلى حيث بدأت، عليك أن تربح 20$. و لكن إنتظر! 20$ هي ليست 20% من 80$، بل هي 25%، و لذلك عليك أن تربح نسبة أكثر مما خسرت.
الجدول التالي يبين كم عليك أن تربح، من الناحية التناسبية، لتعويض الخسائر:
يمكنك أن تتابع إدارة الأموال بشكل سهل من خلال إستعمال جدول يسرد تداولاتك، و يظهر إجمالي إستثمارك بعد كل عملية تداول. من خلال إستعمال المعادلات يمكنك أن تبين بسرعة نسبة المخاطرة اللازمة في التداول التالي.
إستراتيجية "مارتينجال" في إدارة الاموال في فوركس
سنوفر لكم شرح سريع عن إستراتيجية "مارتنجال". ببساطة، هذه الإستراتيجية تخبرك بمضاعفة المخاطرة في كل مرة تخسر فيها، حتى تعوض في النهاية جميع الخسائر. هناك إختلافات في الإستراتيجية عندما تخاطر بنسبة أكثر من ضعف المخاطرة السابقة.
يجب تجنب استخدام تلك الإستراتيجية بشكل كامل، حيث أنها أسهل و أضمن طريقة لخسارة الحساب بالكامل. إن بدأت بالمخاطرة بنسبة 1% من الحساب، سوف تمحي كامل الحساب بعد أن تمر بسبع خسائر متتالية. من المؤكد أن يحدث هذا الأمر. إستراتيجية "مارتنجال" لإدارة المخاطر تعمل فقط لشخص يمتلك جميع أموال العالم. إن كنت ذلك الشخص، فلماذا تتداول؟
إستراتيجيات إدارة المخاطر في فوركس
من الإستراتيجيات الرئيسية لإدارة المخاطر والاموال:
الاولى: المخاطرة بمبلغ ثابت لكل نقطة/تداول:
هذه إستراتيجية بسيطة للغاية، و لكنها مليئة بالأخطاء للأسباب المذكورة أعلاه
الثانية: المخاطرة بنسبة ثابت من رأس المال لكل نقطة/تداول.:
هذه إستراتيجية أفضل لكيفية ادارة المخاطر، و تمتلك ميزتين رئيسيتين:
ينتج عن التداولات الناجحة مضاعفات متميزة من الأرباح، والتداولات الخاسرة تخسر أقل في كل تداول
لا يكون بالإمكان خسارة كامل الحساب
بداية، لا يجب عليك أن تسخدم حجم المخاطرة بنفس الطريقة في كل عملية تداول. على سبيل المثال، قد تكون لديك تداولات من الدرجة "A" تشعر بثقة كبيرة تجاهها، و بعد ذلك تداولات من الدرجة "B" تريد القيام بها و لكنك تشعر بثقة أقل تجاهها. عندها يمكنك المخاطرة أكثر على التداولات من الدرجة "A". من الممكن أن يكون هذا الأمر أداة نفسية مفيدة لمساعدتك على التغلب على أي خوف من خسارة التداولات، و لكن يجب أن تستخدم هذه الطريقة بشكل حذر.
الأمر الثاني هو إمكانية تنويع المخاطرة مع التقلبات، من خلال إستخدام مؤشر معدل النطاق الحقيقي. على سبيل المثال، من الممكن أن تقرر بأنك سوف تخاطر بنسبة 1% من رأسمالك بمقدرا 3 أضعاف معدل النطاق الحقيقي للعشرين يوماً الماضية. هذا الأمر سوف يضمن بأن أرباحك و خسائرك لا تتقلب بشكل كبير مع تغير تقلبات السوق. لهذا الأمر تأثير التجانس على منحى رأس المال عند ادارة المخاطر، و هو أمر مهم لأنه سوف يحسن التأثير المضاف على حسابك. هذا التأثير المضاعف يعتبر عامل رئيسي في الربحية طويلة الأجل، و غالباً ما يتم تجاهله.
أساسيات إدارة المخاطر
المتداولين القادمين إلى سوق فوركس يمنكهم التعود على الرسوم البيانية للعثور على أفضل نقاط الدخول. ولكن بالإضافة إلى تحديد نقاط الدخول، على المتداولين فهم كيفية إدارة المخاطر في التداولات.
من خلال فهم المخاطر المرتبطة، يمكن للمتداول اتخاذ القرارات من البداية بشكل صحيح، بحيث بحيث تسطيع أن تحدد حجم ونسبة الخسائر المقبولة بالنسبة لك. الفكرة هي معرفة التوازن الصحيح بين الحد الأدنى للخسائر المحتملة في الوقت الذي تحقق فيه الحد الأقصى من الأرباح من كل تداول. على عكس المقامرة، هناك طرق واضحة لحماية استثماراتك في فوركس.
حدد حجم الاستثمار
أحد أول قواعد إدارة المخاطر في فوركس هي المحافظة على حجم التداول ضمن الحدود المالية. القاعدة الأساسية هنا هي عدم المخاطرة بأكثر مما يمكنك خسارته. هذا الأمر يأخذ بالحسبان حقيقة أنك من الممكن أن تخسر كامل استثمارك، لذلك عليك أن لا تقوم بتداولات سوف تضعك في ضائقة مال إن خسرته.
تذكر بأنه عن طريق أبسط التغييرات في العملات، سواءاً أكان للأعلى أو للأسفل، فإن ذلك قد يحدث تغير في أسعار العملات المقابلة. ومن الجدير بالذكر أن نسبة البدأ المقبولة من الرأس المال المتوفر للإستثمار في فوركس هي 2%.
نقاط وقف الخسارة
بعد أن تتخذ قرارك بشأن زوج العملات الذي ترغب التداول به، عليك تحديد متى تريد أن تدخل ومتى تريد أن تخرج. قرر بشأن المستوى الذي سوف يحدد نقطة القطع بالنسبة لك. عندها قم بحساب السعر الذي سوف تتعادل عنده. من خلال تحديد نقطة التوقف عند التعادل، يمكنك أن تقلل من الخسائر إلى الصفر.
هذا على فرض بأن الحساب سوف يبقى فيه من السيولة ما يكفي وبأنك متأكد من أن السوق سوف ينفذ عند تلك النقطة. هنا يأتي دور أوامر التوقف وأوامر الحدود لمساعدتك في إدارة المخاطر.
تعلم الرفع التداولي
لا داعي لأن تخاطر في فوركس بمالك الخاص. يمكنك استخدام أموال البنك أو الوسيط من خلال الرافعة المالية. على سبيل المثال، من الممكن أن تتداول بقيمة 100,000$ من خلال إيداع مبلغ 1000$. ولكن، عليك أن تنتبه إلى التقلبات والخروج بسرعة لحماية استثمارك. في حين أن بإمكانك تحقيق أرباح ضخمة من خلال الرافعة المالية، فإن الأمر نفسه ينطبق على الخسائر. يتم تضخيم الأرباح والخسائر بشكل سريع.
الإنضباط من أجل تقليل مخاطر فوركس
حتى إن كنت قد تعلمت كل شيء ضروري لتجنب العثرات في فوركس، فإن التداول من خلال العواطف من الممكن أن يدمر كل مراحل الحماية من المخاطر. في نهاية اليوم، فإن المتداول هو المسؤول عن قراراته. في هذا المجال من العمل، الخسائر ليست فشل، ولكنها جزء من العملية. ولكن، يمكن أن تكون الخسائر نتيجة للعادة السيئة لدى المتداول. أفضل طريقة للتعلم من الخسائر هو الإحتفاظ بسجل لكل التداولات. قم بتسجيل الأسباب وراء كل نقطة دخول وخروج بحيث يمكنك تقييم نظامك التداولي. عندما تتعلم إدارة المخاطر، سوف تكون أفضل في إدارتها.
تقليل الخسائر إلى أدنى حد!
العديد من المتداولين المحترفين في هذا السوق لن يقوموا بالمخاطرة في الفوركس بأكثر من 1% من حساباتهم في أي عملية تداول. و في حين أن هذا قد لا يبدو كثيراً، عليك أن تتذكر بأنك تهدف إلى تحقيق ربح أكثر مما تخاطر به، وهذا ما يستدعي العمل على إدارة المخاطر في الفوركس. ومن الجدير بالذكر أن، إستراتيجية فوركس اثنان لـواحد (2-1) التقليدية ستتطلب منك أن تستهدف تحقيق أرباح بنسبة 2% من كل عملية تداول، والأ تتجاوز خسائرك نسبة 1%. وإذا كنت تعتقد أن هذه نسبة قليلة، ، إنظر إلى جميع الأفراد الذين تمكن "بيرني مادوف" من الإحتيال عليهم بمليارات الدولارات عن طريق تقديم ما نسبته 1% شهرياً فقط.
عن طريق إستخدام مثال "بيرني" بعوائد شهرية بمقدار 1%، فإنك تتحدث عن أرباح بمقدار 12.68% سنوياً. و في حين أن هذه النسبة لا تبدو كبيرة، إلا أن من شأنها أن تضاعف لك حسابك 3 مرات خلال 10 سنوات، و في حين أن هذا أيضاً لا يبدوا بالأمر الكبير، إلا أنني أستطيع أن أؤكد لك بأن هناك الكثير على إستعداد للقيام بهذا الأمر مقابلة تلك النسبة. ماذا يحدث إذا رفعت العوائد إلى 15% شهرياً، يمكنك الآن أن تضاعف عوائدك 3 مرات خلال 8 سنوات. فإذا كانت حسابك الأولي هو 10,000 دولار فقط، سوف يصبح لديك 40,455.58 دولار في نهاية العقد. يجب أن أكرر بأن هذه تعتبر أرباح محافظة جداً، حيث أن المتداول الجيد في فوركس قد يحقق أرباحاً تصل إلى 25% شهرياً، و تتحول الـ 10,000 إلى 93,132.26 خلال 10 سنوات، و هذه أرباح رائعة كما ترى.
إدارة المخاطر الفوركس تمكنك البقاء في السوق بعد التعرض لعدد من الخسائر. وإذا كنت تحاول المخاطرة بما نسبته 1% فقط في كل عملية تداول، فإن خسارة هذه التداولات بشكل متتابع يشكل ما يقل عن 3% من حسابك الأصلي. في حين أن المخاطرة بنسبة 5% في نفس عمليات التداول، فإنك سوف تخسر 13%، ففي أي خسارة تريد أن تكون؟
يجب عليك التأكد من اختيار مضارب فوركس المناسب لمساعدتك لتجنب المخاطر غير الضرورية في سوق رأس المال. يوجد العديد من مضاربي فوركس عروضهم متطابقة مع خدماتهم، لكن يوجد عدد ليس بالقليل منهم محتالين من شأنهم استدراجك في دوامة يمكن أن تصل إلى الإفلاس.
من خلال رؤية ما يمكن للفائدة المركبة القيام به، عليك أن تدرك بأنها تعمل بالإتجاهين كذلك. حيث أن إدارة مخاطر الفوركس البسيطة في كل عملية تداول، فإنك تسمح بتنمية حسابك، و بنفس درجة الأهمية، تقوم بالحصول على الخبرة التي تمكنك من أن تكون متداولاً أفضل. أفضل الطرق التي تساعدك في إدارة المخاطر في الفوركس بشكل جيد هي مراقبة ردود فعلك النفسية عند وضع هذه التداولات. فإن كنت تشعر أن عليك أن تجلس و أن تراقب عملية التداول عن قرب، فمن المحتمل جداً أنك تقوم بالمخاطرة بأكثر مما أنت مرتاح له من ناحية نفسية. و في حين أن إدارة المخاطر لا تغير الحسبة، إلا أنها تؤثر في قرارك بالخروج أو لا عندما يخبرك النظام بذلك، أو عندما لا تستطيع تحمل الضغط. بالإضافة إلى أن الفكرة الكبرى من وراء التداول هو أن تحقق الأرباح من دون القلق عليها، تذكر أنك بدأت بالتداول من أجل فكرة الحرية، و تلك الحرية لم تكن بالتأكيد هي الجلوس أمام الكمبيوتر في قلق من خسارة عملية تداول معينة. لذلك فإن عملية إدارة المخاطر في فوركس هي أفضل الحلول لتنال حريتك التي سعيت من أجلها.
من خلال إختبار نسب مختلفة من حساب التداول الخاص بك، فإنك سوف تكتشف بالنهاية ما هي النسبة التي تناسبك، و سوف تتفاجأ بحجم الأرباح التي يمكنك الحصول عليها حتى مع أقل النسب من المخاطرة. إن تعلمت كيف تتداول بالشكل الصحيح، فإن الأرباح سوف تأتي. و لكن سوف يكون عليك القدرة البقاء في اللعبة لفترة كافية للوصول إلى تلك النقطة.
يميل المتداولون للتركيز كثيراً على إستراتيجيات دخول التداول، و يعتقدون بأن هذا هو مفتاح النجاح. في الواقع، الأمر ليس أن دخول التداول أقل أهمية من الخروج منه فحسب، و لكن كلاهما أقل أهمية بالنسبة للنجاح من إدارة المخاطر والإدارة الجيدة للمال. للأسف، هنوك ميول لتجاهل إستراتيجية إدارة المال. من المهم أن تكون لديك إستراتيجية جيدة لإدارة المال، و إلا فإن التداول الناجح سوف يكون صعباً. لحسن الحظ، فإن هذه المهارة ليست صعبة الإكتساب.
حتى إن كنت تقوم بالتداول من غير نقاط توقف خسائر محددة، فإنك سوف تقوم بالمخاطرة بمبلغ معين من المال لكل نقطة، و هو المكان الذي يتم فيه تطبيق إستراتيجية ادارة الاموال. و بالتالي تكون إستراتيجية إدارة المخاطر الخاصة بك هي إتخاذ القرار بشأن المبلغ الذي سوف تخاطر به في كل عملية تداولية.
تعتبر أوامر إيقاف الخسائر من الطرق العظيمة التي تزيد من قوة أية مخاطر في السوق. فوركس منصة فعّالة وكل شيء يعمل فيها حتى لو كان في غير صالحك. ومن أجل تجنب خسارة كل رأس مال الاستثمار، ينبغي أن يكون لديك ترتيبات مسبقة في ملف تعريف المخاطرة الخاص بك. وبهذه الطريقة، ستقل خسائرك لنسب قليلة.
ينبغي عليك أيضًا تتجنب المتاجرة بهامش مرتفع جداً. ربما يرغب بعض المضاربين في فوركس أن تفعل هذا، لكن كما أن هذا سوف يولد الكثير من الأرباح، ربما أيضًا ينتج عنه كثير من الخسائر. ينبغي عليك أيضًا ضمان تنوع العملات التي تهتم بتداولها في السوق.
ليس السوق نفسه في فوركس خطرًا بل تكمن الخطورة في إدارة المخاطر الخاصة في التاجر. ولذا من المهم جدًا دراستك لإدارة المخاطر التي يراها مضاربك في فوركس والتأكد من تماشيها مع رغباتك. ينبغي الا يكون مضاربك وحده هو من يحقق الأموال، بل أنت أيضاً.
مفارقة "المخاطرة" بالأسواق!
يوجد حاليا بالأسواق نوعان أساسيان من الصفقات: صفقات خوض المخاطرة (Risk-taking) و صفقات تجنب المخاطرة (Risk-averting). يمكن تلخيص صفقة خوض المخاطرة بالمثال التالي: فعند هبوط الين الياباني كعملة ملاذ أمن، فترتفع شهية المخاطرة للمنتجات المالية الاخرى.
تجنب المخاطرة فهو على العكس تماما. وبالطبع، فعندما تجد الأسهم تهبط، قد يرجع البعض الي سوء إدارة واضح للمؤسسة، ولكن يغفل البعض تأثير أرتفاع الدولار وإنخفاضة علي حركة تداول الأسهم.
فواقع أمر تحليل العملات هو أنها لا تتاجر في العملات مقابل بعضها البعض. فكر فيها كمسابقة "أجمل إمرأة في الكون"، حيث أن الفائزة ليست بالذات الأجمل، ولكنها الأجمل على خشبة المسرح في ذلك الوقت ومقارنة بالأخريات. أحد الأقوال المفضلة عندي بالنظر إلى السوق هي للمتنبأ الشهير رودني دانجيرفيلد (Rodney Dangerfield) والتي قال فيها: "إذا كنت تريد أن تبدو نحيفا، أقم مع الأشخاص الممتلئين"!
إذا، دعونا نقارن بين عملتين "افتراضيتين":
العملة أ: عملة هذه الدولة ضعيفة جدا، لا تحقق أي أرباح تقريبا أو ما يسمى بـ- "سياسة المعدل الصفري للفائدة" (zero interest rate policy - ZIRP)، وبنوكها موضع شك من حيث إيفائها بالمديونات، واقتصادها يترنح على حافة الهاوية، وتتعامل مع الدين كما لو كان شيئا بعيدا عن الموضة، والثقة بها ضعيفة في جميع الأوقات.
العملة ب: هذه الدولة لم تتأثر بشكل كبير بأزمة القروض العقارية والكساد الكبير، لكنها رفعت فقط معدل الفائدة 25 نقطة لتصل إلى 3.25% وهي على وشك رفع الفائدة مرة أخرى 25 نقطة، وهي قلقة حاليا من التعافي السريع والتضخم، ويبدو أن مؤسستها المالية ملائمة.
فما هي العملة الأكثر "مخاطرة"؟
إذا قلت العملة أ، فأنت مخطئ! أو على الأقل هذا ما تخبرك به أسواق العالم. في المثال السابق، العملة أ هي الدولار الأمريكي والعملة ب هي الدولار الأسترالي.
وهكذا يبدو الأمر مضحكا في بعض الأحيان أنه لتفادي المخاطرة، فإنك تبيع عملة عالية الربحية لدولة ذات صيت مالي جيد، لصالح حطام متداعي بدون فائدة من الدولة ذات الموقف المالي الأسوأ على وجه الأرض.
هكذا إذا تسير الأمور، حتى الآن. ولكن حتى اي نقطة؟
من الواضح أن الدولار الأمريكي يستفيد من موقفه كعملة الإحتياطي العالمي، ولكن حاليا وبحسب الكثير من المحللين الإقتصادين فإنها أحد الأصول الأكثر عرضة للخطر، وكون حكومة الولايات المتحدة لم تخلف أبدا إلتزاماتها بالدين، لا يعني أنه لا يمكن حدوثه. ففي النهاية، أليست هي نفس الهيئة الاستشارية بالبنوك الإستثمارية وواشنطن التي ظنت أن لعبة القروض الممنوحة سوف تستمر إلى الأبد؟ قد تكون هذه واحدة من أضخم الأزمات المالية العالمية التي يمكن تخيلها.
مع المقدار الهائل للدين بسجلاتها حاليا، ما لم يستطع البنك الفيدرالي أن يتحكم التضخم الزائد، فربما واجهت الولايات المتحدة وقتا عصيبا للإيفاء بديونها. لماذا يريد الجميع خوض هذه المخاطرة؟ وبينما يحافظ، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وآخرون على معدلات الفائدة منخفضة جدا وقيمة الدولار تستمر في الإنخفاض، فربما أحتفظ بالأسترالي. يمكنك أن تدعوني "مخاطر"، ولكني أعتبر نفسي متجنب لها.
وحيث أن الدولار الأمريكي هو عملة تبادل للنفط والذهب والبضائع الأخرى، فإنه لا يعني أن الوضع سيظل هكذا. في الواقع، فإن الدولار الأمريكي هو وسيلة تبادل فقط وليس مخزون للقيمة.
وبالعودة الي المثال السابق: هل ستأخذ الدولار الأسترالي الذي يمكنك من إبقائه بأوراق مالية أسترالية لعامين بعائد 4.71% لبضائعك أو خدماتك، أم الدولار الأمريكي الذي يمكنك أن تحتفظ به بأراق مالية لعامين بعائد 1.02%؟
جوابك معروف مسبقاً، وهكذا أنا أيضا!
في حين أن هناك الكثير من القطع الممكنة من الأحجية تقوم بوضعها معاً لكسب المال من التداول، إلا أن المنطقة العامة الأهم من دون شك هي إدارة المال أو إدارة المخاطر. من أهم الأمور في إدارة الأموال فهم قدرتك على تحمل المخاطر في التداول.
ما هو تحمل المخاطر في التداول؟
إذاً قبل المضي قدمًا، نحتاج أن نفهم تمامًا ماهية تحمل المخاطر عندما يتعلق الأمر بالتداول. إنه يعني ببساطة مقدار المخاطرة التي يمكنك تحملها في التداول. يختلف الأمر قليلاً عن إدارة الأموال، حيث تركز إدارة الأموال على القدرة على النجاة من سلسلة من الخسائر، بينما يتم قياس تحمل المخاطر بشكل أكبر على غرار القدرة النفسية على تحمل الخسارة.
ما أعنيه بذلك هو أن بعض المتداولين مرتاحون تمامًا للمخاطرة بنسبة 3٪ في التداول، بينما يتطلع آخرون إلى المخاطرة بنسبة 0.5٪ على نفس الإعداد. بشكل عام، إنها مشكلة شخصية قليلاً، لأن كل شخص ومتداول فردي سيكون بالطبع مختلفًا. ومع ذلك، فإن معرفة قدرتك على تحمل المخاطر سيكون أمرًا حاسمًا لنجاحك في نهاية المطاف، حيث أنك لو كنت غير مرتاح في هذه الوضعية، فقد تجد نفسك تغادر مبكرًا جدًا. ما سيكون أسوأ هو أنه في كثير من الأحيان عندما تجد نفسك في هذا الموقف، قد يكون تحليلك الأولي صحيحًا، وتجد نفسك تخرج من السوق استنادًا إلى الخوف، وليس استنادًا إلى أي شيء جوهري. وليس هناك أسوأ من مشاهدة أحد المراكز يتحرك في صالحك بعد أن تكون قد خرجت بسبب بعض الخوف.
كيفية تحديد تحمل المخاطر الخاصة بك
إن تحديد درجة تحمل المخاطر هو في الواقع أبسط بكثير مما تتخيل. بادئ ذي بدء، يجب أن تضع في اعتبارك أن فهم إدارة الأموال أمر بالغ الأهمية، لذلك سأستخدم بعض الأمثلة الواقعية:
دعنا نقول أنك تقوم بإعداد معين وتخاطر بنسبة 1٪ من إجمالي حسابك على وقف الخسارة. إذا وجدت نفسك مرتاحًا جدًا لهذا المركز، فأنت تعلم أنك على استعداد تام لتحمل المخاطر و إدارة المخاطر. سيكون التمرين البسيط هو الاستيقاظ والابتعاد عن الكمبيوتر. استمر في يومك ولاحظ ما إذا كنت تشعر بقلق بالغ بشأن كيفية عمل المركز أم لا. إذا كان بإمكانك الذهاب إلى العمل أو الحديقة أو قضاء بعض الوقت مع عائلتك أو أصدقائك دون التحقق من المركز بشكل متكرر، فأنت بكل تأكيد في حدود تحملك للمخاطر.
في تداول أخرى، ربما تخاطر بنسبة 2 ٪. في هذا السيناريو، تجد نفسك أكثر قلقًا بشأن التداول، وتفكر في كيفية عمله كثيرًا. إذا كان ذلك يسبب لك التوتر، فهو أعلى من قدرتك على تحمل المخاطر. انها حقا بهذه البساطة. لا أستطيع أن أخبرك كم مرة وجدت نفسي فوق قدرتي على المخاطرة، وكان لدي تداول يتحرك ضدي، ثم عاد في اتجاهي فقط ليجعلني أخرج عند نقطة التعادل فقط للتخلص من الشعور بعدم الراحة. بطبيعة الحال، يستمر التداول في العمل لصالحي وكنت قد خرجت. الضغط النفسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على كيفية عمل التداول.
تمرين لقياس تحمل المخاطر الخاصة بك
تمرين بسيط. قم بإجراء تداول بنسبة 0.5٪ إجمالي مخاطر عند وقف الخسارة. لاحظ ما تشعر به وأنت تمشي بعيدًا عن الكمبيوتر واجعل السوق يفعل ما يشاء. إذا لم يزعجك، فيجب أن تكون الصفقة التالية مخاطرة بنسبة 0.75٪، مع نفس المعلمات ونفس الملاحظات. من هناك، يمكنك ببساطة زيادة 0.25٪ في كل مرة تقوم فيها بالتداول حتى تجد أنه من الصعب للغاية ترك السوق دون مراقبة.
بعض الناس سيكونون مرتاحين للمخاطرة بمبالغ جنونية من المال، مثل 20٪. هذه محادثة مختلفة تمامًا لأنها تتعلق بإدارة الأموال. تملي إدارة الأموال أو إدارة المخاطر أنك يجب أن لا تخاطر بهذا النوع من الضربة المالية. واذا وجدت أن معدل تحمل المخاطرة لدي هو 1٪ تقريبًا. قد تكون النسبة لديك مختلفة، ولكن على المدى الطويل، يمكن أن تتضاعف هذه الأنواع من الصفقات إلى عوائد جيدة.
ما هو مبلغ المال الذي علي المخاطرة به في كل تداول؟
من السهل الإجابة على هذا السؤال، إن كنت تعلم معدل أو متوسط مبلغ الربح الذي تتوقعه بشكل منطقي من كل تداول، وأنت قلق فقط بشأن تضخيم الربح الإجمالي طويل الأجل: استخدم نظام إدارة المال الجزئي البسيط بناءاً على معيار كيللي (المعادلة التي سوف نقوم بتفسيرها بشكل مفصل في الفقرة التالية). ويقوم النظام الجزئي الثابت للمخاطرة، بأستخدام نفس نسبة المخاطرة فى كل عملية تداول علي الحساب، كما بينا في المثال السابق بين المتداولين "أ" و"ب" اللذان يستخدمان نسب مخاطرة 0.2% و 2%. لإدارة المال الجزئي الثابت ميزتين كبيرتين على الإستراتيجيات الأخرى. أولاً، تقوم بالمخاطرة أقل خلال فترات الخسارة وأكثر خلال فترات الربح، عندما يكون تأثير التجميع فعلاً مساعداً في بناء الحساب. الأمر الثاني، من المستحيل نظرياً خسارة كامل الحساب، حيث أنك تقوم في إدارة المخاطر دائماً بنسبة من ما هو متبقي، وليس بكامل المبلغ.
غالباً ما يتفاجئ المتدولين الجدد عندما يعلمون أنه فيما يتعلق بالربح على المدى الطويل، فإن التحكم بالمخاطر هو بأهمية القيام بالتداولات الجيدة. حيث تحديد حجم المخاطرة و إدارة المخاطر ليست أقل أهمية من استراتيجيات الدخول والخروج من التداول، ويجب أن تدرس كلها بشكل علمي دقيق. إن فهمت هذه الأمور بشكل جيد، عندها طالما أنك تستطيع المحافظة على أفضلية تداولية (وهو أمر غير صعب جداً، حيث أن هناك استراتيجيات تداول موثقة بشكل جيد) سوف يكون لديك مخطط قوي لربح الكثير من المال. أنت لست بحاجة إلى اختيار تداولات مبهرة لكي تحقق الكثير من المال، كل ما عليك القيام به هو القيام بالأمر الصحيح بشكل دائم، وتمكين سحر إدارة المال المتجمع بإنماء القيمة المالية لحسابك. لفهم الأمر بشكل صحيح، ابدأ بطرح بعض الأسئلة الأساسية.
كم من المال علي أن أضع في حسابي التداولي؟
لقد قمت بفتح حساب تداولي مع وسيط، وأنت مستعد للبدأ بالتداول. أنت بحاجة الآن لإيداع بعض المال. كم من المال عليك أن تودع؟ عليك أن تكون صادقاً مع نفسك وأن تفكر بالمال الذي لديك والمتوفر لبناء الثروة. عليك أن لا تدخل أصول مثل المنزل أو السيارة في تلك الحسبة، أو حتى التقاعد: السؤال هو ما هو حجم المال المتاح الذي يمكنك الحصول عليه، من دون ديون، واستخدامه في محاولة زيادة ثورتك؟ عندما تحصل على ذلك الرقم، عليك أن تكون مهيئاً لأن لا تضع أكثر من 10% أو 15% منه في أمر يحتوي على مخاطرة، مثل التداول في فوركس. قد يبدو هذا مبلغاً صغيراً جداً، ولكنه في الواقع ليس كذلك – يرجى إكمال القراءة وسوف أفسر السبب.
تخيل بأن هناك متداولين، المتداول أ والمتداولة ب. لدى كل واحدٍ منهما 10,000$ على شكل أصول سائلة، وهو كل المال المتاح لكلٍ منهما من أجل الإستخدام في بناء الثروة. بعد فتح الحسابات مع الوسيط، يقوم المتداول "أ" بإيداع كامل مبلغ الـ 10000$ في حسابه، بينما يقوم المتداولة "ب" بإيداع 10% فقط من نفس المبلغ، أي 1000$، وتضع المبلغ المتبقي، 9000$ـ، في سندات خزينة مضمونة من قبل الولايات المتحدة، والتي تعود عليها بعوائد سنوية متدنية.
فكر بموقف كل واحد منهما. المتداول "أ" سوف يكون في موقف نفسي غير قوي، حيث أن الحساب يمثل كل المال الذي لديه، وبالتالي الخسائر على الأرجح أن تكون مؤلمة بالنسبة له. عليه أن يقلق بشأن إفلاس الوسيط وعدم قدرته على استعادة أي من أمواله، إلا إن كان الوسيط مدعوماً ببرناج ضمان وديعة حكومية. حتى عندها، فإن أمواله قد تكون محجوزة لأكثر من عام قبل الحصول على التأمين. بسبب مخاوفه، على الرغم من أنه يعلم أن أفضل نسبة مخاطرة لكل تداول حسب استراتيجيته هي 2%من إجمالي حسابه لكل عملية تداول (سوف نتحدث أكثر عن كيفية حساب تلك النسبة) فإنه يقرر إدارة المخاطر بأقل من هذه النسبة. يقرر المخاطرة فقط بعشر إجمالي المبلغ، وسوف يخاطر بنسبة 0.2% فقط من حسابه في كل تداول.
المتداولة "ب" تشعر براحة أكثر من المتداول "أ". لديها 9000$ مؤمنة في سندات الخزينة الأمريكية، ولديه 1000$ في حسابها الجديد مع الوسيط. حتى إن خسرت كامل الحساب، ففي النهاية، سوف تكون قد خسرت فقط 10% من أموالها الإستثمارية، والذي لن يكون أمراً قاتلاً ويمكن تعويضه. التراجع بأكثر من 20% سوف يكون من الصعب تعويضه. المتداولة "ب" مهيئة نفسياً للمخاطرة أكثر من المتداول "أ". تقوم بحساب أفضل نسبة مخاطرة لكل تداول في استراتيجيتها وهي 2% من إجمالي الحساب، كما هو الحال مع المتداول "أ"، ولكن على عكس المتداول "أ"، سوف تقوم بالمخاطرة بتلك النسبة.
المتداولين سوف يبدآن من خلال المخاطرة بنفس المبلغ في كل تداول، وهو 20$. ، يوضح الرسم البياني في الأسفل كيف سوف تنمو قيم حساباتهم إن تبع كلٌ منهما خطة إدارة المال وربح 40 عملية تداول على التوالي (وهو غير محتمل جداً في الواقع):
نمو الحساب – المتداول "أ" مقابل المتداولة "ب"
المتداولة "ب" ومع الحساب الأصغر بقيمة 1000$، و 9000$ في سندات الخزينة، تحقق أرباح بقيمة 811$، من بينها 117$ على شكل فوائد نهاية السنة من السندات. المتداول "أ"، والذي لديه حساب أكبر بقيمة 10,000$، يحقق إجمالي أرباح 617$. على الرغم من أنها بدئا بنفس المخاطرة، فإن تنويع المخاطرة على رأس المال بين الدخل الثابت وشيئ أكثر مخاطرة، يعود على المتداولة "ب" بالكثير من الفوائد، ويعطيها راحة البال لكي تكون أقوى في المخاطرة.
السؤال الأخير هو كيف تقوم بحساب الجزء الذي سوف تخاطر به؟ معيار كيلي هو معادلة تم تطويرها لكي تبين المبلغ الأقصى الذي يمكن المخاطرة به على التداول والذي سوف يضخم كذلك الأرباح طويلة الأجل. إن كنت تعلم احتمالياتك التقريبة بشأن كل تداول، يمكنك بسهولة حساب المبلغ الأمثل بإستخدام حاسبة معيار كيلي. في استراتيجيات فوركس الجيدة، فإن المبلغ الذي تقترحه معادلة كيلي عادة ما يكون بين 2% و 4% من قيمة الحساب.
تحذير: استخدام كامل المبلغ المقترح من كيلي من الممكن أن يؤدي إلى تراجعات كبيرة بعد فترات الخسارة. بعض المتداولين الجيديين، وبالأخص، إد ثورب، أشار إلى استخدام نصف المبلغ المقترح من حاسبة معيار كيلي. . الامر الذى سوف يؤدي إلى 75% من الأرباح طويلة الأجل، ولكن 50% فقط من الخسائر الناتجة عن استخدام كامل مبلغ معيار كيلي.
الإدارة المالية هي الأساس عند إدارة المخاطر
لا نبالغ القول أن السبب الرئيسي وراء استمرار المتداولين بالفشل حتى عندما يتبعون النمط ويحصلون على نقاط الدخول والخروج بشكل مصيب على الأغلب، هو أنهم لا يتبعون أساليب إدارة المال و إدارة المخاطر الموضحة في هذا المقال، كجزء من الخطة التداولية الشاملة. عليك نسيان نتيجة التداول الذي قمت به اليوم، وعليك التركيز بدلاً من ذلك على النتائج العامة بعد 200 أو 500 أو 1000 عملية تداول قمت بها. إن حققت الربح من المخاطرة بنسبة 20% فقط بكل عملية تداول، والذي يعتبر ممكناً بإستخدام استراتيجية اختراق تقلبات تتبع النمطن يكون من الممكن أن تحول بضعة مئات من الدولارات إلى مليون خلال 10 سنوات.